الاثنين ٢٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم صونيا عامر

عائشة

... بعد خلافهما الأخير حول كل أمور حياتهما تقريبا، انسحبت عائشة من المشهد المؤثر لتنازلاتها الدائمة، وتركت حيدر يجوب النساء، وبعد أسبوع ونيف، عادت لتضحك على صدقها التافه لحبيب أتفه ومشت...

.....وتقول عائشة: اقترب الفالنتاين، واشتريت الفستان الأحمر، يبقى فقط سؤال واحد، حيدر كيف حالك؟

....أخشى ما أخشاه، وفي غمرة العشق المكثف، أن أصطدم بما أنت عليه من تشويه، قالت عائشة لحيدر بنظرة حسرة، مستبقة ما ستؤول إليه الأحداث....
..... لن أطل ولو بطرف العين فأنا أعرف النتيجة عائشة، لطالما كنت متشائمة ومتسرعة، أنا حيدر أنسيت؟

........ أيا حيدر، ألم تقل يوما أن مهما فرقنا الدهر ستبقى دائما وأبدا لي؟ لم فضلت إذن علي جميع النساء؟

يا عائشة، ألم تقولي وبعظمة لسانك بأن الدهر قد فرقنا؟ لم العجب إذن؟

.....يا عائشة،حين حدثتك عن كلينا، لم أقصد أنا التفرقة حبيبتي، فأنت روحي وتعلمين ذلك، أنت يا عائشة كل النساء.

تجوب عائشة البلاد وتتقصى حال حيدر المتذبذب، فمنهم من ينكر رؤياه ومنهم من يدعي عدم المعرفة. تحار عائشة فيما ابتليت من ظنون وفيما خصها الله من مشاعر، فتجلس محاذاة الشاطئ منادية جني البحر بأن أفدني، أحب حيدر وأريده لي. فيحار الجني وقد أصابته بمقتل، لو عرفت وسيلة لضمنت حوريتي.....

..... يا حيدر، سألت جني البحر وحار بيني وحوريته، أرحني من صوبك لأصده عن الشاطئ، فهو لنا أنت وأنا، أولم تقل لي يوما يا عائشة، أنت الشمس تأتيني من الشرق، ذهبية اللون والقلب!.

يا حيدر، بي غصة بالحلق مرة، فمنذ أيام لم أنم، أفكر بكلينا مرة ومرة بكل منا على حدة، ما يحيرني يا حيدر، كيف أن لكلينا الهاجس نفسه وبأن لكلينا نفس التحفظ. يا حيدر، أحس بالروح تتسلك مني على غير عادتها، فهي بدلت سلوكها أيضا، تيمنا على ما يبدو بكلينا أم بأي منا، باتت تتعنت يا حيدر وترفض الانصياع، تأبى إلا أن تئن بروحي وتصرخ وبملء الصمت، هذه ليست أنا، هذه ليست أنا.

... وأتساءل، ماهية الشعور إذن؟ تقول ليس بحب، ليس بكره، ليس بغيرة ولا بحب تملك، أهو التعذيب يا حيدر؟. عائشة كلامك يؤلمني!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى