الاثنين ٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٣
همسة حب صباحية
بقلم فراس حج محمد

يروي الخلايا باللظى

عندما يسيل العسل من خليّته، وتصافح اللذة شرنقة القصيدة، وتبتهل اللحظة لأن تكون أطول وأطولَ لأنها الأجمل، يكون القلب قد تبتبل في نبيذ النشوة المعدة في كأس الأنثى، كأنها رحيق يطوف فيعطر العقل والنفس بنغم صباحي مجنون، فتزهر على جنبات الليل أوتار، بحجم أغنية تناجي الروح وتشتاق العناق، هذا غيض من فيض عندما يسيل العسل من خليته!!

هذا هو ندائي وندائك الأبدي، عندما يسيل العسل من خليته، فترتوي الخلايا برذاذ الوصال، وتغتسل الروح بأشواق الحنان، وتبتلّ الجوانح بغيمة تهمي بين أودية تتلهف حجارتها لرشفة أو لرشقة من صُراح خمرتك المسكوبة في أغشية المنام، وتنتشي وتنتشي كأنها بعقل خاص ومنطق خاص، فقط عندما يسيل العسل من خليته!!

ماذا يعني لنا هذا الفسيح الممتد ما بين وترين تهدلا على ضفاف الماء؟ لولا أن العسل قد سال من خليته، فاشتد الوتران، وتناجت الروحان، وتكاملت القافيتان، واكتملت فيّ وفيك أغنيتان، قصيدتان، وقصتان، واشتعلت فينا المروج على المروج، وتسابقت فيك هناك على السفوح غزالتان، وتبدلت في عز الظهيرة نجمتان على مفاتن صدرك آيتان تُرَقّصان فتسكران وتصعدان، وأنا وأنت مولهان في جنون الوصل ينعم عاشقان، إذا سال من بين الشقوق خليتان عاسلتان، بكل آن!!

يتشبع كل شيء ويرتوي، يكبر وتخضر أوراق الوقت، وتزهر أسطر الكلمات، وتتعانق العينان، وتسكب الأزهار رحيقها شكلا من شمائل الاتفاق والاكتمال، تغرد الأطيار، جذلى، تنتظر الأفق، وغيوما أخرى لعلها محملة بشيء من مصاب العسل، فقد سال العسل من خليته على كل رداء أزهري كأنه الجسد الوردي مزروعا بحرائق الفرسان على حواف نبعة تنز بأوراك الرمل كأسا من نبيذ!!

تحمرّ الشفاه وتستفزّ كلما تهيأت نحلة لتسكن خليتها، فيطول ابتهاجها بقدر فترة لهيب اعتناق اشتياقها المفضي للمطر، فتتسارع الأنفاس، ويزداد النبض مرحا مع خيول الدماء الراكضة، كأنه مشهد السباق الشبقي الحنون، ليستخرج من خلايا العسل أشهاه وأنقاه وأصفاه تلألؤا ومذاقا، عند ذلك يخفق الموج ويزفر زفرته الأخيرة مستلقيا جنب خلية العسل وقد اغتسلت بماء الورد الطافح بالشهوة والنشوة والاشتهاء واللذة المحمومة الفائرة بكل ما أوتي الجنون من قوة منطق!!

يهدي الغرامُ أنينه
 
أشتاقُـه وحنينَه
 
يا لذة الألم المُحَبْ
 
بِّ من وصالِكِ أَيْنَهُ
 
ليضمني بمجونه
 
فيكونني لأكونه
 
يروي الخلايا باللظى
 
والشوق يكبر أنّه
 
محكوم حب في الحشا
 
يا حسنهُ يا حسنه!!
 

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى