الأربعاء ٨ أيار (مايو) ٢٠١٣
أعجوبة القرن الحادي والعشرين
بقلم مريم علي جبة

الربيع العربي

هل سمعتم خلال سنوات عمركم القصيرة منها والطويلة بربيع فيه الأعاصير والتسونامي والطوفان والحرائق والدمار كالربيع العربي ؟؟ هل مرّ على مرأى من أعينكم ربيعاً رائحة الدم فيه ملأت الكون وقُطّعت فيه الرؤوس والأيدي والأرجل كالربيع العربي؟؟ هل انتظرتم من ربيع جني الكوارث والمصائب وتدنيس الحرمات وإيقاظ الفتنة والطائفية كما حدث فيما سمي بالربيع العربي؟؟

هذه هي الصورة التي بدت واضحة للعيان مما أطلق عليه "ربيعاً عربياً".. لماذا حدث كل ذلك ولماذا يحدث؟؟ ألسنا نحن العرب أنفسنا مسؤولون عمّا حدث ؟؟ ألسنا المجرمون الحقيقيون لما حدث لبلداننا العربية؟؟

أسئلة كثيرة.. لكن من يجرؤ على الإجابة عنها أمام هذا الكم من الأخطاء، لا بل من الخطايا والآثام التي ارتكبناها بحق دولنا العربية.. ولنضع السؤال الأهم الذي يقول: ما الذي جنيناه مما أسميناه ربيعاً عربياً؟؟

هل نستطيع الإجابة على سؤال كهذا؟؟ أمام الكم الكبير من الإجابات على مثل هذا السؤال: نعم جنينا الكثير: ارتفاع منسوب الدم..أعداد كبيرة من الشهداء والقتلى..تدمير البنى التحتية للعديد من الدول التي انخرطت في هذا الربيع المزعوم..تشريد آلاف العائلات..دمار العديد من البيوت والمنازل..انهيار الاقتصاد.. الجوع..البرد..الذل.. والكثير الكثير من الإجابات التي يغص لها القلب وتدمع لها العين حزناً وحسرة على أمة عربية كانت خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر..!!

فهل الأمة التي تتآمر على إخوتها وتقطع أوصالهم وتموّل بكل الوسائل لتنفيذ هذا التآمر على بعضها بعضاً..هل هي خير أمة أخرجت للناس؟؟

إننا أمام كارثة حقيقية، ولم ننتعش بنسائم عليلة في هذا الربيع العربي المزعوم..بل كانت رائحة الدم هي الغالبة..ولم نجني ثماراً..بل جنينا دماراً..

ربيع مزعوم.. تحول بمساعي الخونة إلى خريف سقطت أوراقه ولاذت الثمار بالفرار ولم يعد هناك موسم حصاد ولا جنياً للمحاصيل..

فأي ربيع عربي تتحدثون عنه ؟؟ لعمري أن الربيع العربي أعجوبة من أعاجيب القرن الحادي والعشرين سيتحدث عنها التاريخ بكل أسف وغصة وندامة.. سيذكر التاريخ الأمة العربية التي تحولت إلى بئس أمة أخرجت للناس،، أمة عربية: مريبة، مخيفة، مفعول بها، نكرة مقصودة.. واللغة العربية الثرّة بمعانيها كفيلة بوصف تلك الأمة "العربية".


مشاركة منتدى

  • عزيزتي مريم،،
    أشكر لك هذا الهم العربي الذي تحملين و أقول:
    مع الأسف الربيع أضحى زمنا عربيا يتصف بالدم و الدمار.. ربيع غيّروا أوصافه ذات الألوان الزاهية التي كنّا نبتهج لها بألوان دامية زادت من أوجاعنا..
    كل دعواتنا أن تتسق الأمور في أوطاننا العربية و يعود الوصف الحقيقي إلى الربيع..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى