السبت ٣١ آب (أغسطس) ٢٠١٣
بقلم إيمان أحمد

قسمة ضيزى، وامرأة لا تُحسِن الحساب

بحاجة أنا لصديق يمنعني عنك، يسحب منّي هاتفي النقّال قبل أن أضغط زرّ الاتصال برقمك، يحذف كل الرسائل القصيرة التي أكتبها إليك، أو يرسلها إلى نفسه ثم يتقمّص شخصيتك، يقرأ الرسالة بصوت مرتفع، ويردّ بجفاف صحراء ليقنعني بضرورة إحجامي عن التفكير في مراسلتك، صديق يعرف تمامًا أنّه لا الاتصال الذي يعني لي شيئًا وإنّما يعني لي صوتك الكثير، مخارج حروفك التي أحبّها. لا يعني لي الهاتف شيئًا، فأنا لا أحتاج إلى هواتف كي أتّصل بك، لديّ ما يكفي منك لإشباعي.

لذلك أحتاج بشدّة ذلك الصديق، سيحاول أن يتخلّص من منسوبك بدمي، حتى أشْفى منك تمامًا وأعود قادرة على البقاء وحيدة مع هاتف وصناديق بريد وأغان كانت تذكرني بك.

صديقي الذي سيخبرني كم أنّك لا تستحقّني، ويؤكد لي أنّك بالتأكيد ستتعذّب بعدي لأنّك لن تجد امرأة واحدة تملك بالتصنّع ما أمتلكه أنا بالسليقة، ويسرّني هذا الكلام كثيرًا لكنني أعرف بداخلي أنَّه يواسيني، وأنّك ربما في الحقيقة لم تتعذّب قطّ، لكنّني أختار مجاراة الصديق، أخبره أنني أشفق عليك من التعاسة بعدي. فلا أحبّ لك أن تكون تعيسًا سيء الحظ. لا أريدك أن تحزن كثيرًا رغم أنني أريد لحزنك أن يفوق حزني، وأن تبكي وحيدًا أكثرَ مما فعلتُ، لا أريد أن تصاب بالاكتئاب لكنّي أريد لك أن تضيق بالحياة أكثر منّي، أنْ تصحو من نومك مقبوض الصدر في اليوم الذي أصحو فيه مقبوضًا صدري، وأن يكون ضيقك أكثر منّي بقليل. أريد عندما تتذكّرني أن تقف حدادًا علينا لفترة كافية، بينما أمرّ أنا سريعًا على شاهد القبْر الذي دُفِنَتْ فيه أشياؤنا الجميلة. لا أريدك أنْ تمرض، لكنني أريد لصحّتك أن تتدهور بأكثر مما تدهور حالي. لا أريد لك الشرّ، لكنني لا أريدك أن تكون بخير كذلك.!ـ

صديقي الذي سنحرق معًا ألبوم صورنا، وهداياك. وأذهب معه إلى كلّ الأماكن التي كنتُ أخبئها لك، لأقصّ شريط حياتي بدونك.. هل تكونه؟


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى