السبت ٣٠ آذار (مارس) ٢٠١٣ بقلم
العندليب لا يغيب
العندليب عبد الحليم حافظ ابن قرية الحلوات مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية قصة كفاح وإرادة وأمل فقد ظهر في عصر حافل بالعديد من العمالقة محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد فوزي وكارم محمود وعبد الغني السيد ومحمد قنديل فلم يقلد أحدا منهم،وقوبل في بداية ظهوره بعدم الاستجابة من الجمهور لأنه كان لونا جديدا لم يتعود عليه الجمهور من قبل،ولكنه لم ييأس ولم يتوقف بل أصر على النجاح وبحث عن الشاعر المجدد والملحن الأصيل فاستطاع أن يجد له مكانا بين عمالقة الفن وبأسلوب جديد،ونجح مع كل من تعامل معهم سواء من الشعراء أو الملحنين وهذه ظاهرة قلما تتكرر،وبرغم مرض عبد الحليم حافظ إلا انه أثرى الفن المصري والعربي بفنه الجميل ،كان ينزف الدم ولكنه ما غاب يوما عن مصر وعن أداء واجبه فكانت كلماته صادقة وأحبها الناس في كل مكان وأحبوه فكان حب الناس اغلي الأوسمة،عاش كفاح وطنه فكان الصوت المغرد لثورة 23 يوليو 1952 وما بعدها،وقد قالت التايمز البريطانية:عبد الحليم حافظ أحد الأسلحة التي استخدمها الزعيم جمال عبد الناصر في حث و نشر مبادئ ثورة 1952 في نفوس المصريين والعرب،وفى عام 1963 نشرت الصنداى تايمز مقالا طويلا ذكرت فيه أن عبد الحليم حافظ وصل إلى مركز يشبه مركز سفير كبير دون أن يفعل شيئا سوى غناء الألحان العاطفية والحماسية التى تلهب مشاعر الجماهير،كما رفض نكسة يونيو عام 1967 وغنى للأمل ونصر اكتوبر 1973 كما غنى للأمة العربية،كما غنى مجموعة من الأغنيات العاطفية الراقية والأدعية الدينية،وكان يحرص على التجديد وإجراء البروفات الكثيرة قبل تقديم الأغنية للجمهور كما كان يختار وبدقة الكلمات الجميلة التي تسهم في نشر الجمال بين الإنسانية كما قدم للسينما 16 فيلما،كما قدم للإذاعة المسلسل(أرجوك لاتفهمنى بسرعة) قصة الكاتب الصحفى محمود عوض وإخراج محمد علوان،وهو المسلسل الوحيد الذى مثله عبد الحليم حافظ للإذاعة وبدأت إذاعة الشرق الأوسط تذيعه فى شهر رمضان عام 1393 هجريا الموافق أكتوبر 1973 ولكن توقفت إذاعته نظرا لاندلاع المعارك وقتئذ بين مصر وإسرائيل،وهناك أغنيات كان العندليب عبد الحليم حافظ يعتزم تقديمها لجمهوره منها (أنا شرقاوي) حيث أتفق عبد الحليم مع مرسي جميل عزيز على كتابة الكلمات وسيد إسماعيل يلحنها ويقدمها عبد الحليم في العيد القومي لمحافظة الشرقية وبالفعل كتب مرسي جميل عزيز :
يابو رمش بيجرح ويداوي ...وعيون يوصفها مغناوي ...من غير ما تقول رمشك قالي ...أنا من الزقازيق أنا شرقاوي.
ولكن القدر لم يمهل للعندليب عبد الحليم حافظ لتقديم هذه الأغنية نظرا لسفرياته المتعددة للخارج من اجل العلاج والحقن،وأيضا أغنيات هوه اللى اختار،ومن غير ليه،وقالت فى هوايا،وإزاي اسمنا عاشقين،وأحلى طريق فى دنيتى،وقد قدمت للمكتبة العربية كتابي (العندليب لايغيب) كما كتبت قصيدة في ديواني (إحكي وقول ياروق) بعنوان (عندليب النغم) وقلت فيها:
ضاع النغم مـ الوتر ...والوش جننى ...والفن حاله اتعوج ...وانا لسة مستنى ...تعالى عيد فننا ...يا عندليب غنى ...يا مسك أهل النغم ...يا كف متحنى ...هاجرت طيور الهوى ...ما اعرفشى راحت فين ...كل الأصيل اغترب ...وتاهت العناوين ...كل اللى فاضل نشاز ...قاعد على الصفين ...زى الردئ الهزيل ...عايم على الميا ...أما التقيل الأصيل ...ساكن فـ عمق الطين ...يا عندليب النغم ...شوف الطرب مالُهْ ...دا حاله أصبح عدم ...تعالى شوف حاله ؟؟صار النغم درَبُكهْ ...فى كل أحوالُه ...الكل غاوى غُنا ...فرحان بمواله ...والحظ لو يخدمه ...يبقى النقيب خالُه ...تمشى الأمور والسكك ...تِسلك وتحلى له ...يا عندليب النغم ...فن السمع مظلوم ...والعين فـ عصر الصور ...ادهت همومها هموم ...يا عندليب النغم ...سيرتك خلود فـ خلود ...فنك برغم السفر ...فوق الجميع موجود ...والغصن مهما دبل ...يفضل عبيره يجود ...والتوبة فيها الشفا ...زى الهوى وموعود ...الفن فين يا حُلم ...عمر اللى راح ميعود ؟!
رحمة الله على روح العندليب عبد الحليم حافظ فقد ودعناه جسدا ولكنه بقي معنا روحا وفنا خالدا وتراثا كل يوم يتجدد،نذكره ولا ننساه،نذكر كل نسمات الحب التي عطر بها حياتنا،نذكر نفحات الآمل التي غمر بها دنيانا،ونستلهم كل نبضات القلب،والتي حيا بها كفاح وطنه ونضال أمته.
مشاركة منتدى
31 آذار (مارس) 2013, 16:52, بقلم الكاتب الصحفي / إبراهيم خليل إبراهيم
تحدثت عن العندليب عبد الحليم حافظ مع الإذاعيين آمال علام وصلاح معاطي في فترة إذاعية مفتوحة بإذاعة صوت العرب من الساعة العاشرة والنصف وحتى الواحدة بعد ظهر يوم السبت 30 مارس 2013 وكان معي الدكتور فتحي عبد العزيز أستاذ التاريخ الحديث والسيناريست هشام أبو سعده كما تحدثت مع الإذاعي محيي عبد الحميد عن العندليب في إذاعة القاهرة الكبرى وأيضا في إذاعة الوادي الجديد مع الإذاعية وفاء الجيار .