الجمعة ٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم نايف عبوش

الاكلات التراثية.. تزاحمها الاكلات السريعة

لاشك ان إيقاع الحياة العصرية يتسارع بتسارع التطور المدني والحضري. وتفرض الحياة العصرية انماطا جديدة من العادات، والسلوكيات، تبعا لذلك الايقاع المتسارع. ومن تلك العادات التي افرزها تسارع التطور في الحياة، شيوع تناول نوعية جديدة من الاكلات،هي الوجبات السريعة.

هذه الوجبات السريعة، هي نتاج مدنية عولمة صاخبة في كل شيء، سلبت الانسان طمأنينته، في تناول طعامه على مهل، وجردته من ميزة تذوقه العالي لما اعتاد على تناوله من اكلات تقليدية. ولعل موضة الاكلات السريعة، التي بدأت تغزو سوق مطاعمنا على نحو متسارع، هي احد مظاهر غزو المدنية المعولمة لعاداتنا وتقاليدنا. ويلاحظ ان الشريحة المستهلكة لها في الغالب، هم الشباب والأطفال، حتى تكاد تكون جزءا من ثقافة سلوكهم الغذائي، تحت وطأة دافع محاكاة الوافد الجديد من الموضات،بجانب ما تسبغه عليها النكهات المضافة من مذاق خاص يدفع المستهلك باتجاه التعود عليها.

وبغض النظر عن الاثار السلبية للوجبات السريعة على الصحة العامة، وخاصة على صحة الاطفال والشباب، فأننا سنخسر مزاج التذوق العام باندثار اكلاتنا الشعبية، التي تقدمها مطاعمنا التقليدية،كالتشريب، والقوزي، والكباب، والمشويات، والفشافيش على المنقل,والكص،والقلية،والباجة، والسمك النهري الطازج بأنواعه، المسكوف منها والمقلي،وغيرها من الاكلات.

ان تنامي ظاهرة الوجبات السريعة، حتى وان كان يجري ببطؤ، فان التلاشي بسببها قد يتهدد مطاعمنا التقليدية بالزوال،عاجلا ام اجلا،وبذلك سنخسر نمطا تراثيا من الاكلات الشعبية، التي اعتدنا ان نتناولها بأعلى درجات التلذذ بمذاقها الرفيع،ونتحسس نكهتها الخاصة، وننعم بنقاء مكوناتها،التي لا تعرف الغش والزيف،لأن مطاعمنا التقليدية دأبت على اعدادها لزبائنها، الدائميين منهم والعرضيين، بأعلى درجات الأمانة والاحتراف،والصنعة، فأصبحت سمعة المطعم جزءا من تراث السوق الشعبي،التي ينبغي ان لا تطيح بها اكشاك الاكلات السريعة، لتصبح جزءا ذاكرة الماضي يوما ما.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى