الثلاثاء ١٢ شباط (فبراير) ٢٠١٣
بقلم حسام تيسير الخاروف

ذرائع الضمير المخاتل!

أصبحت الواسطة، أو كما تسمى عند الكثيرين بـ فيتامين واو، أمر مهم، لكي تتمكن من إنجاز أمورك كما تحب وتشتهي، ولهذا، أصبح الواحد منا لا يفكر في موضوع «خاص» به إلاّ ويتبادر إلى ذهنه البحث أولاً، وقبل كل شيء، عن الواسطة! لأنها متى توفرت، تستفتح جميع الأبواب المؤصدة في طريقنا، ويصبح المستحيل ممكنا،ً والصَّعب سهلا،ً وغير النظامي نظامياً!

إذا أردت أن تزيد دوراً رابعاً في منطقة لا يسمح بالارتفاع فيها لأكثر من دورين أو ثلاثة.. الواسطة يمكن أن تحلَّ هذه المشكلة!

إذا واجهتك مشكلة عند سفرك ولم تحجز.. تستطيع الواسطة أن تدبّر لك مقعداً على الطائرة، حتى لو حضرت قبل إقلاع الطائرة بدقائق فقط!

إذا كان لديك مريض وتريد أن تحصل له على سرير في أحد المستشفيات الحكومية.. فما عليك إلاّ البحث عن «فيتامين واو» وستجد بدل السرير عشرة، حتى لو أقسم لك مسئولو ذلك المستشفى بأغلظ الأيمان بأنه لا يوجد سرير واحد خال!

إذا أردت أن تحصل على منحة أرض، أو رخصة قيادة، أو هاتف، أو ما لا يمكن أن تحلم به، فإن ذلك يعتمد أولاً وأخيراً على «قوَّة» واسطتك، وثق أن أمورك محلولة، حتى لو كنت نائماً في «هودج» داخل بيتك!

أما إذا لم تملك «واسطة»، فإن حقك في الكثير من الأحيان باطل، ودماثة أخلاقك ضعف، ومراجعاتك المستمرة ستكون بلا فائدة، ولن تحل مشاكلك إلاّ بعد اللجوء إلى الواسطة!

والسؤال الذي يلحّ علينا.. لماذا يصبح للواسطة هذا المفعول؟! وتصبح هي الوسيلة لكي تمشي «أمورنا»، وتنجز أعمالنا؟. ولماذا لم يعُد لدينا «احترام للنظام»، أو تقدير بأن زيداً وعمرو سواسية، كأسنان المشط أمام النظام، وأن لا ذنب لعمرو إذا لم تكن لديه معرفة أو واسطة أن يظل الشهور والأيام يلهث وراء معاملته، رغم أن لزيدٍ معاملة مماثلة أنجزها بأسرع من لمح البصر بـ « الواسطة »!

ويبقى السؤال أيضاً الذي يفرض نفسه أمام هذا «المنطق»، هو: هل العيب «فينا»؟ أم أنه دخل إلينا «مستورداً» مثل أشياء كثيرة استوردناها.

وحتى نعرف الإجابة على هذا السؤال أقول لكم: كل واسطة وأنتم بخير!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى