السبت ٤ أيار (مايو) ٢٠١٣
مصافحة..
بقلم بلقاسم بن عبد الله

النادي الأدبـي ..حقائق موثقة

..و إلى أي حد يتمكن الباحث من دراسة تجربة الصحافة الأدبية بغية الاستفادة من مسيرتها و تطورها؟.. تساؤل مثير للجدل واجهني اليوم بعد قراءة كلمة الأديب الحبيب السائح المنشورة بملحق النادي الأدبي لجريدة الجمهورية بتاريخ 15 أفريل الحالي. و حفزتني لتقديم الحقائق الموثقة من خلال التوضيحات الموالية:

ـ بعد تعريب جريدة الجمهورية ومساهمتي فيها، عرضت مشروع النادي الأدبي بتسميته و أركانه الثابتة في جانفي 1978 على الأستاذ عبد الحميد سقاي المدير العام للجريدة يومئذ، و اقترح علي إضافة الأديب عمار بلحسن إلى جانبي، لتجربته في إعداد صفحة أسبوعية بعنوان الخميس الأدبي دامت شهرين، طرحت عليه الفكرة، وقد كان يعمل معي كمحرر متعاون بمكتب وهران لوكالة الأنباء الجزائرية، حيث أشتغل صحفيا مختصا مرسما بحكم حيازتي لشهادة ليسانس الصحافة من جامعة الجزائر دورة جوان 1970 ونتيجة لإنشغاله كطالب علم إجتماع بجامعة وهران، إعتذر بمحبة، وذكرني بصديقه الحبيب السائح الذي يدرس بمعهد الأدب فوافقت فورا، و باشرنا تحضير أول عدد من النادي الأدبي الذي ولد بتاريخ 09مارس1978 بصفحة واحدة فقط، متضمنا كلمتي الإفتتاحية: أدب الشباب هل هو إمتداد لأدب الثورة؟.. و دام النقاش المثمر حول هذه المقالة ثمانية أسابيع. كما أشرت إلى هذه الحقائق في دراستي المطولة عن تجربتي في الصحافة الأدبية، منشورة في كتابي: حرقة الكتابة.

ـ إستمر الحبيب السائح يساعدني في إعداد المادة الأدبية إلى غاية جوان 1980 عندما أنهى دراسته الجامعية و عاد إلى مدينته سعيدة ليزاول مهنة التعليم، و اضطر للتوقف و الإنسحاب، دون أن يحرم القراء و لو مرتين في السنة من قصصه التي أنشرها مزينة برسوم الفنان محمد حنكور، و عادة ما ألحقها بمتابعات نقدية، و أذكر أنني كتبت مرة مقالة مقارنة بين مجموعته الصعود نحو الأسفل و عمل أدبي لكاتب صيني بعنوان الصعود نحو الهاوية، و نشرت غلاف الكتابين معا ملاحظا تشابه العنوانين.

ـ كانت بداية النادي الأدبي بصفحة واحدة، أضيفت إليه بعد شهرين صفحة ثانية، و استمر على هذا الحال إلى غاية 11 فيفري 1985 ليتحول إلى ملحق كامل بثماني صفحات متضمنا مجموعة أركان ثابتة مثل: إضاءة. أوراق ملونة. من المكتبة. مع المجلات. حوار مفتوح. من الأدب العالمي. حقيبة الإبداع. قضايا و مناقشات. نصوص و متابعات. بدون تأشيرة.أنباء وأصداء. و تواصلت التجربة إلى أن توقف في مارس 1988 لسبب من الأسباب. و بعد غياب ربع قرن يعود اليوم متجددا بفضل عزيمة المسؤولين القائمين على جريدة الجمهورية.
ـ بالموازاة مع مسيرة هذا الملحق، هناك تجربة رائدة عبر أمواج الأثير من خلال برنامج: دنيا الأدب الذي قطع أشواط أسابيع وشهور عشرين سنة، كانت بدايتها الأولى بالإذاعة الوطنية يوم 3 نوفمبر 1969 وكنت أكتب يومئذ مقالاتي النقدية بجريدة الشعب، و أشرف شخصيا على إعداده وتقديمه إلى غاية فيفري 1975 ليتوقف مؤقتا بعد انتقالي للعمل الصحفي بالمكتب المركزي لوكالة الأنباء الجزائرية بوهران،و سرعان ما عاد متجددا من إذاعة وهران يوم 5 جانفي 1982 ليبث عبر أمواج الإذاعة الوطنية، وكان يعده معي هذه المرة الأديب الأستاذ زهير العلاف، قبل أن ينسحب في ماي 1985 لتخلفه الأديبة الأستاذة أم سهام ليعرف قفزة نوعية، قبل أن يتوقف شهر أوت 1998 لسبب من الأسباب، وكنت وقتئذ أمارس مهنتي كصحفي رئيس التحرير بإذاعة تلمسان.

ـ إستأثرت تجربة ملحق الجمهورية باهتمام جل الأدباء عبر ربوع الجزائر، حيث نشرت أكثر من ألفي مادة أدبية تتوزع بين الكلمة والرأي والحوار والإبداع والنقد، من خلال أركان ثابتة ومتغيرة حرصا على الإستمرارية والتنويع. كما أشرت في كلمتي الإفتتاحية بالعدد 366 بتاريخ 11 مارس 1985 ذلك أن النادي الأدبي ولد وترعرع وتطور بفضل التضحية ونكران الذات، وما أروع الإنسان عندما يمنح الكثير ويأخذ القليل، يتخطى غريزة الأنانية ليفيد ويستفيد..
.. و أطوي مجلدات عشر سنوات من النادي الأدبي، و يظل التساؤل منتصبا: إلى أي حد يمكن للباحث دراسة تطور الصحافة الأدبية في وطننا المفدى ؟..

 نشر بملحق جريدة الجمهورية ليوم 29 أفريل الحالي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى