السبت ٢٠ تموز (يوليو) ٢٠١٣
بقلم إبتسام أبو شرار

موكب العلياء

مهداة لجيل الشّباب، لخرّيجي الجامعات، والثّانويّة العامّة، لحملة نبراس العلم، والأمل
يا موكب البلاد للعلياء سر،
حرّية الأوطان في ربيع أسمائكم المخضوضبةْ
تأتلقُ.
وشمسها تختال في توقّد على غزالة المدى،
وفي رحاب نورها تنطلقُ.
تنثر في السّكون أسراب النّدى،
وماؤه الخضل يروّي الأرض في سكينة ويبرقُ.
 
يا موكب البلاد للعلياء سر،
وفي سماء الفجر حيّ الأرض، والشّمس ومر،
منازل الدّيار في أكنافكمْ تخلولقُ،
وراية الضّياء من وقع خطاكم في سماء الوطن العاني بحزم تخفقُ،
ونور أحرف الهدى في متنها يستوثقُ.
 
يا موكب الشّباب للعلياء سر.
هَذي الجبال الرّاسيات تنحت الأوتاد من ثباتكمْ،
وتبلغون طولها فوق تلال سعيكمْ،
وتعمرون الأرض في محراب إيمانكمُ،
وتضربون في بطونها، وتعلو هامكمْ.
 
تلك البحار السّاكبات دمعها
ما بقيت
عيونها
بدمعها المهرورقِ،
تغرورقُ،
ساعة قدّت حلمها الفتيّ منْ قُتاركمْ.
وفي ضلوع الموج سالت بسخاء أنهر انصهاركمْ.
 
تلك الدّماء النّازفات برعمت غصون برئها بماء صبركم،
حين طلبتم العلا،
وأزهقت أرواحكم سود اللّيالي بالسّهرْ،
والعلم كان شهوة لأجلها لذّت عذابات السّمرْ.
 
يا موكب الشّباب للعلياء سر.
فجرك طلاّع الثّنايا في دروب من برغو الباطلِ
يستكبرُ.
والآن أنتم تذرعون الكون وهْو خاشع مستغفرُ.
تعانقون ذروة السّحابِ،
تلثمونه
بالحلم في أعينكم،
بالسّهدِ في جفونكم،
والمزنُ منكم يهطلُ.
تحلّقون في فضاء الغد، في
رحابه طيوفكمْ
بالأغنيات الهاطلةْ
تبشّرُ.
وعطر آمالكم الفوّاح فوق منزل النّجم بمنزلهِ
يستبشرُ.
 
تقدّموا، فالغد في انتظاركمْ.
والحاضر الزّاهي بكم يزفّ للمجد صدى انتصاركمْ.
والتّين والزّيتون يخضرّ، وينتشي بحضرة الملائكة في
إصراركم.
وكائنات النّور أجنحتها
تحطّ رضوانًا بما
يشيده بدُجنة اللّيل هوى أبراركم.
 
انتصبوا،
تمايدوا،
فأنتم الأعلون، حين زارت الملائكةْ
أروقة انتشاركمْ.
والجنّة الخضراء شقّت دربها لداركمْ.
 
تسربلوا أثواب فخر، يعلق المجد بها عشيّة اتّقادكمْ،
عشيّة ازّين أفق عيدكم بوهج "نون"،
بدمعهم يسطّرونْ،
باسم الإلَه يقرؤونْ.
 
أيا سفينة البلاد أبحري،
لآلئ البحر على متنك تنقاد إلى الأكفِّ،
والأكفّ لاحتضانها تصفّقُ.
والأرض والسّماء، والأزهار والثّمار، والأشجار والأحجار، والجبال والوديان، والضّجيج والصّمت ... وكلّ كائن يصفّقُ .
 
هَذي الجموع سافرت على ابتهالات قلوبها إلى دياركمْ.
هَذي الميادين بأسماء دروبكم بلا هول ستضحي المبتغى.
سنابل البلاد من سرى لياليكم تعبّأت بألحان الحياةْ.
وحَبّها انحنى لربّكم خشوعًَا وصلاةْ.
والنّخل في أكفّكم نما، وزادكم أناةْ.
واخضرّ في أهدابكم.
وطلعه ينضج في زهر أناملكم.
والنّفع تذروه الرّياح في ربى أوطانكمْ.
 
اليوم أكملتم صنيع دهركمْ.
اليوم أثمر العطاء الخصب في أحلامكمْ.
اليوم أسبغ الإلَه كامل النّعمى على آمالكمْ.
بورك زهر الكبرياء المتفتّحْ،
في سماء أنبيائكم
بورك حَبّ الحنطة المفلوق في بيدر راحاتكمُ.
بوركتم.
فالصّبر أنتم نَوْرهُ.
والسّقم أنتم برؤهُ.
والعدل أنتم ركنهُ.
والظّلم أنتم سحقهُ.
واللّيل أنتم صبحهُ.
والصّبح أنتم نُورهُ.
والغد أنتم روحهُ.
والوطن الحرّ بكم تأصّلت شريعتهْ...
والله أنتم حزبهُ.
مهداة لجيل الشّباب، لخرّيجي الجامعات، والثّانويّة العامّة، لحملة نبراس العلم، والأمل

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى