الأحد ٢ حزيران (يونيو) ٢٠١٣
بقلم محمد خيري الإمام

الكلمات الأخيـرة في ربع قرن

-1-
 
هذا الماثل بين يديكم أصبح شيئا مذكورا
لم تتغير واجهة الكون
ولم يتبدل ترتيب الأحداث
فماذا يبقى إلا أن يصبح ذكرى ..
وهباء منثورا
هذا السير الإستاتيكي هو قاعدة الدهر
ومن شـذ فسوف يذوق الويل
ويتصبب عرقا
أو يكتب شعرا لا يفهمه العامة
ثم يدور مع الدائرة حزينا مقهورا
 
-2-
 
بعد مرور الأعوام الخمسة والعشرين
أجمع بعض الصور
أراني تلمع عيناي
ووجهي ممتلئ القسماتْ
أذكر .. كان أبي يصحبني
أمسك في قبضته بيديّ
وأسرع كي أدرك خطوته
واليوم سأقصد في مشيي كي يسبقني
لكني أدرك أن رجال الأمن علي باب المستشفى
يمسك كفي
آمره أن يمشي بثباتْ
أمسح من تحت النظارة
- فوق عظام الوجه البارزة قليلا -
بعض القطرات
 
-3-
حين تمسك بالمبدإ
سقطت من بين يديه الآياتْ
أدرك بعد قليل أن مبادئه كلماتْ
صمت كثيرا
مرت أعوام
أشعل سيجارته
كي يستوعب كل ضغوط الدنيا
عبثا ..
حاول ثانية أن يجمع بعض الآياتْ
-4-
 
لم يفعلْ شيئا في ربع القرن الماضي
لم يتعلم كيف يواجه من سبَّهْ
إلا بالكلمات المتقطعة
أو الأطراف المرتعدةْ
هو يذكر حين أصابته الحصبةْ
وتغيب شهرا عن مدرسة أبيه
احتضنته صديقته لما عاد فقبّلها منفردةْ
أكمل كل التطعيمات
وحاول أن يهدي للمحبوبة شيئا للذكرى
فأشاحت
فأصابته قروح المعدةْ
 
-5-
 
من يسقط من ذاكرتي تلك الأعوامْ ؟
رائحة الخوف
فتات الرغبة
من يمنحني النسيان لخرق قوانين الحب
مصادرة الطهر
ومشنقة الأحلامْ
من يبحث عن وجهي ..
خلف بخار الزيف
ومرآة الأوهامْ ؟
 
-6-
 
تهنئة من هذا العالم لي
كل الدنيا تحتفل اليوم ..
بتأبين العام الخامس والعشرين
الأحباب يديرون الوجه
يمرون علي القلب فيمتلئ ندوبا
والأصحاب تناسوا هذا اليوم المكروبا
والأعداء عرفتهم اليوم
ابتسموا
وتناجوا عن فاجعتي
فخرجت من المعركة هروبا
وأنا أكتب فوق بطاقة هذا القرن المنصرم قريبا
" اذكر شخصا جاء غريبا
ويسير غريبا
ويعود غريبا "

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى