الجمعة ٢٢ شباط (فبراير) ٢٠١٣
بدون مؤاخذة
بقلم جميل السلحوت

تقبلوا العزاء بأمتكم يا أسرانا

سامر العيساوي، جعفر عز الدين، أيمن الشروانة، وطارق قعدان، يخوضون معركة الأمعاء الخاوية منذ شهور دفاعا عن حريتهم وكرامتهم، ويرسمون طريق الحرية بحياتهم، فإمّا الحرية وإمّا الشهادة، خياران لا ثالث لهما، والعيساوي الذي دخل معركته منذ بداية آب-أغسطس- الماضي، لم يفكر يوما أنه سيدخل التاريخ كمناضل خاض أول إضراب عن الطعام في تاريخ البشرية، وهو وزملاؤه لا هدف لهم إلا الحصول على حريتهم ليعيشوا حياة كريمة في كنف عائلاتهم كبقية البشر، وهم لا يريدون فضح قادة الاحتلال الذي لا يحترم الاتفاقات والمعاهدات التي يوقع عليها، ولا يريدون فضح من كفلوا اتفاقية تبادل الأسرى التي تحرروا بموجبها، هم لم يقصدوا ذلك، وان كانت نتيجة اضرابهم المستمر كذلك.

ولما كانت حياة الانسان هي أعز ما يملك، فانهم مستعدون للتنازل مرغمين عن حقهم في الحياة دفاعا عن حريتهم، يجوعون ...يتألمون، يعانون، لكن كل شيء يهون في سبيل الحرية والكرامة، وصمودهم الأسطوري- رغم معاناتهم ومعاناة ذويهم- يشكل عارا على كل من يتشدقون بحقوق الانسان، ولا يعملون ما يمليه عليهم الواجب الانساني والأخلاقي تجاه أناس يتهددهم الموت في كل لحظة، فبيانات التضامن الخجولة ما عادت تكفي، لأن الخطر الحقيقي الذي يتربص بحياة الأسرى المضربين يستحق التضامن الفاعل والقوي والضاغط قبل فوات الأوان، والجامعة العربية التي أبدت قلقها على حياة الأسرى مطالبة بحراك دبلوماسي واسع وسريع لدى الدول التي تملك أوراق ضغط على اسرائيل، كي تفرج عن الأسرى بشكل سريع لتجنيب المنطقة الوقوع في دائرة العنف الذي سيحصد أرواحا بريئة. وقد نشطت الجامعة العربية في استقطاب الناتو وحلفائة في تدمير واحتلال بعض الدول العربية، ولجأت الى مجلس الأمن الدولي في سبيل تحقيق ذلك، فلماذا –مع الفارق في المقارنة-لا تفعل نفس الشيء الآن لانقاذ أسرى لا حول ولا قوة لهم، وحياتهم مهددة في كل لحظة؟ أم أنها ستترك الأسرى –خصوصا المضربين عن الطعام- وحدهم، ليتقبلوا العزاء في أمّتهم التي ارتضى قادتها لها الذلّ والهوان.

ان المشكلة الرئيسية تكمن في الاحتلال الاسرائيلي الذي يعتبر أطول احتلال في تاريخ العالم الحديث، والذي ما كان ليستمر كل هذه السنوات لولا الدعم الأمريكي اللامحدود له على مختلف الأصعدة. ومن هنا يجب العمل على انهاء هذا الاحتلال وكافة مخلفاته، لتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، عندها لن يكون أسرى ولن تكون اضرابات عن الطعام، وستعيش دول وشعوب المنطقة في سلام ورخاء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى