الخميس ١٦ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم فراس حج محمد

هل لي برشفة قهوة!!

هل لي برشفة قهوة، فأنا أتوق لها بنكهة شفتيكِ؟ أتوق لأن يمتزج الريقُ برضابٍ تجمع سحره بعذب مرشفيك، كأنهما أغنية قادمة من أدغال الأساطير، فلا شيء يستطيع أن يصف تلك اللحظة، وقد اغتبق الفؤاد وتبتل في خصيب فؤادك، إنها لحظة الوصال الموعود في مكان تجلت مباهجه لاستقبالك ليحضنك الندى ويصافح خديك النسيم، وتقتبس الشمس سحر ضحاها وقد لامس شعاعها نور جمال مصوغ كأنه وردة لم يشم سر عطرها غير زارعها والمنتشي بلقائها، إنها أنت أيتها المتبلجة في صباح مفعم بالحب والحيوية وسحر الانتشاء!!

أنها دهشة اللغة التي تعجز عن وصف روعة حصان يعلو صهيل نشوته وهو يمخر الهضاب والوديان معلنا الوصول إلى قمة اللذة كان حلما ولا أروع استيقظت من سكرته هذا الصباح، كان قبل أن نكون هنا حلما، ربما كان سيمتد عشرين عاما وهو قابع في رصيف الانتظار، بدا اليوم أقرب من لحظة العين التي تعانقت بعينيك، لا يحلو لها أن يرتد طرفها، تريد أن تتشبع بهذا الحسن الرباني البديع المتكامل في كل جنبات كينونتك الشامخة، لقد كنت أشبه شيء بفرس أصيلة، تختال كبرياء، لم تعرف ولم تعتد أن تحني رأسها للأسفل، شامخة قوية صلبة، منحت الألق والجمال والعرامة والفتنة، فكنت المرأة الأروع.

لحظة انتظرتها طويلا حتى قبل أن تنعم العين برؤيتك، تمنتها الروح وناجت روحك البعيدة، لتكون في ذات الوقت عمرا كاملا، تمنت الروح رشفة فنجان قهوتنا في لقاء لم يكن لنا يد في ترتيب شؤونه، إنها أقدارنا تلك التي تدبر لنا كل فرحة ووصال، فكوني معي كما يريد القدر أبهى وأجمل وأندى، متعيني بجمال الأنوثة المعدة للقائنا، فأنا أعددت لك زينة الروح لتليق بهذه اللحظة المنتظرة، لا تداري اشتياقاتك بهروب عينيك من أن تعانق بريق عيني الذي يحدث بأحاديث الفؤاد المتعمد برحيق زهرتك الفاتنة، فيضي منى وأماني وأغنيات، فأنا اليوم لك، ولا شيء سيشغلني عنك، فكوني لي وحدي، كما أنا الآن لك وحدك، لا ذكريات ولا ألم، ولا تفكري إلا كيف تكون هذه اللحظة هي قوتنا الدافعة لنكمل قصتنا حتى النهاية، لا تتشبثي بأي حاجز أو عقبات، فاستسهلي الصعب، لأنك معي، وأنا معك، أحبك، وتحبينني، ولولا ذلك ما التقينا ولولانا لما كان للقهوة هذا المذاق المصنوع لنا وحدنا.

رشفة من فنجانك ومن ذات الرشفة لنكون أصفى، ولنشعر بأننا تذوقنا العسل، رشفة من ذات الفنجان ومن ذات المحل تجعل القهوة أحلى، وتجعلني أقوى، وتجعلك فراشة تحط على كتفي، فتغرس روحها في أعمق أعماقي، رشفتك هي رشفتي ليكون وعدنا أمتن، فلا شيء يفرقنا، وعدا أبديا ما دمت حيا، ألحن اسمك وذاتك فلن تغيبي عني بعد الآن، أيتها الفرس الفرسُ، فلا شيء أجمل منك الآن وأنت معي.

أحبك، كل وقتي، ومع كل رشفة، يا لك من فاتنة للروح والعقل، دمت قلبي النابض وروحي الوالهة، أيتها المحبة الوارفة في ظلال اليقين والمحبة الخالصة!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى