الاثنين ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم زينب خليل عودة

20 % من الفلسطينيين تعرضوا للاعتقال

ذكر الأسير السابق، مدير دائرة الاحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في دولة فلسطين، بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، بأن الأسرى قضية شعب ووطن (لا) يمكن تجاوزها، وتاريخ عريق حافل بالمآثر والبطولات والتضحيات بحاجة الى تدوين وتوثيق، وأرقام واحصائيات مذهلة ومؤلمة، وانتهاكات ( لا ) حدود لها، ومعاناة يصعب وصفها وتتطلب التحرك الجاد لوضع حد لها على طريق انهائها واطلاق سراح كافة الأسرى.

وقال: بأنه ومنذ العام 1967 سُجل أكثر من (800) ألف حالة اعتقال، يشكلون قرابة 20% من الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أنه لم تعد هناك عائلة فلسطينية إلا وأن تعرض أحد أفرادها أو جميعهم للاعتقال لمرة أو لمرات عدة.

وبيّن الى أن من بين مجموع تلك الحالات هناك (78000) حالة اعتقال سُجلت منذ بدء انتفاضة الأقصى في أيلول / سبتمبر 2000، بينهم قرابة (950) مواطنة، وأكثر من (9) آلاف طفل، وأكثر من خمسين نائباً ووزيراً سابقاً بالإضافة إلى مئات القيادات السياسية والأكاديمية والمهنية والصحفيين.. الخ.

وأكد فروانة الى أن الاعتقالات لم تكن يوماً ممارسة عفوية أو استثنائية، وانما مورست كسياسة ثابتة بهدف الإذلال والإهانة والإنتقام واضحت ظاهرة يومية مؤلمة ومقلقة، حيث (لا) يمضي يوم واحد إلا ويُسجل فيه اعتقالات، والتي لم تقتصر على فئة محددة أو شريحة معينة، وإنما شملت كافة شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني بمن فيهم المرضى والمعاقين، مما دفع الذاكرة الفلسطينية لأن تفرد مساحات لمفردات الاعتقال والسجن في القاموس الفلسطيني و الثقافة العامة.

وأشار الى أن تصاعد ملحوظ قد طرأ في عدد حالات الإعتقال، حيث أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال العام المنصرم 2012 (3848) مواطناً فلسطينياً بمعدل (11) حالة يومياً، وبزيادة قدرها (16.2 %) عن العام الذي سبقه 2011.

فيما كان من بين المعتقلين خلال العام الماضي (881) طفلاً دون 18 سنة بزيادة قدرها (26 %) عن العام الذي سبقه 2011.

ومنذ بدء العام الجاري اعتقلت قوات الاحتلال (1070) مواطناً بزيادة قدرها 8,4 % عن نفس الفترة المستعرضة من العام الماضي.

ووصف فروانة الخطورة تكمن في أن مجمل تلك الاعتقالات وما رافقها وتبعها تتم بشكل مخالف لقواعد القانون الدولي الإنساني من حيث أشكال وظروف الاعتقال، ومكان الاحتجاز وما مُورس ويمارس بحق المعتقلين من تعذيب حيث أن كل من تعرض للإحتجاز أو الاعتقال تعرض لأحد أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والإهانة أمام الجمهور وأفراد العائلة، فيما الغالبية تعرضوا لأكثر من شكل من أشكال التعذيب.

وأوضح فروانة بأنه ليس كل من اعتقل بقىَّ في الأسر، فالكل تحرر فيما بلغ عدد من لا يزالوا في سجون ومعتقلات الإحتلال حتى مطلع ابريل / نيسان الجاري نحو (4900)معتقلاً وأسيراً في أكثر من 17 سجناً ومركز توقيف، بينهم (235) أسيراً من الأطفال، و(14) أسيرة، و(14) نائباً في المجلس التشريعي بالإضافة إلى وزيرين سابقين.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أصدرت منذ العام 1967 أكثر من خمسين ألف قرار بالاعتقال الإداري (ما بين قرار جديد أو تجديد الاعتقال الإداري) منهم 23 ألف قرار منذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر 2000، بقي منهم (168) معتقلاً رهن الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة حتى الآن.

وأن من بين الأسرى يوجد (533) أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد ( مدى الحياة ) لمرة واحدة أو لمرات عدة.

وفي السياق ذاته اشار الى وجود (105) أسيراً يُطلق عليهم مصطلح " الأسرى القدامى "وهو مصطلح يطلق على الأسرى الذين أعتقلوا قبل أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو / آيار عام 1994 ولا يزالوا في السجون الإسرائيلية، وأن "عمداء الأسرى" منهم وهو مصطلح يُطلق على من مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما قد بلغ عددهم ( 77 ) أسيراً، فيما " جنرالات الصبر" وهو مصطلح يُطلقه الفلسطينيون على من مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد قد وصل عددهم (25) أسيراً حتى مطلع ابريل الجاري..
ويُعتبر الأسير كريم يونس من المناطق المحتلة عام 1948 والمعتقل منذ يناير 1983 هو عميد الأسرى وأقدمهم جميعاً.

(24) أسيرا مصابون بالسرطان

وكشف فروانة بأن عدد الأسرى الفلسطينيين المرضى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية بلغ نحو (1200) أسير يعانون من أمراض مختلفة، بينهم (170) أسيراً بحاجة إلى عمليات عاجلة وضرورية، و(85) أسيراً يعانون من إعاقات مختلفة (جسدية وذهنية ونفسية وحسية)، و (16) أسيراً مقيمون بشكل دائم في ما يسمى مستشفى سجن الرملة، و(24) أسيرا مصابون بمرض السرطان

وأشار الى أن عدد الشهداء من الأسرى بلغ (204) أسيراً منذ عام 1967 بسبب التعذيب والإهمال الطبي أو القتل العمد بعد الاعتقال، أو نتيجة استخدام الضرب المبرح و الرصاص الحي ضد الأسرى آخرهم كان الشهيد "ميسرة أبو حمدية "، بالإضافة إلى مئات الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم من السجن متأثرين بأمراض ورثوها عن السجن والتعذيب والإهمال الطبي أمثال أشرف أبو ذريع وزهير لبادة ومراد أبو ساكوت وهايل أبو زيد القافلة تطول.

وأوضح فروانة بأن كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال يتعرضون لمنظومة من الإجراءات والقوانين التعسفية والانتهاكات الفاضحة لكافة المواثيق والأعراف الدولية، في إطار سياسة ممنهجة، وأن تلك الإنتهاكات تصاعدت بعدما أقرت سلطات الاحتلال عدد من القوانين للتضييق على الأسرى وشرعنة الانتهاكات بدافع الإنتقام من الأسرى وذويهم.
مما حول السجون بمختلف أسمائها وأماكن وجودها إلى بدائل لأعواد المشانق، فبداخلها يجرى أبشع عمليات القتل الـروحي والنفسي والتعذيب الجسدي، وبداخلها يتم إعدام الأسرى بشكل بطيء.

وأكد فروانة بأن الأسرى كانوا ولا يزالوا جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وأن قضيتهم ستبقى مركزية بالنسبة لشعبهم لأنهم ناضلوا وضحوا وأفنوا زهرات شبابهم خلف قضبان السجون من أجل فلسطين ومقدساتها، ومن أجل قضايا الأمة العربية والإسلامية جمعاء.
ومن الواجب الوطني والشرعي والديني، الأخلاقي والإنساني نصرتهم ومساندتهم والعمل لوقف الإنتهاكات الخطيرة بحقهم، والسعي بكل الوسائل المشروعة لضمان تحقيق حريتهم وعودتهم إلى بيوتهم وأحبتهم سيراً على الأقدام، (لا) محملين على الأكتاف.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى