السبت ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

عندما بكى البطل

صبري عطية أحمد أحد أبناء محافظة الشرقية ومصر، أطلق عليه المقاتل الشرس وبطل من فولاذ، وثغلب الصحراء، في عام 1971 أثناء فترة خدمته العسكرية عبر قناة السويس حاملا الأسلحة والذخيرة بدون البدلة المخصصة للإنقاذ مما أصاب الخبراء الروس بالذهول، ونسجل هنا أن قرار الرئيس السادات بالاستغناء عن مايقرب من 17000 خبير روسي في أسبوع واحد عام 1972 يعد إحتراما للعقلية العسكرية بصفة خاصة والمصرية بصفة عامة فعندما طلب منهم تطوير آداء بعض الأسلحة قالوا أن العقلية المصرية لا تستوعب ذلك إلا بعد سنوات ولكن رجالات مصر قاموا بتلك المهمة بصورة أذهلت الخبراء العسكريين على مستوى العالم،

هذا فضلا عن أن الخبراء الروس فشلوا أثناء تواجدهم للعمل في مصر خلال معارك الاستنزاف في الدفاع عن سماء مصر ففي أول وأخر اشتباك جوي بينهم وبين إسرائيل خسروا 6 طائرات من طراز ميج 21 السوفيتية كما طلب الاتحاد السوفيتي تزويد مصر ببعض الأسلحة بشرط عدم استعمالها إلا بإذن منهم ولكن الرئيس السادات رفض ذلك، تم ترشيح البطل صبري عطية أحمد لقيادة سرية دوريات طويلة المدى بين مصر والسودان وكانت الأولى المنطلقة من الجيش الثاني الميداني، عندما صدرت الأوامر للبطل صبري عطية أحمد ورفاقه بعبور قناة السويس يوم 6 أكتوبر 1973 وصل إلى خط بارليف والسيطرة على الجزء المخطط، وفي7أكتوبر أندفع مع مجموعته خلف خطوط القوات الإسرائيلية وتم تدمير5دبابات إسرائيلية وأسر واحدة كما تمكن البطل ورفاقه من صد الهجوم المضاد الذي قامت به القوات الإسرائيلية ولذا قام الفريق أحمد بدوي واللواء عادل سليمان بترقية البطل صبري عطية إلى رتبة الرقيب، وقد التقيت البطل المساعد صبري عطية مرات كثيرة منها تلك التي كانت في شهر أكتوبر 2012 وفقا للموعد الذي بيننا في إذاعة القاهرة الكبرى وكنا معا في فترة إذاعية تبث على الهواء مباشرة مع الإذاعي القدير كمال معوض وقال البطل صبري عطية: في معارك أكتوبر 1973 كنت الحكمدار لجماعة بالفرقة السابعة بالجيش الثالث وكنا نقوم بتأمين منطقة جنوب البحيرات شمال جبل مريم بمضيق كبريت بالأربجيه والبنادق الآلية والاسلحة المختلفة،

وفي سياق متصل قال البطل صبري عطية: كنت تحت قيادة البطل اللواء عادل سليمان داوود وعبرت القناة بين الشلوفة شرقا ومعبر جمال نسيم غربا وعندما احتلينا خط بارليف في اليوم الثاني للمعارك قام العدو بدفع كميات من الدبابات للاستيلاء على معبر الفرقة الـ 19 فأبلغت البطل اللواء عادل سليمان فدفعنى بعربة حاملة جنود لصد الدبابات المعادية وعندما ظهرت الدبابات لنا وأصبحت فى مرمى أسلحتنا أطلقنا عليها النيران فأصبنا 5 دبابات واستطعت أسر دبابة سادسة وهى أول دبابة يتم أسرها فى الحرب مع قتل اثنين من الجنود الصهاينة بدبابة سابعة بينما فروا 3هاربين،وفي الثامن من أكتوبر 1973 تمكن البطل صبري عطية من إسقاط 2 طائرة إسرائيلية من طراز إسكاي هوك وأسر قائد السرب ومساعده الذي ضرب مدرسة بحر البقر الإبتدائية في معارك الاستنزاف فضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة روجرز قامت طائرات الفانتوم الإسرائيلية والأمريكية الصنع فى الساعة التاسعة والعشرون دقيقة من صباح يوم الأربعاء 8 أبريل عام 1970 الموافق 2 صفر 1390هـ بقصف مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بقرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية ونتج عن هذا العدوان الغاشم 77 شهيداً وجريحاً من المدنيين وإصابة 4 من العسكريين، ولذا أرسل أطفال قرية بحر البقر رسالة إلى باتريشيا نيكسون زوجة الرئيس الأمريكى نيكسون وقتئذ وسألوها: هل تقبلين أن تقتل طائرات الفانتوم أطفال أمريكا؟ أنتِ الأم لجولى وتريسيا والجدة لأحفاد فهل نستطيع أن نذكر لكِ ما فعله زوجك المستر نيكسون ؟ وبعد إنتهاء معارك أكتوبر 1973 أخذ البطل اللواء محمد الكنزي من البطل صبري عطية 4 رشاشات عوزي كما أخذ منه البطل اللواء أحمد مختار صاروخ تليفزيوني أمريكي الصنع وخوذة الطيار الإسرائيلي الذي ضرب مدرسة بحر البقر بالإضافة إلى قنيلة عنقودية أستخدمها الطيار في ضرب معبر الفرقة السابعة وتم وضع هذه المقنيات في متحف الجيش الثالث وأيضا في المتحف الحربي، وتم تكريم البطل الفولاذي صبري عطية

فقد منحه البطل اللواء قدري عثمان قائد الفرقة السابعة في معارك أكتوبر درع الفرقة كما منحه البطل اللواء فاروق علم الدين قائد الجيش الثاني نوط الإنضباط العسكري وكرمه محافظ الشرقية حيث منحه درع المحافظة وشهادة تقدير في الذكرى الأولى لثورة 25 يناير كما تم تكريمه على المستويات المدنية والعسكرية تقديرا لمرتبته الأولى في المشاة،ويوم الأحد 10 مارس 2013 م كان البطل المساعد صبري عطية معي في فترة على الهواء في قناة القاهرة بمناسبة ذكرى يوم الشهيد البطل الفريق أول عبد المنعم رياض الذى أستشهد على جبهة القتال في التاسع من شهر مارس عام 1969 وأثناء حديثه مع المذيعة نشوى عاشور هطلت الدموع من عينيه عندما تحدث عن زوجته التي أنتقلت غلى الدار الأخرة يوم الجمعة 8 مارس 2013 م فبكينا معه،فتحية إلى كل من قدم لمصر العمل والكفاح،ورحمة وألف رحمة على أرواح شهداء مصر الذين قدموا أنفسهم حتى تعيش مصر في عزة وكرامة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى