الخميس ١٨ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم أمينة شرادي

أفلام هاوية و تجارب ذاتية

بالمهرجان الوطني لفيلم الهواة بمدينة سطات

عاشت مدينة سطات المغربية على إيقاعات صور سينمائية آتية من مختلف جهات المملكة في مهرجانها السابع . الذي كان امتدادا للدورات السابقة وتألقا على مستوى الحضور والتنظيم والبرمجة. وقد جاء هذا المهرجان ليملأ الفراغ الحاصل على الساحة الوطنية ويمنح فرصة الإبداع الفيلمي لكل الهواة بجميع فئاتهم العمرية. ويحتضن تجارب ذاتية تحمل النجاح كما تحمل الفشل. تجارب رغم نظرتها الأولى للحياة عبر الصورة لكن تبقى مهمة وطفرة نوعية في حياة كل هاوية وهاوي. خلال هذه الدورة السابعة، التي افتتحت أنشطتها يوم الثلاثاء 9-4-13، مساءا وذلك بعرض شريط قصير بحضور مخرجته أمينة السعدي بعنوان"رصيف القدر".

تكون بذلك مدينة سطات قد"خرجت من الظلمات إلى النور"على حد قول أحد مكرميها وهوذ."محمد فكاك". تضافرت أطراف عدة من أجل الاستمرارية وإعطاء للناس الحق في الحلم.ومن بين هذه الأطراف المشاركة مع جمعية الفن السابع صاحبة حلم تجميع الهواة في إطار تنظيمي الذي تحول إلى حقيقة. والمدعمة لهذا المهرجان وتعتبر مشاركتها "كاعتراف .. وهي قيمة تأسس عليها المهرجان"كما قال مدير المهرجان السيد ضمير اليقوتي. هناك المجلس البلدي بالمدينة وجهة الشاوية ورديغة والمركز السينمائي المغربي ووزارة الاتصال وعدة مؤسسات أخرى. تتخلل المهرجان الوطني لفيلم الهواة، أنشطة أخرى ساهمت في الرفع من قيمته الأدبية والفنية وهي ورشات متعددة الاختصاصات مثل: ورشة السيناريوالتي أطرها كل من ذ.يوسف ايت هموفي سيناريوالمستوى ألتأهيلي. وذ.عبد القادر منصور في سيناريوالمستوى الأول. ورشة المونتاج مع ذة. لطيفة نمير. ورشة الكاميرا والإنارة مع ذ. حسن بنعبو. وورشة معالجة الصوت مع ذ. عبد الله وزاني.

كان لهذه الورشات حضور قوي ورغبة كبيرة لدى المشاركين من أجل تحسين مستواهم المعرفي والتمكن مستقبلا من الإنتاج في أي مجال من هذه المجالات. لكل مهرجان لجنة تحكيم تسهر على تقييم الأعمال المعروضة فنيا وتقنيا،كانت لجنة تحكيم هذه السنة مكونة من : المخرج عزا لعرب العلوي رئيسا. والناقد السينمائي محمد باكريم. والممثل المغربي المعروف زكريا عطيفي. والفاعل الجمعوي والناقد السينمائي عبد اللطيف الركاني.وكانت أيضا الشاعرة ثريا مجدولين التي تغيبت عن اللقاء لظروف مهنية قاهرة. تخلل العروض السينمائية فقرة مهمة من البرنامج وهي فقرة بانوراما. كانت تونس هذه السنة هي ضيفة الشرف. التي تعتبر الرائدة في هذا المجال. تم عرض مجموعة من أفلام الهواة التونسيين كنموذج للقراءة والمناقشة بين كل المهرجانيين الذين حضروا هذا اللقاء.وهي فرصة لتبادل تجارب أخرى والاستفادة منها ومعرفتها.

وقد مثل الجامعة التونسية للهواة المخرج "رضا بنحليمة"وكان لقاءا شيقا ومفيدا عرض خلاله السيد ممثل الجامعة التونسية،أهم محطات سينما الهواة بتونس والإخفاقات والنجاحات التي عاشتها.هناك عنوان مهم يخلل فقرات برنامج المهرجان وهي فقرة الدرس السينمائي التي يترأسها المخرج رئيس لجنة التحكيم. وهي لحظة تأمل في تجربة المخرج ومساره الفني ونظرته للعمل الإبداعي.وهي أيضا فرصة أخرى ثمينة لكل هاوي وهاوية في المجال السينمائي من أجل تطوير أعماله القادمة. برنامج المهرجان لا يخلوكل سنة من مكرمين محليا ووطنيا. مبدعين من نوع آخر لا يبحثون عن الشهرة والجاه، عاشقين لهذا الهم الجميل الذي هوأيضا حبا للحياة. كانت هذه السنة خاصة في تكرميها لوجه محلي ووطني أيضا. مناضل حتى النخاع وعاشق ملتزم للصورة والحياة، هوذ. "محمد فكاك". حاضر في كل المسيرات الشعبية المطالبة بالحق في الحياة. حاضر مع كل المناضلين الذين غيبهم الموت. مؤمن بقضية الإنسان، الباحث عن الحق في العيش الكريم. مؤمن بالعقل وقوته في تغيير الحياة. يحترم بشكل كبير ومنقطع النظير المرأة ويعتبرها رفيقة الرجل في الحياة. لأن الرفيقة تحمل معنى المساواة والكرامة. رجل غريب في لباسه الذي لا يوافق هذا العصر حيث تراه يلبس صور جمال عبد الناصر وتشيكي فارا وعبد الكريم الخطابي ..المهدي بنبركة..ونساء مناضلات...

استمر المهرجان بكل فعالياته خمسة أيام. وكانت ليلة السبت 13-4-13 حفلة الاختتام حيث عرض شريط قصير لمخرجته أسماء المدير بعنوان"ألوان الصمت". وبعدها جاءت النتائج كالتالي:

الجائزة الأولى: لفيلم "وأنا" لمخرجه شاني الحسين.

الجائزة الثانية: "ايقاعات أشرف" لمخرجه حسن اليقوتي.

الجائزة الثالثة:"العائد" لمخرجه مصطفى فرماتي.

جائزة أحسن دور نسائي: الممثلة سناء الإدريسي في فيلم "القطار يبتعد" لمخرجه إدريس الباين.

جائزة أحسن دور رجالي: الممثل محمد مبروك في فيلم "العائد".

جائزة أحسن سيناريو: فيلم "وجهة نظر" لمخرجه هشام البركاوي.

جائزة أحسن مونتاج: فيلم "شارب روميو" لمخرجه عثمان بنمالك.

جائزة أحسن شريط صوتي: فيلم "الأشجار لا تطير"لمخرجته فتيحة المغناوي.

جائزة أحسن تصوير: فيلم "العائد" لمخرجه مصطفى فرماتي.

وكانت هناك تنويهات بأعمال تستحق التشجيع والعمل أكثر. من بينها:

فيلم "بومرانج" لمخرجه عبد الله الطاوس.

فيلم "ملح الحب" لمخرجه محمد بنعزيز.

فيلم "الرسالة" لمخرجه محمد الغوات.

واختتم المهرجان في دورته السابعة تحت تصفيقات الحاضرين على موعد أخر من أيام الربيع الجميلة مع إبداعات أخرى تحمل الحلم والعشق والرغبة في التعبير.

بالمهرجان الوطني لفيلم الهواة بمدينة سطات

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى