الأربعاء ١٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

اليوم العالمي للغة العربية

(ما أنا بقارئ)!!

تماما مثل الطفل في بداياته اللغوية حين يتبع الجزء الأخير، الأقرب من الكلام.
هكذا أرى حالنا مع القراءة (ما أنا بقارئ)

والقراءة مستويات. القراءة لغة. القراءة فعل.

(ما أنا بقارئ) ما أنا بفاعل!

لذا أصابنا الذل واعترانا الوهن، والجمود، والتأخر.

ولذا تشوهت الأذواق فلم نعد ندري ماذا نسمع ولا ماذا نختار.

أيتام نحن على مآدب الأمم.

اليوم العالمي للّغة العربية،

ماذا أعددنا؟

لماذا ؟ كيف؟

اللغة تسود وتحترم حين يسود أهلها.

حافظ إبراهيم شكا وشكت اللغة معه.

وقف واستوقف، وبكى واستبكى....ذهبت صرخته في واد غير ذي مستجيب.

أرسلت إليّ زميلتي (أم لؤي) مختارات من (كلمات ليست كالكلمات) وقالت: استمتعت وأنا أبحث. ..فكتبت لها:

(هي حقا (كلمات ليست كالكلمات) يا أم لؤي، أيتها الباحثة عن جمال روح الحرف حين يتشكل نابضا بالحياة..

هناك كلمات تولد ميتة، لا تستحق غير الرثاء.

وهناك كلمات ليست كالكلمات...حقا ليست كالكلمات...

ألا ترين معي أن الكلمات مثل بني البشر؟!!

....أشكرك على كلمات (نزار) في اللغة.)

اللغة حياة.

اللغة وطن، فكيف نحافظ على وطن ونحن لا نحافظ على لغته؟!!

للّغة حرارة نشعر بها حين نقترب منها، نحبها ونفهمها...

اللغة انتماء وهوية ودليل بقاء ورمز اعتزاز، فماذا أعدت الوزارات المسؤولة والمؤسسات المعنية؟

(قبل أكثر من عشرين عاما حين نشب خلاف نقابي بين الصحفيين العاملين في الصحيفة التي أغلقت بعد أوسلو، تدخلت في مسعى توفيقي لإنهاء الخلاف حفاظا على استمرارية العلاقة الوطنية الودية. وقتها كان الطرفان متحاملين غير مستعدين للتنازل، وتطور الخلاف الكلامي بحضوري، فاقترح مالك الصحيفة مستهزئا نيته تنظيم (دورة في الإملاء)!! وهو يقصد إملاء اللغة العربية للعاملين لديه!!)

لم أكن على اطلاع كاف يؤهلني للحكم على مدى تجنّي المقترح والاقتراح وقتها....اليوم أدرك سلامة اقتراحه!

تحتاج مؤسساتنا العاملة لتنظيم دورة جادة في قواعد الكتابة الإملائية، واللغة المنطوقة، فكثيرا ما يسمع المتابع لغة ذات لحن فاضح في الفضائية الفلسطينية مثلا...)

أما معلمو اللغات والمواد الدراسية في المدارس فهم يظنون أنهم غير مطالبين بإجادة اللغة حديثا وتعبيرا فتجد أسئلتهم تخاطب الطلبة بلغة كسيحة، ففاقد الشيء لا يعطيه...من هنا ينشأ البعد والجفاء وعدم فهم المقروء...

المساحة الجغرافية تضيق في كل يوم بقرارات المصادرة والبناء الاستيطاني وأوامر هدم المباني...

الوطن يذوب ويسلب.

واللغة أيضا...

(كل عام واللغة بخير وأهلها بصحوة)


مشاركة منتدى

  • تحية للاخ إبراهيم
    قرأت مقالك وأنا أبحث عن شيء دال على أن أمتنا المتعبة والمنهكة تستعد للاحتفال بلغتهاومع الأسف الشديد لا شيء فلغتنا العربية تجلد يوميا في المنابر الإعلامية وأبناؤنا يحتقرون لغتهم إلى درجة لا تتصور لأنهم يعرفون أنها لا توصل إلى المناصب ولا تحقق النجاح المنتظر فكل دول العالم يهتمون بلغاتهم ويؤسسون المجامع للحفاظ عليها وتطويرها إلا نحن رغم أن الإمكانيات متوفرة ولكن مسؤولينا منشغلون بأمر أخرى أما مسألة الهوية وحمايتها وحماية الأداة التي تحققها فهي خارجة من حساباتهم .فكل سنة واللغة العربية بخير

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى