الأحد ١٢ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم صونيا عامر

قراءة العنقاء والخل الوفي

صدر حديثا، عن الدار العربية للعلوم، بيروت 2013، رواية "في ظل العنقاء والخل الوفي" للروائي إسماعيل فهد إسماعيل، تمحورت حول معاناة الإنسان العادي البسيط، حين يضطر للعيش بظروف مبهمة مواطنيا. بجانب أهمية الموضوع المطروح من الناحية الإنسانية، إلا أن موضوع الصدق ومتتبعاته تعتبر الفكرة الرئيسية التي دارت حولها الأحداث. المنسي ابن أبيه شخص مثالي، فنان، مرهف الإحساس والروح، ولسوء طالعه أم لحسنه وضع في ظروف كان يمكن تجنبها كلها أو بعضها على الأقل لو كان أكثر أنانية وحنكة.

ما يلفت انتباه القارئ في "العنقاء والخل الوفي"، بالإضافة الى الأسلوب الكتابي المبتكر الذي خلا من الأجزاء والعناوين مع طول الرواية (386 صفحة) خط صغير، ورق قطع A5 تقريبا، ابتكار مفردات بذاتها "تسلكت، بمعنى اتبعت سلوك". لقد خلا النص من حروف الجر والنصب الغير ضرورية كأن يقول "هي الآن دمشق" بدلا من قوله " هي الآن موجودة في دمشق"، "فريد نوعه" بدلا من قوله "فريد من نوعه". وذلك ليؤكد عدم حاجته لكل ما هو غير ضروري والتزامه بكل ما يخدم الهدف، وهو شرح ما حدث لابنته وتبليغها بالأحداث على طريقته، ومن قبله هو الأب المغيب قسرا . لقد تخفف الأديب قدر استطاعته من كل ما هو هامشي والتزم بتوصيل الفكرة، هدفه من الرواية، هدفه من الحياة، فهو يكتب بلغة الخبير الزاهد للدنيا وما عليها، محاولا ترك خبرته لمن سيجيئون بعده، علهم يتفادون بعض عذاباته.

في روايته، الروائي إسماعيل فهد إسماعيل استخدام أسلوب أللا مبالاة، جاء النص دون إشارات تعجب ولا حتى سؤال، هي نقاط وفواصل ليس إلا، وسرد لأدق التفاصيل دون أدنى انصهار انفعالي من الراوي مع انه أبدع بالوصف والتحليل. تقوم فلسفة الأديب الحياتية على محاذاة الحياة نفسها، فهو شبه المتفرج، مسلوب الإرادة تماما لحياته هو نفسه. ولقد اعتمد أسلوب تحليل النفس السلوكي لأبطال روايته "علم النفس التصالحي.......... وعلم النفس السلوكي" ص.172. بالإضافة الى تحليله لمسألة الوقت، مآثر مرور الزمن على تحمل حياة مفروضة علينا بأعبائها التي لم نرغب بها يوما حيث أننا لم نخترها بالأصل، لقد كرس الكاتب ولاءه التام للام، بكل حالاتها وأكد على أنها الأساس والمرجع " سجادة أمي" هي منسكه وغرفة معيشته ومسرح حياته الداخلية الذاتية، "ليس دهن عود إنما رائحة أمي".

لقد انتقلت عدوى الزهد من الكاتب لي كقارئ، فلم بعد لي رغبة سوى بنقل ما قاله بالحرف، لما احتواه "النص الحكيم" كما أطلقت عليه من العديد والعديد من المواعظ والحكم، والتي حاولت جاهدة سردها، ليس حصرا إنما:

بداية ب "يا زينب" أدريك غير معنية بقراءة تفاصيل لا تمت لك أو لزمنك بصلة بينة، لكنها تفاصيلي تعيد لزمني ذاك دفئا يحفزني أواصل.

منسي ابن أبيه، ( لما تحمل من معان قابلة للتأويل) ، بالصدفة يجيد التمثيل، يتيم الأب توفي قبل ولادته، وبعد محاولات فاشلة لامه للاحتفاظ بحملها.

"سجادة صوفية بحجم دثار صغير ورثتها عن أمي، الملمس والرائحة"، ص.12
30 تلميذ، الصف السابع والمدرس مصري ، ص.12.

إن الفن عامة ليس مهنة تؤدى فقط، لكنه موقف إنساني يبدو شخصيا أحيانا. ص.13
الأم العاملة المتعبة مريضة الربو والتي لا تقوى على ترك التدخين لشدة معاناتها. ص.14
اللون الرمادي سيد الألوان لأنه لون حليف لم تضطر أمي لان تبذل جهدا كبيرا في غسل السروال الرمادي. ص.15

مشقة أن يعيش الواحد مفتقدا أسباب بقائه حيا، مؤهلا لان يفارق نتيجة لا جدوى وجوده، وحدها الذاكرة باقية بالشكل الذي يؤهلني استعيديني أسألني. ص.17، مزج مراحل العمر شيخوخة دون كهولة.

لو لم ألتق بإحداهن، لتنشأ قصة حب عدائي جارف، لو لم أتزوجها أو تتزوجني، ص.17
وقفت أمام المرآة لابسا بدلتي، في العمق من المرآة، لمحت أمي تجمع كفيها باتجاه السقف. عسى الله يوفقك. ص.18

لأني المسؤول تحاشيت الاقتراب، أنا كما أراني لست مؤهلا لأن، ولا حاجة بي أن، اكتفيت أراقب عبر مسافة أمان كافية. ص.18.

الحزن في سياق الأحلام يختلف عن حزن نعانيه في حالات الصحو، حزن الأحلام يجيء خالصا مقطرا ينتاب الجسد كله يتشربه كله. ص.30

تابعت جهدها تجمعك فيها عند صدرها ترفع عينيها باتجاه سقف الملحق. ص.46
متطلبات القلب كما يفيد علم الحب تعمل على طريقتها من غير الالتفات لما يمليه العقل. ص.48

رب رمية من غير رام، ص.52

الاتصالات لا تأتي فرادى، ص.54

نسيان موضوع معين مرهون بمعرفته، ص.58

ما هو الشك؟... المعرفة المنقوصة متاهة نوعية، ص.59

الناس أمثالنا يا زينب يخافون المفاجآت، خشيتهم أن يحل طارئ خارج حسبانهم يزيد حياتهم تعقيدا. ص.64
الحال بالنسبة لي حساسية عالية تلامس حدود الألم تتجاوزه الى ما هو أبعد أحيانا. ص.70
الجمال قياس مدرك، والجمال، في بعض الأحيان/ خارج نطاق كل القياسات. ص.71
تستطيع التأكد ما إذا كان الشخص وحيد أهله من حساسيته وعزلته حتى لو كان وسط الآخرين، ص.72

تسليمك لظلم واقع عليك مرهون بقدرتك على الاحتمال، ص.74

التوجهات الروحانية الخالصة تحقق سلاما داخليا نحتاجه. ص.75

أطلقت عهود ضحكة خافتة منزوعة الفرح، ص.76

لأننا في مدار الحزن أقول لك أمك عهود تمتلك خزينها المكثف منه منذ ما قبل لقاء دمشق،ص.80

أمك يا زينب مثلما عرفتها شخصية عصية على الاستيعاب،،،،، أم أنها تتسلك ضد طبيعتها.ص.91

الإنسان كائن لغوي يا زينب، ص.94

يا زينب، الكتابة جهد موصول بالوعي، ص.106

التوقع مدعاة لهاث داخلي، ص.109

حرية عهود بعدما انتزعتها من براثن آخرين توق ارتكاب، ص.110

تنتابك سنين مسننة الحواف عند الخاصرة، ص.114

للمرأة قدرتها على إعادة الرجل لطبيعته بسرعة الحب، ص.114

المطلقون للمطلقات، ص.121

يا زينب، الصدمة رد فعل أولي يطول أو يقصر بناء على شدة التأثر، ص.126

لما يصادفك من يستبيحك بحسن نية مبيتة، ص.128

صرت شخصيتين، إحداهما حاضرة تنساق وراء توالي الحدث، والثانية محايدة تنهض بأعباء المراقبة عن كثب، ص.136.

لا تؤجل مصيبة اليوم ليوم ثان، ص.142

لو خليت قلبت، 150

عهود لم تتزوج إلا من اجل أن تنجب، ص.155.......... أنا الملحق بها، ص.155

تقمصت عهود د وعبد السلام المتسلط وألبستني ثوب المغلوب على أمره، ص.156

أنت حزين، غافلني عنوان محمد الماغوط، الفرح ليس مهنتي، ص.157

أنفقت ساعات الظهيرة رفقة ملفاتي، ص.158

هي الآن دمشق، ص.158

فريد نوعه، ص.190

بلغت عاشرتها وهذا الهاتف لم، ص.159

يا منسي، تراك تكتشفك كما لم يسبق،161

الكتابة تحتاج صفاء ذهنيا وأنا بلا، ص.162

العلاقة قائد وتابع، ص.159

لأني وعدتك اكتبها خبط عشواء زينب، ص.159

المشاركة الإنسانية كفيلة بتشتيت الهم، ص.160

لا شيء يهم، ولا يهم أن تبذل جهدا بتأكيد حبك له، ص.161

احمل نفسي مسؤولية لا مبالاة مترتبة عن سذاجة، ..........كما يقضي الدور المفترض للزوج، ص.162

راحة بال البعض تحل بعد موتهم، ص.168

رائحة المعدن المحروق، ص.174

أنا أتعرض للاغتصاب برد الفعل الموازي، ص.177

شمولية الحب تثمر احتراما للذات، ص.177

مسكينة أمي تظن الشاي علاجا يناسب الروح الجريحة، ص.182

آثرت الانسحاب ببقية كرمة، ص.187

ارتياد المجهول مع سبق التوقع، ص.187

هناك لذة صغيرة تعني حرية امتلاك اللحظة قبل فواتها، ص.189

لا أظنها نائمة، لعلها نهب معاناة شبيهة، ص.192

يا زينب مكابدة الشقاء قدر الكائن البشري، وبموازاة هذه القناعة تتبدى قناعة أخرى تدعى معيار الاحتمال، ص.203

وما منسي سوى أداة تحبيل مؤجرة أو مستعارة، ص.205

يوميات الزمن المغفل، الحب سكن الواحد للواحد، إذا تصدع عامل الاطمئنان تخلخلت السكينة، ص.228-229

اشتغل على إصابة شخصيتك بالعطب، ص.230

كنا في السابع من أكتوبر احتلال، ص.230

وأين تحضرني لحظة الإفضاء اكتفاء، ص.237

أنت نمط لا يكذب لكنه لا يصرح بالحقيقة كاملة، ص.243

مسألة المفاضلة بحد ذاتها دنس يستعصي تطهر الواحد منه، ص.248

الوطن كما أراه ماهية كامنة في جينات الكائن، ص.248

أنا ميمون أشوس، ص.261

جورج اورويل 1984-1948،ص263

يا زينب لا احد معصوم من الانهيار انفعالا، ص.274

الموتى وحدهم ينعمون بالسلام الأبدي، ص.276

أسالك بخصوص الفارق النوعي بين اختيار الموت مرضا ام اختياره انتحارا، ص.277

النبات يدفع ثمن العدوان على طريقته، ص.284

الحزن منحى نوعي يضغط الإضلاع يسد طريق التنفس، ص.284

الحزن رفيق درب من يعايشونه لدرجة الاعتياد، ص.289

الأحلام، في حالات منها، وجه آخر مواز للحياة المعاشة، ص.296

الإنسان كائن سيئ فطرة إلا إذا صادف من يقومه سلوكيا، ص .300

عاودني ألم الأسنان، آرثر كستلر.... وهومشغول لدرجة الانشداه بألم أسنانه.ص.315-316
الزمن مسار حساب تراكمي،تنظمه وحدات قياس معلومة، في حين أن العمر نوع من عد تنازلي تصادفه وحدات قياسية نوعية خاصة به لذاته.ص.316

شيخوخة المشاعر مع نشاط ذهني محمود داخل دائرة مفرغة، ص.316.
حياة واحدنا عبء عليه،ص.319

مواصلة رصد السيرة أشبه بالخضوع لعلاج نفسي طوعي، ص.321.

الركون لليأس تسليم، ص.321

إخلاء الذهن اعتراف بالعجز إن لم يكن صنف هرب الى أمام، ص.327

الحياة أقفاص متفاوتة، ص.380

..................................حنظلة الكويتي، أم هو غاندي؟..... رواية عبرة، ومرجع أدبي وإنساني لسنوات قادمة، أنصح الجميع بقراءتها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى