الأربعاء ٢٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٣
بقلم عبد الهادي الفحيلي

ثــمرة محــرمة

وإن كانت شفتاها ما تزالان حمراوين وبياضها يكاد يشع، ورغم أن أخي، الذي يقف إلى جانبي وراء فدريش النافذة، يكاد يغرق في عرقه وهو يسرق النظر إليها في شهوة توشك أن تتطاير من عينيه ومن يديه ومن شعره، ورغم أنها كانت تتمايل بطريقة تذهب العقل والفؤاد وهي منكفئة على الأرض تنشف مدخل البيت وردفاها يصطرخان من وراء ثوب شبه شفاف يتيح للعين المجردة أن تكتشف لون الخيط الأسود الذي يشطر مؤخرتها إلى نصفين....... إلا أنني شعرت بانطفاء غريب تجاهها وأصبحت صورتها في داخلي باردة, باردة مثل قنينة من ماء شبع تجمدا في ثلاجة.......

وأنا أسير في تلك الطريق المفضلة لدي في ذلك الوقت بعد العصر وحدي كعادتي دائما أحدث نفسي وتحدثني بعيدا عن صداع الآخرين, سمعت قهقهة آتية من جهة مستترة عن العيون، قهقهة مجلجلة مثل قهقهتها كعادتها دائما عندما تضحك ولأتفه الأسباب. لم أهتم كثيرا ولو أن قلبي انخطف للحظة وسخنت أذناي... انفجرت القهقهة مرة أخرى. استرقت النظر من خلال أوراق متشابكة وأغصان شجرة تين معمرة تخفي بقعة من أرض مقفرة تتكئ على جدار مدرسة يتخذ عادة مكانا للتبول ولأشياء أخرى... كانت تتلوى بين ذراعي شخص طويل القامة صحته جيدة وهو يعضعض عنقها، سرواله نازل حتى ركبتيه ويحرك وسطه في تلاحم مع وسطها، وجلبابها الأحمر الذي أعرفه جيدا كما أعرف بيتنا وأعرف نفسي، طالع إلى ما فوق فخذيها الأبيضين تماما كلون ساقيها الذين أحفظ تفاصيلهما، يده ترفع أحدهما. يلهثان. كانت هي مع فرق بسيط هو أن لون شعرها هنا أشقر قصير وشعرها هي أسود طويل يصل إلى منتصف الظهر عندما ترسله...

ليست هي على كل حال! هكذا أقنعتني نفسي ومنعت الدم من أن يفيض عن عروقي. أكملت سيري وأنا أصفر نغم أغنية ما وقد يكون صفيرا وكفى كعادتي دائما, ونفسي تقول لي أنني سأجدها جالسة على عتبة بيتهم كعادتها مع أخريات لا أعرف واحدة منهن رغم أنهن من بنات حينا وأعرفهن جيدا إلا أنني لا أهتم لمعرفتهن لأنني أكتفي فقط بمعرفتها وحدها والنظر إليها تتجلجل في ضحكة، ربما هي ما سمعت للتو، كعادتها دائما ولأتفه الأسباب.
بيتنا يقابل بيتها. كنت أنظر إليها مرارا وهي جالسة على العتبة من خلف فدريش نافذتنا بحيث لا تراني. أتملى صورة صدرها النافر وساقيها البيضاوين الذين كانت تتفنن في الكشف عنهما من تحت ثوبها وهي تتمايل من الضحك. عيناها السوداوان قاتلتان ومندفعتان. وجه أبيض وأنف رقيق وفم رفيع الشفتين المصطبغتان بحمرة تجعلني أختزلها هي كلها في ثمرة فراولة تغري بالقطف. أضعها على لساني وأمص ريقها الأحمر. أحركها في فمي مثل مصاصة تترك حمرتها على شفتي، لتطلقا ذلك الصوت عندما تلتحمان وأنا أنزعها من فمي برفق لذيذ. وعندما يتضاءل حجمها أتركها على لساني لتذوب في أناة وتتسرب حلاوتها إلى مسامي بهدوء حتى تتلاشى ويبقى طعمها في حلقي يشعل في نارا أجد في لسعها خدرا يبعث العياء في عظامي.

كانت تتكلم بلسان سليط وبلكنة بدوية تجعلني أتحاشى الحديث إليها رغم أننا نسكن متقابلين ورغم أننا درسنا في نفس المدرسة ورغم أنها صديقة لأختي التي تزوجت ربما بشخص كان يفعل مثلي ويمصها في خاطره والآن قد يكون تجاوز المص إلى المضغ, ورغم أنها تأتي لبيتنا لغرض ما أو بدون سبب ورغم......... لكني أبدا ما جرؤت لأنني وببساطة شديدة لا أحدث إلا نفسي ونفسي تحدثني كعادتي دائما منذ أمد بعيد.. ربما لأني اكتفيت بالنظر فاستأنست بذلك. فأضعها بين شفتي مثل فراولة ناضجة وأجعلها مصاصة حمراء حتى تتلاشى وأتلاشى بعدها بفعل العياء و بفعل الشبع منها.......

أبدا ما رأيت غير ساقيها. وحتى صدرها لم أبصر منه إلا رأس الشق في أعلاه. حتى عندما كانت تنحني لتجفف الماء من على عتبة بيتهم وردفاها يستقبلان نظراتي البلهاء من وراء النافذة وأنا أمصها مثل.... لم أكن أرى إلا ما تسطره الثياب. فتتراءى لي بنهدين منتفخين قليلا وحلمتين حمراوين وبطن ضامر يتوسطه شبه ثقب مرسوم بعناية وردفين مكتنزين أربت عليهما وأمرر أصابعي فلا أصادف ما يخدش نعومتهما البيضاء فيزداد ألق الحلاوة في فمي وأنا أمصها بشفتي مثل....
وصلت إلى البيت. لم تكن جالسة مع أخريات على العتبة منتشرة في ضحكة مجلجلة كعادتها دائما. بحثت عن ساقيها، لم أجدهما. كان الباب مغلقا. صعدت الدرج وقهقهتها تزلزلني من الداخل وساقاها يفترشان دمي الذي صعد إلى منابت شعري. لكن شعر تلك التي هناك تتفتت وراء تلك الشجرة القديمة أشقر قصير وشعرها هي أسود طويل ولا أحد يستطيع أن يقنعني بأنها هي. حتى الجلباب الأحمر لم يكن هنا. قد تكون أخرى. بالطبع أخرى وإلا فمن المفروض أن أطردها من دمي لأبقى بدون ثمرة فراولة تغرقني في حلاوتها وحمرتها وأنا أمصها مثل.......

أول مرة رأيتها تلبس ذلك الجلباب الأحمر كانت يوم زفاف أختي. صعدت إلى بيتنا وهي تمسك بطرفه لينكشف ساقها الأيمن وأنا أقف بأعلى الدرج في مدخل الطابق الأول خلف أخي الذي استقبلها فاتحا ذراعيه مبتسما في شهوة جلية. انخلع قلبي لمرآها وشحب الدم في عروقي وأسرعت لأتوارى. تلقفها أخي بعناق وقبلتين على الخدين وكلمة ترحيب كبيرة وتلقفته بضحكتها المجلجلة كعادتها دائما... كانت وراءها أخريات. الأحمر في الجلباب زاد البياض في ساقيها نصاعة وبريقا. الأحمر في دمي زاد اشتعالا. طعم الفراولة زاد حلاوة وحمرة. حتى أذناي زادتا سخونة واحمرارا، كل الدم في عروقي صعد إليهما. المصاصة الحمراء طالت حلاوتها ولم يتضاءل حجمها هذه المرة. عندما حولت ناظري عنها للحظة كان الأحمر يشع من كل شيء حولي. الوجوه صارت بلون الدم. الأجساد وهي تتمايل راقصة صارت حمراء. الأضواء. الأصوات. أخي يحاول مخاصرتها فتضحك وتدفعه في غنج. تتراءى لي عيناه غارقتان في الحمرة ويسيل لعابه أحمر وهو منتصب بأكمله. أختي صارت ثمرة فراولة وعريسها يشحذ لسانه كي يحيلها مصاصة يغتصب حلاوتها حتى تذوب في فمه. الجلباب يهتز أو تهزه لتلتهب الحمرة في الساقين وهي تترنح على إيقاع الموسيقى الصاخبة تطلق الحمرة من كل جزء من جسدها. تصلني حممها فأحسها تتغلغل في أدق شعيراتي. ينبت لي قرنان وأحسني صرت ثورا هائجا أقتحم القاعة في هدير قوي أنطح من يعترض سبيلي. صرخ من بالمكان إلا هي. العريس التقط أختي وأدخلها في فمه وجرى بعيدا ولعابه يسيل على ذقنه أحمر قانيا. تقف بشموخ في الوسط. وقفت قبالتها ألهث. الأحمر في الجلباب . الأحمر في الساقين.. الأحمر في دمي. أضرب الأرض بقدمي أقصد بحوافري. أنفث دخانا أحمر من منخري. واقفة تنظر إلي بعينين لم أستطع تحديد لونهما لأني طأطأت رأسي، ربما خوفا؟ قد تكونان حمراوين من الغضب؟؟ أقعيت على الأرض أنظر إلى الساقين وأجيلهما في الأحمر من حولي. كانت ثمرة الفراولة تكبر وتكبر لتحتل الفضاء كله. الحلاوة الحمراء أراها تسح من جنباتها وأنا أحاول أن أتحرك من مكاني لألعق ما يسد ظمئي. لم أستطع. قوة هائلة كانت تشدني إلى الأرض. استمرت الحلاوة تسح لتجري على الأرض وتتسرب إلى الباب وتنزل الدرج وأنا ألهث في مكاني عاجزا. حاولت جاهدا. خوار كبير يشلني. خدر شنيع يغلق عيني. قاومت لكني في لحظة وجدتني أغرق في غيبوبة........

ضبطني أخي متلبسا وراء النافذة أملي شيطاني بجسدها المستحيل. نظر هو الآخر. التفت إلي في ابتسامة وغمز. صار لي شريك في هذا الطقس. واقفا بجانبي يستعر وأنا أحس ببرودة القطب الشمالي تشل مفاصلي. انتصبت واقفة واستدارت لتواجه نظراتنا المتوارية خلف النافذة.. كان الثوب شبه الشفاف الملتصق بلحمها يعلو الركبتين ليبرز جزءا مهما من فخذيها ويكشف عن لون التبان الأسود. البطن ضامر بعض الشيء. حمالة الصدر سوداء. وشعرها.... أشقر قصير يصل بالكاد إلى كتفيها.....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى