السبت ٤ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم مريم علي جبة

ذاكرة تحمل أزرقها

استضافت دائرة المكتبة الوطنية في عمّان حفل توقيع الديوان الشعري الجديد"ذاكرة تحمل أزرقها" للشاعر عبد الرحيم جداية، واستهل حداية حفل التوقيع بقراءة شعرية، حيث قرأ قصائد مشحونة برؤى فكرية وفلسفية، منها «رأسي الحجري»، و»رأسي وأنا»، و»ضدان هما»، و»وطن الأحبة»، و"ذاكرة تحمل ازرقها".

وفي قراءة للديوان قدم عمر أبو الهيجاء شهادة قال فيها أن جداية يمضي من خلال ديوانه «ذاكرة تحمل أزرقها»، إلى مساحات أكثر اتساعاً في البوح الجواني، واللوحات الشعرية الآخاذة، قارئاً تفاصيل الأشياء والعمل على أنسنتها وأسطرتها، ضمن مخلية خصبة تفيض بالدهشة والإعتمال الفكري، والثقافة العالية التي انسحبت على أجواء القصائد في هذا العمل الشعري الأكثر جرأة وصفاء من الأعمال الشعرية السابقة للشاعر جداية الذي يأخذ القارئ إلى سرده الشعري المشبع بالإيقاع والموسيقى، واقفاً على محطات كثيرة، راسماً روحه/ أرواحنا المسكونة بالتوجعات والمصابة بالهزائم الكثيرة على ثوب الحياة الممزق، ومبحراً في شؤون الأرض والإنسان العربي المتشظي على ألبوم العمر». وأكد أن القارئ سلمس في الديوان «فيوضات الروح وألق العشق الأكثر شفافية وبوحاً، مشيراً إلى أن قصائد الديوان جاءت محملة بالوجد الصوفي وتجلياته، والمادة التاريخية التي ضمنها الشاعر في سياقات النصوص الشعرية في هذا الديوان، ما منحها بعداً فنياً وفكرياً.

ومن خلال قراءة فلسفية قدمها الناقد مجدي ممدوح حول ديوان "ذاكرة تحمل أزرقها" أشار فيها إلى المفارقة العلوية التي تنزلت على الإنسان من عوالم علوية سمائية أو من فضاءات المطلق، وهو ما عبر عنه صاحب الديوان بالقول: «راسي الحجري/ من غامض علم الله تدلى».. لافتاً الناقد ممدوح إلى أن شعر جداية لا يكتفي بتقرير المفارقة، بل يقترب من عالم الإنسان من منظور الحس والمادة وحالاتها النابضة بالشعور، وهكذا يحدث جدل خلاق داخل فضاء النص بين دعوى المفارقة ودعوى المحايثة لمقاربة الفضاء الإنساني، ويبدأ هذا الجدل كما هو شأن كل جدل بإبراز التناقض الصارخ بين قطبي الثنائية.

وتطرق الناقد مجدي ممدوح إلى عنوان الديوان"ذاكرة تحمل أزرقها" واصفاً الذاكرة التي تحمل أزرقها هي بالضرورة قادمة من عالم السماء، فزرقة السماء ظلت ترافق هذه الذاكرة حتى عندما هبطت إلى العالم الدنيوي، والزرقة أيضا ربما حملت ذكرى قدومها من عالم البحر. على اعتبار أن البحر يعكس زرقة السماء.

ولا بد لنا كمتابعين لأعمال الشاعر جداية من أن نذكر ما قاله صاحب ديوان"ذاكرة تحمل أزرقها" عن هذا الديوان بأنه امتداد للذخيرة الثقافية في الدواوين السابقة، وفيه تشكلت نظرة فلسفية نبعت من علاقة الإنسان بالكون كما هي علاقة الإنسان بالجمر والرماد، وأن هذا الديوان مقدمة فكرية لمشاريع شعرية قادمة يبحث فيها جداية عن تفاصيل المجتمع وعن ذاكرة الطفولة وعن معطيات الإنسان في عصرنا الحالي.

والجدير ذكره أن الشاعر عبد الرحيم جداية يعتبر من الأصوات البارزة في المشهد الشعري الأردني المعاصر.. ومن دواوينه: الخيل على مشارف قلبي،حتف الكلمات،سندباد في رحلته الأخيرة،ثالثة الأثافي،كيف أمسي، ما لون الوقت..

إضافة إلى ذلك للشاعر جداية كتب عديدة في الفكر والنقد والإصلاح التربوي..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى