الخميس ٢١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٣
بقلم مهند النابلسي

الذوق الفرنسي

جلسوا مساءا في أحد مقاهي الروشة المطلة على البحر، وكان الجو جميلا، وشعرت العائلة بسعادة غامرة، فتناولوا طعاما لبنانيا متنوعا وشهيا (مشويات ومقبلات )، ثم فواكه طازجة، وراقت الجلسة للعائلة والأولاد الأربعة، فطلبت الزوجة شيشة وبدأت تدخن بنهم ومتعة فاختلط الدخان بمكونات الجوف الطعامية وتفاعل بسرعة، فأستفرغت بدفعات متتالية على نفس المائدة، وبدت عملية طويلة ذات مراحل....فلم يهتم الجرسون ولا مدير المطعم واظهرا ربما لا مبالاة مقصودة، وانطلقت رائحة الاستفراغ الحامضية الكريهة وبدات تعبق المكان، فأستاء الزوج والأولاد والحضور المجاورين، وباشر معظمهم بالابتعاد مستنكرا...وسمع الزوج بمعرفته الضئيلة بالفرنسية حوارا خافتا من الطاولة المجاورة يصر الرجل اللبناني فيه على الابتعاد لطاولة اخرى اسوة بالآخرين بينما تهمس صديقته الفرنسية الجميلة بأنه من غير اللائق ذوقا فعل ذلك مصرة على تجاهل المشهد والرائحة الخانقة! بقيت هذه القصة عالقة بذهن الزوج طوال عشر سنوات، وقرر أخيرا ان يخرجها للنور الكتابي ومازال منبهرا من حساسية وذوق هذه الفتاة الفرنسية الجميلة!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى