الجمعة ١٠ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم مصطفى الشليح

الهوامـشُ أرضُكَ الأولى

نظـامٌ للـقصيدةِ والسُّـؤال
يُحمْلقُ في القصيدةِ باحْتمال
الهوامشُ ليسَ تسبقها
العَوالي من النظراتِ للوهْم / المُحال
 
الهوامشُ صرخة
ما نـدَّ منها سوى صَمْتِ السَّريِّ
إلى انسلال
عن المعنى، وعنْ مُتمطراتٍ إلى المعنى
على وتر انذهالي
 
الهوامشُ دفترٌ لا سطرَ فيه
إذا ما أنتَ جئته لا تبالي ولا تهتاجُ
لا عنوانَ يرْنو من العنوان
زنبقة الليالي تُشيحُ بما لديها عن وصال
وتمنحُ واردًا ألقَ الوصال
تبيحُ ولا تبيحُ ..
كأنَّ جونـًا بديـدَ الظلِّ يأتي بالظلال
وبالواحاتِ
منْ ثبـج وجمْر
وبالرَّاحاتِ تندى بالمطال
وبالساحاتِ
أرحبُها عيونـًا
جداولُ منْ عيون ٍ للضلال
كِنانتكَ المُطلة منك بيدٌ وخضراءٌ
براسيةِ الجبال
وساريةِ الجواري مُـنشآتٍ
وعاريةِ العباءةِ والعقال
 
الهوامشُ
لا تؤرقها الليالي
إذا الأرقُ استقى ماءَ الخبال
وليسَ خيالها
سرَقَ الحواشي، ولا خِرقـًا
نِجاشيةَ الخيال
الهوامشُ أرضُـكَ الأولى
وبابٌ على المنفى ونافـذة المُحـال
 
رأيتكَ تمَّحي صُعدًا
رئِيـًا ومنكَ تمدُّ سُلمَها الأعالي
رأيتـكَ تحْـلمُ.
المشتى وساد
وللمسْرى قـتاد
منْ جدال الكلام رأيتـكَ
 
الكهـفُ اتـقادٌ
وطيفكَ يرسمُ المنحى
فما لي إذا رسمتكَ انهارتْ، جدارًا، مَدائـنُ لـي
لينهارَ احْتمالي على الشرفاتِ ؟
 
أصْعـدني
اتكاءًا على جُرْح الليالي
مثـلَ آلٍ
أحوِّلُ ومْضَه مرقاة عمْري
لأحلمَ بالبـراري لا تبالي
لأحلمَ بالمسافـاتِ اللواتي
تجرِّدها منَ الكأس الدوالي
وبالطرُق القديمةِ
كالقوافي، وبالمِزق التي كانتْ حيالي
بساريةٍ تردُّ عليَّ قولي
وقدْ هرمتْ من الرَّجْع المُوالي، وما هرمتْ
رُسومٌ نابساتٌ تركتُ بها
لمِحرقةِ السُّؤال
وما هرمتْ أناملها شخوصًا
إلـيَّ
منَ المُطوقةِ انسلالي
 
أنا فيها انوجدْتُ
ولا مقالٌ لأحلمَ. منْ رآني ؟
 
لي مقالي
ولي حـرفُ المَرايا
قالَ انوجَادي
وقلتُ
وقدْ تخاوصَتِ المجالي :
أشاختْ، بالعباراتِ، الـمَرايا
أمامَكَ أمْ إشـاراتُ العـوالي
من العتمـاتِ تنطقُ عارياتٍ
وللصَّبواتِ أبـرادُ الدوالي ؟
 
وقلتُ: لعلَّ حرْفكَ ليسَ ينسَى
لعلي، مِنْ هنا، أنسَى
سُؤالي الذي تركتْ أنامله شخوصي
إليكَ، ومنكَ، أطيافَ انذهـال
ذكرْتُ، لديكَ، ما أملى ارتحالي إليكَ
على حروفٍ منْ نصال
وما كتبَ انسدالٌ لانسدال، وما ألقى
إليَّ من الأمالي
وما أبقى
ودونَ البحْر بحْرٌ، هـناكَ
لأرْتقي موجَ الجَمال
 
ذكرتُ كتابيَ / الشذراتِ
طفلا أباغِثـه يُطلُّ على المُحال
ويحسبُه محارَ الحلم رُؤيا
وأحسبُه
سوارًا للرمال
كأنَّ الطلَّ عنوانٌ مُدارٌ يحومُ إذا أبادرُه حيالي
كأنيِّ الظلُّ أذكرُني اختلالا وهامُ قصيدتي طيّ اعتلال
 
رأيتُ الأبيضَ المُـنآدَ وهمًا ..
فراشاتٍ لأوهَام خوال.
 
لإرهام الغوالي
كانَ نبرُ البياض بهاءَ وهْمِكَ
للسِّلال الوديعةِ
حيثُ تلغو الحكاية منذ إبْهام المجال
ومنذ تكسَّرتِ اللغة اختفاءً
عن التبيان
والسحْر الحلال
يكاد زلالها منْ سلسَبيل الغُموض
يغيمُ في لغتي
سُؤالي
سؤالي يا سليلَ السارياتِ التي عبَّتْ
غموضًا من زلال
ولستُ بذاكرٍ ماءَ التصادي
عن الأوْراق
تكتبها الليالي، عن الرّقراق
يسْحبُها انكتابا ليقرأني على مهَل
فما لي أسابقُ عتمة الكلماتِ محوًا، وأسبقني
ليتسقَ احتمالي ؟
ومالي كلما غنىَّ المُغني شرُدْتُ بنايه
وعدًا بـآل ؟
 
سألتُ فما أجابَ
وحينَ أفتى أنـا كنتُ ارتحالا
في ارتحال
 
وما أفتى
ولكنْ قالَ همْسـًا :
بُراقكَ آهـة الرَّجْع المُذال
 
فقلتُ :
ذبالكَ الذريُّ
شمسٌ ورقراقٌ
وأنفاسُ انسبال، وأشواقٌ
 
أسِترُكَ يستبيها
أم السرُّ الذي بينَ الجبال ؟
أم النعلُ الخفيضة ذاتُ خِدْر خلعْتَ به
شفوفك مِنْ خبال
وقمتَ لتدركَ الخطوَ المُعَنىّ ..
كأنْ ما كنتَ خطوَكَ
في انثيال
وما كنتَ المسافة
ترتويها دهاقا كالمُعتقةِ الحَلال
وترْوي ما ترى كأنَّ جمْرًا بثوبكَ ..
ثمَّ ترمي للوصال
من الجمَراتِ للخطرات بعْضًا ..
لكيْ تدنو المسافة من نصال المحبةِ
 
لانجراح الورْدِ شمْسٌ
هيَ الرؤيا
مُعلـقة الظِلال
 
لها الأسماءُ
والأشياءُ فيضًا وقبضًا
في مقام ثـمَّ حال
 
لها الأشذاءُ والأنداءُ
سُكرًا
وما يُدني العبارة منْ ضلال
 
لها البسْتانُ والعنوانُ
عمْرًا
ولي سَفرُ البيان عن المقال
ولي سَفرٌ
إذا أدنو من البابِ أسْتفتي
ولا بابٌ حيالي
 
دخلـتُ إلى الـخُروج
 
ولستُ أدري أثمَّة ينطوي بابُ السؤال
أم الحَجْبُ المُبينُ رفا دخولا
ورتقه عدولا لانذهال، أم القلبُ الرَّهين غفا
عروجًا لأسْر أمْ خروجًا منْ عِقال ؟
 
دنوتُ
يدي انبساط
والحنايا منايا
ما دنوتُ من المَجال
على الجنباتِ شوكٌ
طيّ شوكٍ، وسرْتُ كأنَّ دربيَ
منْ ملال
 
كأنيِّ والعراءُ يحفُّ سيْري
أسامِرُ طيفه قيدَ انذهال
أخِفُّ إلى مدىً ينسابُ سِفرًا من الأشباح
تمْرَح باختيال
وتقدحُ غرَّة الوادي صهيلا
وتجمحُ
عندَ قادحةِ الليالي
 
حبوْتُ أنا ..
خبوْتُ إذنْ ..
صبوْتُ ..
الصَّبابة غرة الخرق / الوصال
 
هوامـشُ لي ..
وكانتْ شارداتٍ
كنعلِكَ آذنتني باشتعَال

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى