الاثنين ٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم نايف عبوش

شاعر من ذاكرة الموصل

انه الشاعر إبراهيم علي العبد الله ،المعروف في الوسط الاجتماعي، والوسط الثقافي، بكنيته المشهورة للجميع ،(أبي يعرب)، والتي كناه بها، في ستينات القرن الماضي، الأستاذ الأديب الموصلي اللامع،احمد سامي ألجلبي، صاحب جريدة (فتى العراق) يوم ذاك. حيث كان الشاعر أبو يعرب، ينشر قصائده، ونتاجا ته الأدبية، والثقافية، عندما كان طالبا في ثانوية الزراعة بالمجموعة الثقافية في تلك الجريدة، التي كانت ذائعة الصيت.حيث كانت منبراً للفكر والأدب والثقافة، عندما احتضنت الأقلام الشابة، والبراعم الأدبية.وقد أثارت نتاجاته إعجاب، وانتباه الأستاذ ألجلبي، فكناه، ب (أبي يعرب)،اعترافا منه، بعذوبة قريضه،وجزالة تعبيره،وبلاغة ألفاظه.

ولعل معاصرة الشاعر أبو يعرب،ومعايشته لحركة المد القومي، والصحوة العربية،في ستينات القرن الماضي، التي طبعت حركة النضال الجماهيري،على عموم الساحة، وقت ذاك،وفي مدينة الموصل بالذات، حيث كانت من بين ابرز حواضر العروبة الناهضة، لاسيما في الوسط الطلابي،الذي كان الشاعر أبو يعرب، احد ابرز رموزه،يوم كان طالبا في إعدادية زراعة الموصل، بالمجموعة الثقافية، التي كانت أضخم مجمع للتعليم المهني، الصناعي والزراعي في البلد. فاجتذبت الكثير من الطلاب من مختلف محافظات العراق يوم ذاك، وحوت طلابا بثقافات وأفكار وبيئات وتقاليد متنوعة، حيث النزوع الشعبي القوي، للانقلاب على الذات،والانتفاض ضد التحديات الخارجية الاستعمارية،لانجاز متطلبات التحرر والسيادة، ومواجهة التحديات الداخلية، للتخلف، والفقر، والجهل، والمرض، والحرمان، ورفض المد الشعوبي، الزاحف صوب الوطن، كانت كلها،في ذلك الحراك،عوامل مؤثرة في إلهاب مشاعر الجمهور، وتفتيق قريحة شعراء المرحلة،وفي المقدمة منهم،الشاعر أبو يعرب، الذي أبدع أفضل القصائد الوطنية، ومنها المغناة، التي ربما لازال، أرشيف إذاعة جمهورية العراق، يحتفظ بتسجيلاتها، في رفوفه المعلقة.

ومع أن الشاعر أبو يعرب، ريفي النشأة ،إذ هو من مواليد قرية الزاوية، التابعة لناحية القيارة،من اطراف جنوب الموصل، وبالتالي.. فهو نتاج قروي النكهة، في العادات، والسلوك، والاندماج الاجتماعي مع الآخرين، والانجذاب إلى ثقافة وتقاليد القرية، التي كانت عاملا مؤثرا، في تكوين شخصيته الاجتماعية، وتحديد نمط أسلوبه الشعري،إلا انه ظل ينجذب بحب واضح، وشوق كبير،ووجدان أصيل، إلى مدينته الحبيبة الموصل، التي قضى فيها دراسته الثانوية، بالمجموعة الثقافية.وظلت ذكرياته بها ماثلة في مخيلته،ومترسخة في وجدانه، فخصها بقصيدته الشهيرة(أبت العروبة كفرهم)،التي نشرها في جريدة فتى العراق الموصلية، في ستينات القرن الماضي.وقد استمر بحضوره الواسع مع أوساطها الثقافية،والأدبية، والاجتماعية، فيما بعد،فظل وفيا للموصل الحدباء على طول الخط، وألقى الكثير من قصائده في أروقتها الأدبية، ومراكزها الثقافية، في مختلف المناسبات،وحافظ على علاقة ممتازة مع الكثير من أدبائها، ومثقفيها، ورموزها،حتى استحق أن يوصف بلا تردد، بأنه الشاعر القروي الموصلي،الوفي لبيئته، مكانا وزمانا وإنسانا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى