الخميس ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٣
بقلم فريد النمر

رائحة بنكهة موت

ما زالت عذرية السلام مغتصبة حتى تفيئ الرصاصة لرشدها الذي يحقن الدماء
يكفيك ما قدمت من شهداء عبروا الكرامة من مسيل دماء
يكفيك يا وطني تنام بشوقنا وننام في قلب من الأرزاء
يكفي من الآهات تدمع نابض اللحظات في جيل من الأرزاء
وتهدّ أوعية القلوب على مدى ما تستغيث جنائز الأسماء
يا وجهة الحب التي اختبضت بها النبضات في وجع من الأنباء
الآن تنهزم الرصاصة في دمي كنهار قلب أبوة حمراء
الآن تنتفض التلاوين التي صبغت ملامحنا بلون رثاء
الآن تجترح الطفولة نفسها كزجاجة منهوكة الأجزاء
كل الذين بكفهم قطع السلاح المستبدّ أراهموا أعدائي
لا فرق عندي بين جيش موغل في الدمّ أو جيش من الضعفاء
كل الذين تمردوا بظلامهم نحو الرصاص جحافل الظلماء
لا نور يدركه الرصاص سوى الردى والموت آخر شيمة الأحياء
هذا صداه كأنما هو محنة تندك فيها نفائس الآباء
فكلاهما مزق الحياة تمترست برعونة النار على الأنحاء
فدعوا الوئام يبث قلب حنينه بالحب في سلمية عذراء
ودعو المحبة فوق كل شهية مرهونة بتلوث الأهواء
ليس الرصاص سوى جنون مشاعر سادية تنحو طريق شقاء
ودعوا الرصاصة تضمحل برزئها إن الرصاص عقيدة السفهاء
هذا الحوار يصون حقن دمائنا بمحبة تسمو بطود لقاء
يا للمحبة حين يهتك سترها بغي ويقتلها سلاح بغاء
ويرودها قلق يعدد نصره بحماقة اللؤماء و الجبناء
السارقون من المروءة ذاتها الذائبون بفتنة عمياء
من للمحبة غير رهط محبة يتسابقون الى جميل نداء
فهناك في وهج الحقيقة شرفة تزهو لكشف خطيئة شوهاء
حملت مشاعلها السماء لحلمها والحق أولى باليدِ العصماء
فلنا الحياة مدارس الحب التي خطت على مهج من الشرفاء
ولنا التفاتة منسك فرش الدنا بإضاءة تجلو انكسار ضياء
الراسمون من الحياة إبائهم العارفون مسيرة العظماء
لم ينثنوا أنى الذمام أتاهموا الا لحق في جميل إباء
وهم العدالة في لسان بيانها وهم السماء برأفة الندماء
فكفى من الموت الذي ينتابنا برصاصة مغدورة الأحشاء
وكفي يناصفنا التشردم بؤسه نحو الظلام على سمو إخاء
يا للسياسة وهي تقرع روحنا بتأجج الكلمات لا الإصغاء
ما للسياسة غير سقطة شهقة مفتولة بشهية الغرباء
فالحب أولى بالمحبة بيننا في موطن رحب من الرفقاء
وطن من الإنسان نرعاه بنا وتراب أرض حالم بسناء
يكفي من الموت المخيف فما لنا درب نعالجه على استثناء
فالأرض للأبناء تورث مجدها والأرض مختنق بلا أبناء
هذا ترابك يا بلادي جنة دموية في أعين الرقباء
فاكتب نداء الحب بين شجوننا العثرات نحو إرادة سمحاء
فالحب ليس سوى آمالنا العطشى لقطر الماء بالصحراء
ما زالت عذرية السلام مغتصبة حتى تفيئ الرصاصة لرشدها الذي يحقن الدماء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى