الأربعاء ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٣
بقلم عبد الجبار الحمدي

العولمة الاسلامية في العالم العربي...

لعلنا حين نقف مع انفسنا ونبحث ما يجري من أحداث حولنا في عالمنا العربي نجد أننا فعلا شعب نائم، مسلم أمره للواقع بكل توابعه فالمسميات الجديدة التي تطلق والصرعات الغير مقبولة تهول، وتغييرات تجري رغما عنا ولا نبالي بها حتى نقف على تلة من الخراب وتلذعنا النار تكون ردة الفعل ليس بالقدر الذي يمكن ان يتوقعه الانسان على نفسه واهله وووطنه، فتراه يلوذ ينتظر مرور العاصفة حتى باتت الأنا ومن بعدي الطوفان هي الحكمة السائدة في كل شعوبنا العربية إلا من نذر نفسه ليكون دعامة للانسانية، كثيرة هي المصطلحات والمسميات التي مرت بنا ولعل من يشاهد الحدث السياسي وكثرة الحركات واسماءها يدرك حجم تعددية وجهات النظر في منظار المجتمع الواحد والوطن الواحد ومن ثم الوطن العربي... وهذا بالضبط ما يرده صناع وأصحاب القرار في الدول المحتلة للعالم العربي من جميع اطرافه وما زعمائنا وحكامنا إلا عرائس المولد كما يقال في الهجة المصرية... فنظرة الى تلك المصطلحات وبالتأكيد هي ليس جديدة بقدر ما هي مخطط لها الى وقت ابرازها بحدث مسجل مع صوت وصورة كما هي التكنلوجيا المرئية والمسموعة.

إن ما يجري من احداث في الوطن العربي استوقف الكثير من الشخصيات المهمة والكتاب وقراء الواقع السياسي والمحللين والمتوقعين الى أين تسير تلك الاحداث؟ مروا وطرحوا وأدلوا بدلوهم في شتى الوسائل الاعلامية الجيدة والرديئة المسيسة وغير المسيسة... ولا لي من قراءة ومتابعة الاحداث مع العودة للوراء وظهور دور الاحزاب الاسلامية المتشددة في كل شيء كأنها تحمل نقمة على من يشاركها الارض والثروات فبطشت بشكل غير طبيعي كما هي احداث ليبيا والجزائر ومصر وسوريا وغدا لبنان ومن ثم ايران ولا شك لاح بعض الشظايا دول الخليج العربي إلا أجندان محسوبة كما سنرى أجلت ذلك الى حينه... ولعل عنوان العولمة الامريكية ساد واخذ دوره ولا زال... وحين احتاج صناع القرار الى تغيير مجريات الاحداث بعد الانكسار العالمي وسقوط العديد من الدول تحت نكسة عدم القدرة على ايجاد بدائل للنهوض بواقع دولهم تحركوا فأوجدوا عنوان جديدا سموه الربيع العربي... وبرز بعده مباشرة للاستمرارية والتمادي بعدم الاستقرار في البلدان العربية ظهر ما اسميته العولمة الاسلامية المتشددة في العالم العربي...

ربما يكون المصطلح غير جديد فهناك العولمة الامريكية التي نصبت نفسها كحامي لكثير من البلدان بحجج ومسميات كان احدها هذا المسمى (العولمة)، او كما كان يسمى بالشمولية أو ( globalization) العالمية، كما ان الكثير من المتتبعين للشأن العالمي والعربي يدركون جيدا أن هذا المسمى ليس بجديد وانما طُور الى ان أخذ وقته واستخدم في الزمن والحدث المحدد له، إن الكثير ايضا قد قرأ وسمع عن لفظ الامبريالية وما أخذ هذا المصطلح من دوي وزوبعة من الكتاب والسياسيين والقادة والزعماء الى ان اصبح في شبه طي النسيان، استحدث بدلا عنه العولمة بشكلها الجديد، فالعولمة تكون من ثلاثة محاور مهمة، سياسية، اقتصادية، وثقافية،

السياسية وذلك من خلال متابعة القادة والزعماء العرب وطرح وأيجاد وسائل التعامل والتعاون بما يخدم مصلحة الاول وتملق الثاني بوعود الاول في الديمومة الابدية، اما الاقتصادية هذا واضح من خلال التبادلات التجارية والاستثمارية وغيرها، الثقافية وهذا هو المهم حيث نقل قشور القافة الغربية الى الفقر في الفكر العربي الغير منفتح ومنغلق على خلف ابواب مغلقة هي الاخرى، وكل تلك المحاور تصب في مصلحة العولمة او من يستخدم هذا الحراك العام للمصطلح حسب الاجندة والدراسة التي اعدها، فجعل الثروات والاقتصاد والاستثمار والسياسات كلها تنقاد الى دولة تحدد هي بنفسها السياسات الداخلية للبلدان التي تمحورت حول هذا المصطلح بكل قدراتها الاقتصادية والبشرية والثقافية والسياسية لتكون تابع لتلك الهيمنة الكبرى وهذا ليس فقط شان الدول العربية وقادتها فقط بل اغلب الدول الغربية والاوربية ايضا فهي تتبع صاحبة الجلالة والولايات المتحدة والابن المدلل الواجهة الرئيسية لذلك المصطلح.

وجاءت تلك الاحداث متسلسلة بدقة ورسم بعيد المدى فمنذ انتهاء الحرب الباردة و 11 أيلول 2001. فما نراه جديراً بالملاحظة خارج الدلائل السياسية هو ان الفكر الاعلامي والسياسي والاجتماعي والثقافي لا يزال لا يدرك هذا المفهوم البعيد، كما ان لوسائل الاعلام وما لها من تأثير على الانسان العربي المتلقي في كيفية صياغة الخبر ونشر الحدث في كسب التعاطف الانساني، والذي يجعل اصحاب المصطلح لهم القدرة على توجيه العقول البسيطة ذات المشاعر المتأججة بأن يكون الى جانبها مئة بالمئة من ابناء جلدتها وحتى إن كان على خطأ، فالعولمة الاعلامية والثقافة سلاحان لا ينفكان يعملان جنبا الى جنب الى صاحب الحراك السياسي الذي يمحور الاحداث ويصوغها بكيفية تخدم المآرب التي خطط لها من قِبَل اصحاب القرار، فحركة مثلا تريد ان تتحكم بمصير دول لابد لها من اصدقاء تخطيط وقرار، لا يهم فيه حجم الخسائر البشرية بقدر المصالح السيادية المفروضة بالقوة، كما ان الكثير من اصحاب الافكار السياسية واصحاب العلاقات العامة الثقافية والمحللين السياسيين لازالت الاوراق مختلطة عليهم، من حيث انه لا يوجد موطأ قدم أو بصمة واضحة للعولمة، فهي في كل يوم تقوم بأعمال وبمسميات تخدم تلك الزمرة من صناع القرار، ومما لاشك فيه ان هذه العولمة جاءت بايدلوجية جديدة غير نمطية اعتمدت فيها على سلوكيات القادة والرؤساء في تلك الدول التي تريد ان تضعها تحت مظلة العولمة العالمية بكل ثرواتها وخيراتها بشرية كانت او اقتصادية، ولعل عمليات التبادل التجاري والاستثماري وكذلك التنقل البشري بطرق العولمة المتعددة والانفتاح لأحتواء كل ما يمكن ان يدر الربح على صناع القرار واصحاب المصطلح، لذا نجد الكثير من العقول العربية العلماء والاساتذة والمثقفين بكل اطيافهم يعيشون تحت سقوف غير عربية، يعملون بدراية او من غير دراية على اضعاف دولهم بوسائل قد لا يدركونها من خلال دراسة الشرائح التي هاجرت وانتقلت للاستيطان او نزحت بسبب فرص العيش الذي يدفع ثمنه بتغيير العادات والتقاليد الاسلامية التي تربى عليها كل العرب الذين هاجروا مسلمين وغير مسلمين وتأقلموا وتغيرت جلودهم حسب البيئة ومعطياتها الى ان بانت على السطح ظاهرة تسمى الدخول في الاسلام بكثرة من الغربيين، أطلق عليها ظاهرة الاسلام السياسي.. فكانت اللطمة بوجهة امريكا، فبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 حاولت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي جورج بوش ايجاد طريقة للحد من انتشار أسلمة الغرب أو ما يسمى الإسلام السياسي.

ولإيجاد وسيلة لهذه الغاية قامت امريكا باتخاذ حدث 11 سبتمبر ذريعة لمسمى كان هو الغاية البعيدة المدى وهو الحرب على الإرهاب الإسلامي .. والاسلامي فقط وكأن الارهاب مسمى مرتبط بالعرب اما ما تقوم به اسرائيل او غيرها من الدول الغربية والاوربية ضد العرب بعد احداث 11 سبتمبر، والاضطهاد الذي مورس على المسلمين الغربيين والاروربين والعرب المتأمركين ليس اضهاد ولا إراهابا بل هو دفاع وحمايى البلد من الاهابيين، هكذا كانت البداية التي جندت لها امريكا الفضائيات الامريكية والغربية والاوربية والعربية بالذات الساقطة الصيت، والغريب ان كل تلك الدعايات والحملات لم تمول من امريكا بل مولت من قبل دول عربية كان لها الحيز الاول في القضاء على القوة الاقليمية في الخليج العربي والعالم العالم العربي... فجاءت النتائج بغزو العراق بتلك الهجمة التي كانت انفراج للشعب العراقي من هيمنة الطاغية الذي جثى ثلاث عقود ونصف على طموحات واحلام الكثيرين وقتل واضطهد واجرم بمواطني من الشعب العراقي، وجاء المتنفس غير نقي حيث أن هذا الانفراج جاء بصعاليك امريكا ومرتزقتها وتابعيها وممن حملوا الجنسية الغير عراقية بمسمى اللجوء السياسي او الانساني، وعمدوا الى سرقة العراق وخيراته، وذهب بريمر بالعراق الى ابعد حد من الفجور واسقط كل القيم ونصب من نصب بعد ان أخذ الثمن بمواثيق لا يمكن الطعن بها ابدا، فهي موثقة بصرامة ولوي الاذرع... تحت بند أفعل ما تؤمر وإلا ... أو ..إذا كنت تريد فبع ذمتك لي.. وهذا ما هوى بالعراق الى الدرك الاسفل من واقعه المرير الذي يعيشه كل يوم..

ولعل ظهور الفكر الاسلامي وانتشاره بعد غزو العراق بدا واضحا، حيث اخذت الحملة بكل قوتها وبالفضائيات العربية تلعب دورها... فكانت شرارة البوعزيزي التي انطلقت من تونس بمسمى آخر وهو الربيع العربي...ولو عدنا الى الوراء لوجدنا ان هناك الكثير من الثورات الربيعية، لكنها لم تكن ربيعية عربية فقد كان هناك (ربيع بودابست) بعدما انتفض الهنغاريين عام 56 ضد السوفييت، الى جانب (ربيع براغ وهي انتفاضة التشيكوسلوفاكيين ضد الهيمنة الروسية عام 68 ) اضافة الى (ربيع بكين) حيث كانت انتفاضة الطلاب الصينيين عام 89 والتي ادت الى مجزرة ساحة تيانا نمين ، ولكن كل كل الثورات قد فشلت وتحولت الى ذكرى وتأريخ فكلها سميت ربيعا رغم انهار الدم التي اهرقت بفاصل الفوارق بين واحدة وأخرى.. أما الربيع العربي حقيقة هو ليس ربيع عربي ابدا بقدر ما هو تغيير لسياسات دول وزعماء وقادة .. والاستحواذ على تلك البلدان وإلهائها حيث تعمد الدول صانعة القرار على الدخول بخلسة الى نحر كل القيم والمباديء والاستيلاء على ثروات ومقدرات شعوب بكل عقائدها وقيمها الاسلامية.. فجرى العمل على ابراز دور الحركات الاسلامية والاحزاب التي تنضوي تحت هذا المسمى... فجاءت بداية السير على ليبيا، ودخل الاسلاميون بجيشهم المحرر بمساعدة قوى اجنبية وامريكا من ضمنها، سرت النار الى الجزائر وكذلك استلم الاسلاميون الامور وانقلبت الموازين، وجاء دور مصر وصعد الاسلاميون باسم الاخوان على اكتاف الشباب صاحب ثورة 25 يتاير ليفرض هيمنته بالقوة بمساندة السعودية وقطر، وبالطبع الاعلام القطري الذي يعمل وبشكل واضح لمصلحة اسرائيل وصناع القرار، وإن كانت النوايا القطرية ربما معلنة ومعروفة للبعض او مجهولة للبعض الآخر ان قطر باتت تفكر بالسيطرة على مجريات احداث العالم العربي بعد أن وثقت صك ارث الحكم للحاكم الاصلي من وراء الكواليس (موزة) زوجة حاكم قطر سابقا وأم الحاكم الجديد، فهي تطعن بكل الدول ما عدا من هي شريك معها في الدهليز وإن اختلفت بالرأي معها وبات جليا انها تعمل من اجل مصلحة الكيان الصهيوني بأجندات مستقبلية لا يمكن البت عنها إلا في حينها حين يأتي الوقت والدور على دول الخليج ويبدأ التقسيم عليها من قبل صناع القرار، وهذا لاشك فيه واقع لا محالة أبدا، ولعل بدأ المخاض في الكويت واسكت بالحوار والحكمة، كذلك بدأ في البحرين وأخمد بالقوة والتعسف والدم بيد القوات السعودية، وبدأ في السعودية وأخمد أيضا بالقوة والتعسف والقتل، فكل الدول العربية يجب ان تتعرض للربيع العربي الامريكي، وتقسم الى طائفتين أو أكثر، او قوميتين او أكثر، وهذا هو ما لا يعرفه العديد من امراء وحكام الخليج العربي... أو أنهم يعرفونه ولكن أخذوا مواثيق الدفع من المال العام للبقاء في السلطة، لكن سيأتي الدور حين تنتهي الاجندة الاسلامية من العالم العربي والدول ذات الشعوب المليونية والتي ستنهكها التداعيات والاحداث الطائفية حتى تلجأ الى الحلول الامريكية بواجهات عربية، ان العولمة الاسلامية بدأت واضحة بشكل كامل، فالتيارات اللاسلامية والتي هي تحت مسمى (السنية المتشددة) جارت على الكثير من القوميات في بلدانها وفرضت القتل والتشريد والذبح على الهوية وسيلة للترهيب المخطط، وهذا الاسم تصغير للارهاب الكبير في فرض امريكا هيمنتها بواسطة واجهات هي بوابات دخول للعملاء العرب حتى وصلوا الى دفة الحكم، لا يخفى على المتابع انهم دُربوا وتعلموا على أيدي صهاينة وامريكان متمرسين في كشف نقاط ضعف الانسان العربي المسلم، ووجدوا أن نقطة الضعف هي كلمتين كان اصحابها يعيشون في وئام أو شبه وئام حتى انطلقت الشرارة في كشف فتيلها واشعاله وهما ( السنة والشيعة ) وكذلك لا يخفى على المتابع جديا لمثل هكذا أمور يجد أن التشيع بات يدخل الى الدول الغربية والاوربية، فعملت القوى صاحبة القرار على بث سموم الفرقة واوعزت ذلك الى ابناء الجماعة المتطرفين وهذا أغاضهم بشكل كبير، فقد عملوا عشرات السنين على كسب المسلمين الى اصحاب الجماعة من السنة .. وساهم ذلك في نصب العداء من المغرضين الى الباعة المتجولين اصحاب الفضائيات المرتزقة من هذا وذاك الى تشتيت الواقع الحقيقي والعقائدي لدى المسلم، حتى اباح لليد التي اوجدت الارهاب ان تبحر في مياه صافية لتترك العرب المسلمين يقعون في مستنقع الطائفية المقيتة، وهذا بالطبع مسنود من قبل علماء دين ايضا هم مبشرون بالجنة الدنيوية حيث انهم يقبضون من الاموال ما يجعلهم يفتون تلك الفتاوى التي يصدق بها من آمن أو من لم يؤمن ( كالانتحار والعشاء مع الرسول ونكاح الجهاد وقتل الشيعة حلال وصلب المسيحي الكافر ووو ..) الكثير من الفتاوى حتى اصبحنا في عالم يكسوه الظلم والضلالة بأسم الدين.. والغريب ان العولمة الاسلامية تدور رحاها الان في سوريا ومصر، وهذا المحك الاخير بالنسبة للعولمة، فغدا سيأتي دور لبنان ومن بعدها ايران تلك الهيمنة الشيعية والمتشيعة برأيي، والغريب ان الانسان المسلم لا يتعب نفسه بالتفكير فهو يسير خلف العالم سواء الشيعي او السني كل ومعتقده دون تفكير بالصح او الخطأ، حتى اصبح مراجعنا وعلمائنا يحكمون مثل حكم البابا اي الكنسية حين كانت تحكم رغم وجود الملك او الحاكم... والاغرب ان المواطن يخاف ان يتجرأ على المرجع او العالم حتى ولو كان على خطأ، وهو يعلم جيدا أنه فاسد لكنه يخاف ان يعلن ذلك، فحتى بطانتهم اي بطانة المراجع او العلماء بشقيهما السني والشيعي يخشى أن يكشف حقائق الزيف التي يعملون بها خوفا ان يقذف بالهرقطة ويقتل او ينفى كما كان يفعل في زمن القديم، (ومن ويكيبديا) لا ننسى عصر النهضة في القرن التاسع عشر حول الخطاب الاسلامي تقول (حيث كان هناك الكثير من الاسئلة تبحث مصطلح الخطاب الاسلامي كان بعد سايكس بيكو الخطاب الإسلامي بعد الاستنهاض "القيصري" للمشاعر القومية المتنابذة: تركية كانت أم عربية، أم فارسية... اشتعلت معارك إيديوليوجية و سياسية وأكاديمية و استشراقية تعتبر مسؤولة عن كثير ممّا يعاني منه العالم الإسلامي العربي من انقسامات إلى اليوم) انتهى..

إذن المسألة ليست حديثة او انها جاءت بعد احداث سبتمبر او بالصدفة بل كانت مدرجة ومخطط لها...

ويقول الباحث ايضا ...إسلام سياسي مصطلح سياسي وإعلامي وأكاديمي استخدم لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالإسلام باعتباره "نظاما سياسيا للحكم". ويمكن تعريفه كمجموعة من الأفكار والأهداف السياسية النابعة من الشريعة الإسلامية التي يستخدمها مجموعة "المسلمين الأصوليين" الذين يؤمنون بأن الإسلام "ليس عبارة عن ديانة فقط وإنما عبارة عن نظام سياسي واجتماعي وقانوني واقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة". وتعتبر دول مثل إيران والسعودية ونظام طالبان السابق في أفغانستان والسودان، والصومال أمثلة عن هذا المشروع، مع ملاحظة أنهم يرفضون مصطلح إسلام سياسي ويستخدمون عوضا عنه الحكم بالشريعة أو الحاكمية الإلهية، يتهم خصوم الحركات الإسلامية هذه الحركات بأنها "تحاول بطريقة أو بأخرى الوصول إلى الحكم والاستفراد به، وبناء دولة دينية ثيوقراطية وتطبيق رؤيتها للشريعة الإسلامية". وتلقى فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها في السياسة عدم قبول من التيارات الليبرالية أو الحركات العلمانية، فهي تريد بناء دول علمانية محايدة دينياً، وأن تكون مسألة اتباع الشريعة الإسلامية أو غيرها من الشرائع شأنا خاصا بكل فرد في المجتمع لا تتدخل فيه الدولة. (انتهى)

اذن مصطلح الاسلام السياسي تستخدمه الحركات والاحزاب والتيارات الاسلامية حسب ما تراه مواكب لمصالحها وحتى اللبرالية منها تحاول ان تتوافق معه حتى تأخذ مكانها بين تلك الاحزاب الاسلامية.. ولا ننسى ان الحركات كالوهابية والسلفية والاخوانية والاصولية كلها نبعت في الظلمة، لقد كان الناس مسلمون على سجيتهم دون تعقيد في الاتباع للمذهب هذا أو ذاك، عموما كلهم مسلمون ومتحابون رغم اختلاف المذاهب... حتى جاءت العولمة الاسلامية الى الدول العربية بأمر من امريكا لتظهرهم على الواقع العملي وتبيان حقيقة حقدهم على المسلمين اللبراليين او المتحررين او الشيعة او ما يمكن ان نسميهم المسلمين فقط، حتى استباحوا المحرمات وعمدوا الى الفتاوى التي تناسب اعمالهم بالسرقة والنهب والزنا والموبقات والنكاح والقتل والترهيب والقائمة طويلة... هذا كله مباح لهم لأنهم يمثلون المسلم الحق وغيرهم الشاذ، حتى بات القتل على الهوية نموذج يحتذى به وهذا الصراع أزلي منذ ان قامت الرسالة المحمدية واختلاف الرأي الواضح والسقيفة وما تلاها من نكران في حق الوصاية... وهذا بحث أخر يطول فيه الشرح والبحث .. فالحق جلي والباطل جلي ... ويكفي ان أذكر هنا عبارة للرسول عليه الصلاة والسلام حين قال (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) .. وهنا لا اريد ان اخوض في مجال التشيع وغيره ولكن المفهوم العام هو العولمة الاسلامية والتناحر بين الدول الاسلامية والذي اتوقعة سيرتقى الى القتل على الهوية في الشوارع واستباحة الاعراض والممتلكات ونهب الثروات ... هذا كله لمصلحة امريكا وبريطانيا ومن خلفهما اسرائيل ذاك الابن الضال دون ان يتبناه أحد حتى تبنته امريكا وبريطانيا... اننا نعيش في مرحلة حرجة دخلت العديد من الدول العربية في فلك العولمة الاسلامية فكل الدول سيطالها التغير والتقسيم حتى التي ظنت انها بعيدة عنها كالمغرب والاردن أو دول الخليج العربي ... فما عليهم سوى الحذر من الانتظار الموقت لهم فكل يوم يمر يأتي بجديد ... احذروا ايها المسلمين العولمة الفاسدة من التيارات الطائفيية التي انكرت وجود الله وآمنت بالقوى العظمى التي تحاول الهيمنة على العالم الاسلامي بمسميات تطلقها ثم تجعل البائعة من عملاء العرب يروجون لها لبيعها على اصحاب البلاط المدفوع لهم ثمن الدماء التي ستهرق في سبيل ايصال رسالة بمصطلح الحرب على الارهاب بمسميات الربيع العربية والاسلام السياسي فكلها عولمة امريكية بريطانية صهيونية بعنوان العولمة الاسلامية الجديدة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى