الثلاثاء ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم الغالب اليزيد

هذا الطفل

ترجمة قصيدة هذا الطفل للشاعر الباكستاني بن انشا.

"هذا الطفل،
جائع،
نحيل،
من هو؟
 
هذا الطفل
يقرفص على الأرض المكدرة،
سغبه, ولاشيء يسكنه،
ظمأه, ولاشيء يرويه،
عريه, ولاشيء يغطيه،
مجرد الرأس،
حافي القدمين،
 
لعب، لايملكها،
لادمية ،لاجنودا،
لا أرجوحة تهدهده،
لاهدهدة تنومه،
لاشيء،
لايملك شيئا،
لا أحد يكترث له،
لا أحد يحبه،
لا أحد في العالم.
 
وبلد الحزن هذا،
قاحل وقاس،
لاسحابة في السماء،
لاقطرة مطر تسقي الأرض الجافة،
فراسخ بالدور, لاسنبلة قمح،
ولا قشة عشب،
لازاوية ظل،
في أرض الجوع هذه،
في صحراء الموت هاته.
 
هذا الطفل،
لماذا يجلس القرفصاء هنا ؟
مذ كم من الزمن؟
ماذا ينتظر؟
ماذا يقول ساكتا؟
"ما أ غرب العالم!"
وهذا العالم ،لمن ينتسب؟
 
يوجد ,تحت نفس الشمس،
تحت نفس السموات، أماكن،
حيث الورود تتفتح،
حيث العشب أخضر ودهني،
حيث السحب تتجمع وتنفجر
إلى زخات الحياة من أجل الأرض العطشى
توجد وديان، أنهار، جداول،
مدن تضج بالحركة وسعيدة،
أغان، ضحكات، أعياد،
في الأسواق، في الدكاكين، في الحوانيت الصغيرة،
جبال من الألبسة،
حب, قمح،أرز،خبز،
الكل في بحبوحة؛
يوجد المال،يوجد الذهب،
توجد الثرواث،توجد الكنوز،
من أجل عدد ضئيل من المنتخبين،
يكفي أن نمد اليد.
إنه حلم متبخر وبعيد, ،
بعيد هذ العالم من الجوع والمحن.
"هل نعيش داخل كون واحد؟"
 
هذا الطفل
إنه بن آدم،
الذي منه أنا وأنت،
نحن الأطفال أيضا،
أسود،أبيض أوأحمر،
إنه رجل، إنه إنسان،
نعيش في عالم واحد،
نحن جميعا أبناء الله،
أبناء كون واحد،
من هذه الأرض التي تنتسب إلينا جميعا،
التي نسكنها،
له، لك،لي،
 
هذا الطفل
وحده جائع،
لو نستطيع أن نعطيه فقط ما يأكل
(لا! ليس مستحيلا.)
لو نستطيع أن نعطيه فقط قليلا من اللبن
(أنهار من اللبن تجري في أماكن أخرى)
لو نهتم به فقط ، لو نلبسه فقط
(لدينا ألبسة لا نعلم ما نفعل بها)
لو أحد يأخذه بين ذراعيه فقط
(أليس للرجال أكثر من قلب؟)
عندئذ سترونه يتحول
إلى طفل جميل مملوء قوة وحياة.
 
لايوجد أحد في هذا العالم
أجنبي،
لا أحد.
كل ما ينمو تحت الشمس،
نبتة او فاكهة،
كل مانجده فوق الأرض،
ثوب أو ملجأ،
كل الكنوز ،كل الثروات،
هي لنا، لكم,لي،
لهذا الطفل.
 
هذا الطفل، من هو؟
إنه لنا.
إنه لكم. إنه لي.
هذا الطفل، وكل من يشبهه."

الشاعر الأصلي: ابن انشا

بلد الشاعر الأصلي : باكستان

المترجم : الغالب اليزيد

بلد المترجم : المملكة المغربية

مصدر القصيدة: الصفحتان 223 -224 من سلسلة:"تعابير ونصوص حية 5 ,تعبير
شخصي"للدكتور لويس أرنو،منشورات منيار،باريس ،فرنسا. 1977.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى