الأربعاء ٢٨ آب (أغسطس) ٢٠١٣
الفنان الشاب محمد أنور السفياني

يقتحم عالم الفن التشكيلي بالإصرار والمثابرة

نجوى الحساني التائب

إن مستقبل أية حركة تشكيلية يرتبط جدلياً بما تفرزه هذه الحركة من إبداعات الشباب التي لابد أن تأخذ دورها في هذه الحركة، ومن هنا سنسلط الضوء على ولادة فنان شاب، عصامي اختار انطلاقة تجربته الأولى في معرض بمناسبة الذكرى الذهبية لميلاد العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس، وفجر موهبته لتي كانت دفينة روحه، وأهداها للمتلقي ليتمتع بأسلوبه وتقنياته المميزة، عشق الفنان الشاب محمد أنور السفياني الخطوط العشوائية التي تحمل براءة الأطفال وهو طفلاً عشق الألوان والضوء والظل، لكنه لم يدرس أبداً فن التشكيل بل عشقه وسكن في وجدانه، وما زال الفنان الشاب يبحث عن ذاته في عالم الإبداع والدوق الرفيع، تجد في إبداعاته الرائعة التي عرضت لأول مرة في تطوان مسقط رأسه، التي ارتبطت بالواقع المغربي عامة والتطواني خاصة، وبجذوره التاريخية والتراثية والجمالية، واختار الخيل رمز للكرامة والعزة والكبرياء، ليضعه في أكثر إبداعاته الواقعية والانطباعية، وتكشف واقعية السفياني في بدايته هذه الإيجابية في حياته الفنية، عن وشائج وحركات يجسدها الظل والضوء، تحققت كإنجاز تشكيلي عبر موضوعات متنوعة ومستقاة من الواقع ومن الطبيعة، مستعملاً الألوان الطبيعية مثل "النيلة".

فالشاعرية في أعمال الفنان السفياني هي أساس موروث من طبيعته العميقة، وهي الشكل الأكثر حين يجد الفنان نفسه أمام الطبيعة منسجماً مع مشهد جميل يفتح أعماق ذاته كما في لوحة الخيول الثلاثة تجد الإبداع ولغة الجرأة واستعمال الألوان بطريقة مميزة، هذه اللوحة كقصيدة شعر الخيول وما تحمله من مشاعر والقوة والكبرياء..وما تملكه من القدرة على الاستمرارية والتعبير عن الانطلاق، وحين يرسم الفنان السفياني في خلفية العمل " فتاة جبلية " بمنديلها المخطط الجبلي المعبر عن الأصالة وقميصها الأوروبي الأحمر المعبر عن الحداثة، وبهذا الأسلوب الفني يقدم الفنان صيغة جديدة من التعبير عن الإنسان والإنسانية.
كما يضعنا الفنان السفياني أمام رؤية مآساوية حين طرح موضوعاً مستخدماً الرموز للتعبير جسدتها مجموعة من الخيول اختار استعمال اللون الأبيض والبُني والضوء والظل، من أجل تقديم الحدث التراجيدي بلغة فنية رائعة وبتقنيات متميزة.

فالرسم عند الفنان السفياني شعر مرئي كما يقول الفنان " ليونارد دافنشي " لذلك فالميزة الواضحة لفن الفنان الشاب السفياني أن الرسم عنده كشعر غنائي طروب.ومعنى هذا أنه ترك لذاته الحُرية التي تقوده إلى عمل إبداعي ينتمي إلى المتأمل غبر رؤية تعبيرية لكنها انطباعية واقعية المحتوى من خلال عناصر تمثل الوجوه والخيول والتراث..تؤكد بعض لوحات السفياني على هاجس خاص بالمرأة كقيمة تتجاوز الدلالة الواقعية لصالح الرمز، بمعنى آخر أن للمرأة قيمة سامية في فن السفياني لأنها تعبر عن عدة مشكلات إنسانية، لذلك اعتمد على المرأة ليقدم عبرها الواقع المُر الذي يعيشه العالم عامة والوطن العربي خاصة، اهتم أكثر بالخيل، فالحصان كما نعلم يرمز للقوة والانطلاق والتمرد والخصب.

فرض السفياني فنه الأدائي وتميزه بقدرة كبيرة في الرسم الواقعي، وخاصة رسمه بإتقان للخيول العربية الأصيلة، وكما أكد الفنان الشاب رسمه لهذا الحيوان يتركه يحس بالراحة والسعادة، ويبرع في رسمه حتى أصبحت اليوم في معرضه الأول إبداعاته الرائعة، رائجة بين المهتمين بالفن التشكيلي وعشاق الخيول العربية، فهذه البداية الحميدة لمسيرته الفنية تلزمه بصقل موهبته واللجوء إلى أساتذة الفن التشكيلي وخاصة المدرسة الواقعية بتطوان.
لذا نرى عُمق التعبير الذاتي في الوجوه التي تعكس المعاناة والحلم تجسدها لوحة لامرأة خضراء العيون استطاع تبيين الإحساس الذي يقدمه الوجه، وهو بهذا الأسلوب يقدم لنا لغة تشكيلية لها خصوصيتها وتفردها ولها جوانبها الخاصة المرتبطة بالواقع، فهذه انطلاقة محمودة وموفقة على الفنان الشاب تطوير تقنياته والبحث عن ذاته فقيمة تجربته الأولي هي عبارة عن انطلاقة فنية وولادة محمودة لا تكمن فيما قدمه حتى الآن، بل فيما سيقدمه من خلال تجاربه وأبحاثه القادمة ليضيف أبحثاً وإبداعات فنية للحركة التشكيلية المغربية الشابة.
والفنان محمد أنور السفياني من مواليد مدينة تطوان سنة 1986
لم يدرس الفن التشكيلي بل عشقه وأبدع

نجوى الحساني التائب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى