الاثنين ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠١٣
بقلم حسن توفيق

القرصان .. ولغة الربيع

لغةُ الربيع على ضفافِ الحب أنْعَمُ من حرير
لم أستطع نسيانها .. لكنّ من كانت تعلمني قواميسَ اللغة
لم تستطع أن تطرد القلقَ المعلقَ في متاهات السؤال عن المصير
لم تستطع أن تطفيء العطشَ الذي يضني الأسير
فاسودّت الكلمات، والنظرات باتتْ زائغة
وبقيت وحدي أستجير
نهران يختنقان في قلب الصحارى الشاسعة
والماء في النهرين ضاع على رمالٍ جائعة
لا وردةٌ بيضاء في الصحراء تكشف سحرَها
لا وردةٌ حمراء عند الخوف تُهدي عطرَها
العطر روح رائعة
والعطر عند الخوف لا يسري بأرض ضائعة
ما كان من بشرى تناثَرَ في موائدَ من هباء
هذا ربيعٌ زائغ النظرات مهتريء الرداء
في كل سنبلةٍ سنابل أم قنابل أم دماء؟
يتحرش الحمقى بأمجاد القرون الزاهية
تتحرش الفوضى بميراث العقول الغالية
وخناجرُ الأوغاد تنخر في صدور الأبرياء
كل المتاجر خاوية
والنار تطغى في نداء الباعة المتجولين
كل الشوارع خالية
إلا من المتسولين
هل هذه مصر التي أحببتُها حبّ اليقين
أم أنني قد تهتُ في أرض الوحوش الضارية؟
لغة الربيع محجبة
بضلالِ قرصانٍ وخيبةِ من أضاعوا الوقت في جدوى الحوار مع الضلال
في أي ميناءٍ سترسو أيها القرصان .. إن الموجَ يعلو كالجبال؟
يا من خدعتَ الأوجه المستبشرات الطيبة
اكتبْ وصيتك الأخيرة في ضلالك قبل أن تخلي السفينة للرجال
وارحلْ كمنْ رحلوا على وقع الرعودِ الغاضبة

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى