السبت ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم إبراهيم جوهر

انتظار وتسليم

خدعني الفجر والصباح الغائم. خدعتني حركة الرياح الملتفة وهي تحمل بقايا أوراق الدالية على أرضية الشرفة، ولم يكن ما توقعته.

ظل النهار ربيعيا مشمسا.

ظل النهار مشحونا بالانتظار.

انتظرت ساعتين كاملتين في مشفى العيون في الشيخ جراح. عدت إلى المشفى بعدما خاب أملي من تقديم الموعد الذي أملته بعدما أوهموني هناك بتقديمه...

اليوم دخلت وقلت: مرحبا، السلام عليكم.

هناك لم أكن أقول شيئا.

هنا شعرت براحة ما.

هناك كان يستقبلني موظف التوزيع بلباسه الأحمر الموحد ويسلمني صحيفة اليمين (إسرائيل ايوم) وأقول له: شكرا.

هنا وجدت شيئا من ذاتي، وقدمت الموعد إلى يوم 20 شباط القادم.

قلت لهم: لا أستغني عن النظر ، ولا أستطيع الانتظار طويلا.

انتظار أمس، وانتظار اليوم. شعرت بالحاجة للقراءة. لو كنت قادرا على القراءة لقرأت مستغلا الانتظار. ولقدمت (قدوة) لقضاء الوقت بالمفيد النافع.

انتظرت كما ينتظر الآخرون بلا قراءة، ولا حديث...التأمل والتفكير كانا سيد الانتظار.

القدس هادئة تنتظر كانت اليوم. انتظاري طغى على الموقف والمكان فخلت الأشياء كلها تنتظر.

انتظار ....

في اليومين المنصرمين كان (محمد) يقرأ لي سابحا مع حروف (كاملة بدارنة)؛ اكتشفت بالتجربة الغريبة في القراءة معنى أن تقرأ بنفسك لنفسك قراءة صامتة يحكي فيها الحرف والكلمة لعينيك ما لا تنقله القراءة الجهرية لطالب في الصف العاشر. كما اكتشفت سلامة قراءته وحسن أدائه.

علينا تعويد أبنائنا على القراءة الجهرية مع تمثيل المعنى....غابت القراءة عن أجيالنا الجديدة.

الطبيب الجراح الذي سيجري العملية للعين اليمنى سألته: ماذا بشأن العين اليسرى حيث الفيروس والالتهاب في القرنية؟؟

طمأنني ببساطة، فقال: عليك أن تنساها...

قلت : هل ضاعت كما ضاعت فلسطين؟!!

فأجاب: فلسطين ربما تعود، أما العين فلن...

الحمد لله....

سأنتظر...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى