الاثنين ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم أمينة شرادي

البحث عن وجه جديد..

كان هناك ازدحام شديد. تدافع بالأيدي بين الأطفال و ذويهم من أجل الوصول إلى حيث يوجد المخرج الذي جاء إلى هذه البلدة للبحث عن وجه جديد لطفلة لفلمه الجديد. وصلت مريم مع أمها إلى المكان ووقفت تنتظر في صف طويل و عريض. حل المساء و الطفلة مريم لم تمل من الانتظار. مسحة من الحزن تستوطن ملامحها. فتح الباب أذن لها بالدخول. غرفة شاسعة، تحولت إلى بلاتوه للتصوير، بها كاميرا و أضواء ومساعدين آخرين. لم تهتم . تقدمت حيث الصوت ينادي عليها. اقتربت من المخرج. طلب منها الجلوس. نظر إليها مليا طالبا منها أن تنظر إلى الكاميرا ثم سألها عن اسمها و سنها. بعينين حزينتين و صوت مضطرب قالت: اسمي مريم وسني 14. و استمرت في الحديث دون انقطاع. قالت والدمع ينهمر بشكل هستيري:

 في السنة الماضية، كنت أتجول قرب بيتنا، اقترب مني رجل طويل القامة و طلب مني أن أساعده على حمل بلاستيك خضر. أخذت البلاستيك رغم ثقله و ذهبت معه إلى الشارع الآخر. لما أردت العودة، طلب مني أن أرافقه إلى بيته حيث أطفاله و زوجته ليعطيني تفاحة. صدقت الفكرة، و هنا سكتت مريم وسكت كل من في الغرفة "البلاتوه" ينتظرون تكملة القصة. طلعت السلم العالي معه دون خوف ولما فتح الباب دفعني إلى الداخل حتى سقطت أرضا. سألته أين أطفاله؟ طلبت منه أن يتركني لكي أعود إلى البيت...بكت مريم كثيرا ، رفض طلبي ثم نزع ثيابي ثم...هنا قاطعها المخرج و هلل فرحا: أنت رائعة. لك موهبة خارقة. كيف يمكنك أن تنسجي من خيالك قصة بهذه القوة؟ وصفق كل من كان حاضرا. مسحت دموعها و قامت دون أن تنظر إليهم و اتجهت نحو الباب. التفتت إلى المخرج و قالت: لما نزع ثيابي نزع معها كل أمل لي في الحياة. و خرجت.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى