الخميس ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
قوات الاحتلال تحوَّل الصحافيين والمدنيين
بقلم زينب خليل عودة

إلى أهداف وتهجّر آلاف المدنيين قسرياً

أكد مركز حقوقى على أن العدوان الإسرائيلي تزداد شراسته لتحويل المدنيين والصحفيين إلى أهداف لهجمات طائراتها الحربية، وفي خطوة بالغة الخطورة أجبرت قوات الاحتلال آلاف الفلسطينيين على ترك منازلهم وهجرتهم قسرياً بعد أن ألقت طائراتها بين الساعة 15:30 والساعة 16:00 آلاف المنشورات التي تأمر سكان مناطق واسعة من شمال قطاع غزة ومدينة غزة، ومن بينها مناطق شديدة الكثافة السكانية، حيث يعد سكانها بمئات الآلاف، بمغادرة منازلهم والتوجه إلى وسط المدينة، وسط استمرار سماع أصوات الانفجارات الأمر الذي أسهم في بث الرعب في قلوب المدنيين الذين آثر معظمهم البقاء في منازلهم على المخاطرة في الخروج تحت القصف والمكوث في الشوارع أو في المدارس التي افتتحتها وكالة الغوث الدولية على نجو عاجل وحولتها لملاجئ. ولا تفارق أذهان السكان المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المدنيين داخل ملاجئ الأونروا التي قصفت كما جرى في مدرسة الفاخورة ومدرسة بيت لاهيا في الشمال ومدرسة أسماء في مخيم الشاطئ.

وقال مركز الميزان لحقوق الانسان هذا وواصلت أعداد ضحايا جرائم الحرب الإسرائيلية ارتفاعها، حيث تشير حصيلة أعمال الرصد التي يقوم بها مركز الميزان لحقوق الإنسان للخسائر والأضرار التي لحقت بالسكان وممتلكاتهم إلى ارتفاع أعداد الضحايا في اليوم السابع للعدوان، حيث بلغ عدد الشهداء (129) من بينهم (24) أطفال (12) سيدة، والجرحى (910) من بينهم (293) طفلاً و(148) سيدة. وبالإضافة إلى مئات الشقق السكنية التي لحقت بها أضرار طفيفة، بلغ عدد المنازل السكنية المدمرة (756)، من بينها (57) دمرت كلياً، ومن بين المنازل المدمرة جزئياً (156) لحقت بها أضرار بالغة ومن بين المنازل المدمرة (44) استهدفت بشكل مباشر، ومن بينها (32) منزلاً حذر سكانها بالصواريخ. كما دمرت قوات الاحتلال عشرات المنشآت العامة التي لحقت بها أضرار متفاوتة من بينها مستشفيات ومراكز صحية عددها (5)، و(29) مدرسة، ومقر جامعة (2)، و(13) مؤسسات أهلية و(21) مسجداً، و(10) مؤسسات إعلامية، ومنشآت صناعية (6)، و(67) محلاً تجارياً، ومركز تموين تابع للأونروا، ومقرات وزارية (6)، و(12) مقراً أمنياً وشرطياً، ومقر بنك (2)، ونادي رياضي، و(28) مركبة.

وفي سياق متواصل من استهداف الصحافيين ومقرات وسائل الإعلام المختلفة، قصفت الطائرات الإسرائيلية، عند حوالي الساعة 18:44 مساء يوم الثلاثاء الموافق 20/11/2012، صاروخاً استهدف الصحافي محمد موسى أبو عيشة (24 عاماً)، ويعمل مدير البرامج في إذاعة القدس التعليمية، والمواطن حسن يوسف حسن الأستاذ البالغ من العمر (22 عاماً)، بينما كانا يتواجدان بالقرب من مسجد البخاري في شارع البركة بمدينة دير البلح، حيث نقلا إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وأعلن عن استشهادهما.

وفي حادث منفصل في السياق نفسه قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ واحد، عند حوالي الساعة 17:45 من مساء اليوم الثلاثاء الموافق 20/11/2012، سيارة من نوع (رينو) خضراء اللون كان يستقلها المصوران الصحافيان العاملان في فضائية الأقصى وهما حسام محمد عبد الرحمن سلامة، (30 عاماً)، و محمود علي أحمد الكومي، (29 عاماً)، وقد تسبب استهداف السيارة بالقرب من برج الشفاء غرب مدينة غزة، إلى استشهادهما على الفور.

كثفت قوات الاحتلال من استخدام القصف المدفعي على امتداد المناطق الحدودية وتجدد القصف المكثف من البوارج الحربية، وقصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي عند حوالي الساعة 19:20 حتى الساعة 21:30 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 20/11/2012، أصابت قذيفة- عند حوالي الساعة 19:40 مساءً- إحدى الشقق السكنية في أبراج حي الندى في بيت حانون، أسفرت عن إصابة مواطن بجراح. كما سقطت قذيفة- عند حوالي الساعة 19:55 مساءً- جوار منازل السكان القريبة من مسجد الصديقين نهاية شارع الحطبية في بيت لاهيا، ما أسفر عن إصابة سيدة بحالة هلع. ويتواصل القصف المدفعي ما ينذر بسقوط مزيد من الضحايا والخسائر حتى ساعات الصباح.

وفي معلومات أولية قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، عند حوالي الساعة 15:30 من مساء اليوم الثلاثاء الموافق 20/11/2012، بصاروخين مواطنين كانوا بسيارتين مدنيتين، بينما كانتا تقفان بالقرب من نادي المستقبل بالقرب من محافظة غزة في حي تل الهوى غرب مدينة غزة، وقد تسبب القصف في استشهاد أربعة مواطنين هم: التوأم صلاح نمر محمد دغمش، (29 عاماً) وأخوه صبحي نمر محمد دغمش، (29 عاماً)، أحمد جميل حمدان دغمش، (30 عاماً)، طارق عوني مصطفى حجيلة، (40 عاماً). ولم يتمكن باحثوا المركز من التحقق ميدانياً بسبب تلاحق أعمال القصف وتسارع وصول الجرحى والقتلى على أن يتم التحقيق في الصباح.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد لاستمرار العدوان وازدياد شراسته فإنه يعبر عن غضبه الشديد لفشل المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته القانونية على الرغم من تواصل المجزرة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة، لليوم السابع على التوالي، وتنطوي على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بالغة الفظاظة والوضوح، ولاسيما وأن القصف الصاروخي والمدفعي يستهدفان المنازل السكنية والمدنيين وقد حولت قوات الاحتلال من الصحافيين كهدف لهجماتها حيث استهدفت ثلاثة من الصحافيين مساء اليوم وحده. وبلغ تصعيد قوات الاحتلال ذروته في تهجير آلاف الفلسطينيين قسرياً عن منازلهم ودون إعطاء مهلة حيث نصت المنشورات التي ألقيت خلال نصف ساعة على المغادرة فوراً لمئات الآلاف من سكان أحياء سكنية مكتظة في معظم أنحاء محافظتي غزة وشمالها، في تعمد لمضاعفة معاناة المدنيين الذين شكلوا حتى اليوم الهدف الرئيس لهجمات قوات الاحتلال المتواصلة.

وعليه فإن مركز الميزان يدعو وكالات الأمم المتحدة المتخصصة للإسراع بتزويد المهجرين قسرياً ممن لجئوا إلى المدارس التي حولتها وكالة الغوث الدولية إلى ملاجئ بمساعدات غوثية عاجلة

وإذ يطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بأن يعبر عن موقف واضح يستنكر الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة فإنه يجدد مطالبته بالتحرك العاجل لوقف هذا العدوان دون تأخير أو إبطاء، وأن يتخذ إجراءات عملية وسريعة لإنهاء هذا العدوان المتصاعد.

وإذ يجدد مركز الميزان مناشدته لمؤسسات المجتمع المدني ونشطاء السلام في أنحاء العالم كافة أن تواصل نشاطات الضغط والتأثير على حكوماتها للتحرك العاجل لضمان احترام معايير حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فإنه يجدد تحذيره للمجتمع الدولي من أن استمرار صمته وعجزه عن التحرك لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية وحماية المدنيين في قطاع غزة سيشكل تشجيعاً لمجرمي الحرب من الإسرائيليين على توسيع نطاق جرائمهم كما هو حادث في الوقت الراهن.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى