السبت ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم مصطفى أدمين

امرأة ودخان

عندما لا أدخل الدخان إلى رئتي وأخرجه من أنفي، أتذكرُك. للدخان نكهة خاصّة بالنسبة لمراهق يحلّق في سماء الحب. الدخان بنكهة النعناع، والسيجارة بطعم امرأة قريبة ـ بعيدة. كم كنتِ رقيقة وأنتِ تشعلينها لي!
ـ خذ نفساً منها وذقني! إنها أنا في لباس النوم.

أذكر... (وكيف لي أن أنسى؟)... قلتُ لك:
ـ أشعر بدُوارٍ لذيذ. فقلتِ:
ـ قريباً ستألفني.

منذ تلك اللحظة، عملتُ جاهداً على إدخال الدخان إلى رئتي، وأنتِ على ألا تخرجي من قلبي. وأنا لم أكن أعلم بوجود أبواب مواربة بينهما، فامتزجتما أنتِ والدخان، ونقلكما دمي إلى كلّ خلية من خلايا جسمي حتى صرتُ دخاناً وامرأة.

والآن، جلدي طاله الكُماشُ، بفعل مليون لتر مكعّب من الدخان وثلاثين سنة من العشق المستحيل. ولكيْ أنسى.. أوـ رُبّما ـ لكي لا أنسى؛ أدمنتُ شُرْبَ الزُعاف الأحمر؛ لعلّي به أطفئُ نيران كلِّ عشق بديل.

صرتُ أكتبُ عنك أيّتُها المرأة البعيدة. لعلَّ الكتابة َعنكِ تستخرجك من دهاليز الحياة وترُدَّكِ لي في صدفة... في مقهى... في جريدة... في مكتوب... غير أنَّكِ في نصوصي لا تستقرّين على حال... كأنّك دخان... كأنّك لستِ من الإنس... كأنّني شخصٌ مهووس بالقـُمار:
أكتبُكِ وأمحوكِ رغبة في الخسارة؛ فلو ربحتُكِ لجاز القولُ «إنَّ العِشقَ كذبة ليس لها قرار».

وفي كلِّ خسارة، أكتبني عاشقاً شقيّا وأمحوني؛ إذْ ليس للذي لا ينثرُ روحَه في العشق أيُّ دار.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى