الثلاثاء ٢٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم هناء رشاد

ستظل مصر......

ستظل كما هي.. تستيقظ مبكرا تمارس نفس عادة الابتسام الصباحية لتفعل فعلها في جعل النهار أكثر احتمالا..تلقيها في كل وجه تلقاه...الجنايني الذي يستقبلها وفي يده زهرة رغم تعبه... الشاب الصغير الذي لايملك سوى دراجته واناء صغير وفوطة يستفيق مع الندى ليغسل سيارات الحي غير عابئ بموجات الصقيع...... رجل الأمن الذي سهر الليل البارد ليجعل عينها تنام بأمان........

ستظل بنفس العادات القديمة..تدق باب الجارة العجوز كي تتسوق لها أو لتقدم لها طبق لذيذ صنعته بأيديها لتحصل على غنيمتها من الدعوات الجميلة الصباحية.

كما هي ستظل تتسابق لتلحق بمواكب الخير

تفتح ذراعيها للزهر والشجر والبشر وقطها العجوز وعصفورها المشاكس!

.....ستظل تدفع بالضوء عربات الأمل رغم الليل الذي أرخى بستائره على دنيا أحبتها كثيرا

وستظل كماهي تحتكم لموجات الحب بقلب لايعرف سوى الحب رغم سخونة الأحداث.......وتصاعدها مرة وترديها مرات تبحث عن الوجوه الطيبة والقلوب الدافئة، عن أمها الحنون وأخيها الصغير المعاند ،وأختها التي رافقتها عمرا، وصديقتها التي اختلفت معها بالأمس وذهبت عابسة ..لتجمعهم على افطار لذيذ وشاي دافيء وضحكات صباحية في وجه الشمس التي تصر رغم كل هذا الغيم أن تطل بوجه لايعرف سوى ارسال النور والوهج.......والدفء

وكعادتها حين تحتدم الاختلافات تلقي دائما باللوم على نفسها أنها ربما أساءت الظن أو خانها الفهم أو هكذا دوما يفعل الصغار!!

ستظل بنفس قلبها الأم، وعقلها الحكمة، وفهمها الواسع تحتوي وتغفر وتنتظر!

ستظل بنفس مبادئها التي يتندر عليها البعض أنها انزوت في سراديب الهزل المُحيط...والجدل المتشابك........وحدائق الأشواك التي تجنمع في مشهد مخجل مُصرة أن تقتلع كل أغصانها........لتتركها في مهب الرياح بلاساتر!

ستظل تحمل الورود في مواسم الجفاف........وتصطف في ظلال المحبين الذين كلما انغمس النهار بنهر الليل دوما يفتحون الأبواب للابتهاج من جديد

هي هنا منذ عصور وستظل.. تلملم كل الذي بعثروه بالأمس حتى اذا فتحوا أبواب العودة وجدوا الضوء والزهر......ووجدوها بابتسامة الاشتياق.....

وان وصموها بأنها طراز غارق في القدم أو أنها في جيوب الأمس كانت ماضي ولى واندثر........ولو تهكموا وقذفوها بالطِيبة في زمن يتهكمون فيه على الطيب!!

ستظل الوجه الذي لم يلبس قناع.......والقلب الذي استطاع ان يحتفظ بدفئة رغم اتساع رقعة الصقيع ليطال الجميع!

ستظل في زمن الغاب.... وندرة الأحباب..........

ستظل مصر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى