الاثنين ١٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٣
مختارات من سلسلة رسائلي الى غالـيه 1-5
سامي عزّام
1_ (رِســــالـه إلــى غــــالـــــيـــه)يا غاليه..اهديكِ سلاميو بعض من مُحرماتِ كَلامي..فَ إقرأيها!مـــاري...أنا مِنكِ، بعد الان لن ارجو المجيء، فَ لا تأتي!و لم يعُد..بِ استطاعتي ان اطرد ذاكِ المارِد المُتصنِمَ المُتربِصَ لِ شهواتي و نزواتي،خلفَ جُدران مَنفايَ!و الويلُ لي إن أنا بابي مرةً اخرى نُطقَ بِ إسمكِ، أو سألني عنكِ!ماذا اقُول له، و ماذا اعترف!طويلةٌ هي قوائِمُ اعتذاراتي..و يفوقها طولٌ.. و ظُلمٌ لوحُ ذنوبكِ !أنا عنكِ ما أخبرته، أبداً!لكنه و كَ عادتهِ.. إلى أوراقي الخفيةُ تسلل خِلسة،و راقبكِ تغسلين بِ حبر أقلامي ما لَحِقَ خُصلاتِ الآثامِ من نزواتِ الشرقية المُستبدةِ الطاغِيه!التي أخذت تطعنُ الحُبَ في ظهرهِ،و حفِزت رسائِل الحبر الملونِ تِلكَ على الانتحار!و بِ تلك الجدائل السوداء تَغتالُ.. و تزرعُ.. كُل يومٍ على دروبِ العُشاقِ.. في طُرقاتِهم و في كُلِ مِترٍ ألفَ قانوناً و ميثاق!ماذا أذنبَ العِشقُ لِ يقسَّم،و يُقطّعَ مُكُرهاً إلى شهوانيٍ،و عذريٍ،و جنونيٍ،و همجي .. و تغزليٍ؟و ما ادرى تِلك الزُمرةِ الغبيةِ المُختبِئه،في فقاعاتٍ باليةٍ يظنونها "عشق"..و شرائِعهم و قوانينهم لاتمت لِ نَهجِنا الاصيلِ بِ صله؟كيف ظنوا اساسا.. بِ ان ما يتلفظون بِهِ هو العشق!كيف اعتبروا مُعتقداتهم، و ارائهم الجائره التي شحذوها سِكيناً و مقصلةً و سيفاً..و أخذو يستعملونها لِ إعدام و تصفيةِ اي علاقةٍ خالفت شرعهم و هواهم!ماذا أقنعهم و اعماهم..و اكد لهم أنها هي نفس المشاعر التي تلوح في ذِهنِ كل من عَشِق و أحب،و كل من أهدى لِ نِصفِهِ الاخر زهرة..أو باتَ في الليالي ساهراً،يكتب في أوراقهِ المُخبئةُ داخل آلاف الأدراجِ،قَصيدةً أو خاطرة..أو كلمةً تفيضُ من إحساسِهِ، عن حُبِه مُخبِّره !لم يبقى لِ اؤلئِكَ سوى المُتاجره بِ عشقهم المنشود..في بطاقاتٍ مُغلفه يًطبعُ عليها |لِ الـبـالغين فقط | !آهٍ..قد باتوا يُغلفون العِشق و الحُبَ هنا..نعم أصبحوا الان يضعونه في قوالِب مُعلّبه،و يتم توزيعهُ على من يرغب بهِ..على حسبِ التقسيم البربري لِ انواع الحُب!صارت كُلُ "آهٍ"حِكراً عليهم..و كُل قطرةِ دمعٍ أو رِسالةَ عِشقٍ،يعيدون تقليبها و تنقيبها على اهوائهم،و ينتجون، يخرجون، و يؤلفونها،ثم ينشروها على المتاجِرِ و توضع على الرفوف كلِ حسب ذوقِهِ!صار لِزاما ان تكون هكذا لِ تُحِبَ هكذا...و كذا لِ تعشق بِ كّذا..!لَن اشرح اكثر من ذلك عن قُبحِ تصنيفاتهمفَ كما تَعرفين، أنتِ..أنا لا اُؤمِنُ إلا بِ تصنيفي أنا،و طريقتي أنا !مـــارييا بَعيدةً عن عيوني..على طريقتي أعشقُكِ!و بِ كل انواعِ الحبِ المُستودِ، الوطني او المُهربِ!حُبي لكِ مسموحٌ و ممنوعفي كل الاوقاتِ..و جميعِ الساعاتما ظهر منها و ما استتر!أعشقكِ بِ طريقتي.. أنا، و بِ شرقيتي التي أصبحت غَـربـيـه!مــــــاريأيــــتا قريبةُ بعيده..لكِ و بعد حينٍ سَ اُهدي.. كُتيباً جديداً لِ اصولِ حُبي و عِشقي!فَ كُتيباتُ الحُبِ في اسواقنا الباليه لا تُعجِبُني....و الى ذلك الحينِحَبيبتي.. أقول لكِ..|أنا لِ منفايَ بَعد الانِ... لَن ادعوكِ|ملاحظه: تُسلم الرساله بِ اليد.. و شخصياً لِ الغاليهالعنوان: السماء الاولى او الثانيه.. بين نجوم اللافندر و الجِلنار!التاريخ:؟تَحياتي لِ الغاليه!2_(رِســــالـه إلــى غــــالـــــيـــه )يا غاليه..اهديكِ سلاميو بعض من مُحرماتِ كَلامي..فَ إقرأيها!و جائتني ثكلىو دموعها استنزفت من خمري الكثيرقضت الليل لِ وحدها تهديه قمراكي يرتحل لِ اراضي الصيفرحلت في سفينتها بِلا أشرعةٍ تبحث عن اسبابِ لهفتها و شكواهاهّجّتّ مِن أجلي أنا.. إلى اراضٍ منفيةٍ، عن سريرها بعيدةٍو باتت تَسقي من أمطار عيناها كَتفاً يابسانادتنيوشوشتنيهمست إليكتبتصرخت ليقامتو جرتهامت و هاجت..و ثارت حبيبتي أنا غاضبههُزِمت ... فَ قامت و رحَلت إلى حيثُ لا مكانما بيدها حيلةُفَ ما حيلةُ الثكلى؟إن خلا المكان بدوني.. فَ هو لامكان. . . .أحسستُ بِ نارِها... و إن ما كُنتُ بِ قُربهافَ بعثتُ لها التالي..ماري حبيبتيها أنا احرقُ سيجارة البائسين الأخيرةو من كأسي سَ أسقيها .. نبيذاً مُحلىً بِ الأملماري صغيرتيأعدي موقِداً لِ شتائِكِفَ البردُ في البُعدِ قارِسٌ و سيقسى بِلا شكٍ عليكِو على جدارِ اليأس بِ حُجرتِ قلبكِ علقي لوحة " العنوان مجهول "حبيبتيطرزي في ليالي البردِثوبَ الصيفِ من أملٍو انتظري ما بعدَ الشتاءفَ في مدينتي زمن الشتاءِ قصيرٌو الربيعُ المُمتدُ لِ ساعةِ ما بعد منتصفِ الحُب قادِمٌ لا محالهاستعدي يا أميرةً في أسرهالِ أميرٍ من اوراق على حصانهِ آتٍ.. أليكِو جهزي بَلقيساً لِ مملكةٍ حديثةِ العهدِفَ أميرٌ ظهر من ثورةِ الحزانى و الدموع... أميرٌ لا شَكَ يدوم !و سَ أدوم و تدوميندُمتِ بِ ودِ حبيبتيو إلى حينِ لُقياكِ..هذي اُحبُكِالعنوان: مفقود!3_(رِســــالـه إلــى غــــالـــــيـــه )يا غاليه..اهديكِ سلاميو بعض من مُحرماتِ كَلامي..فَ إقرأيها!"أنا لا أبكيك ِ أنت ِ، بَل اُشفق على حُلمي"يا غاليه..اهديكِ سلاميو بعض من مُحرماتِ كَلامي..فَ إقرأيها!ذَكرتك ِ اليوم..و سأكتب على ورق الزهر ِِحرفا إسمنا سراو قصة حلمي و لقائنا و كيف بدأنا و انتهيناو ساُحاور النسيم كل ليلة ٍفي سري شوقاو بدفء ِ أحضاني سأدثرك ِو أتنفسك ِ من الذكريات ِ حنيناأنا الان في اللامكان ِحبيبتيتحيط بي الجدران الفارغات ُ و عتمتي"عتمتي" التي من بعدك ِ أمست "زوجتي"و قررت اليوم و في اُذنها أن أهمس ُ لك ِ"إنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي هُـــ ـ ـ ـــنـــ ـ ـ ـ ـ ــــاك َ "اُجالس ُ وحدتيأذكرُك ِ و أرثي.. ساعتي و أمسيأرثي الماكان و حبنا .. و حلمناو اُناديك ِ تعالي..تعالي من عتم الليل ِ تعاليأسمعي همسي تعاليمُري عليَو إسعفي نبض فؤادي قبل مماتيتعاليفقد خَنقتني اليوم ذكرىأخذتني معك ِ فيها،الى رحلة الاحلام التي سوية ً قد رسمناهاو بها عبرنا على البحر َ على زورق ِ الانغامحتى وصلنا شطآن الشاعرية ِ و الانسامركبنا الموج و ما غرقناو انغام العشق تحملنا هنا و هناكأتذكرين؟أجيبينيلماذا لا تسمعين!على ماذا ابكيعلى الذكرى ام على عُمري ام عليك ِكيف امضي بلا انت ِ بلا حُبيبلا عمريعلى ماذا ابكيو كل ما حولي له ُ فيك ِ من النبض ِِ ذكرى تثير اشجانيكل الأصوات في رأسي اليك ِ تُناديضحكتي أنت ِلوعتي و جنونيبل أميرتي و ميلادييا ملاكي..أتَسمعين همساتي؟أنا حزين ٌ .. ولكن لا تحزني لاوجودك ِ بين ذراعاي ل ِ الابد ِكان حلمي منذ البدايهحُلمي الذي عشته على ظهر ذاك َ الزورق ِحُلم ٌ و عشته ُ حتى النهايهما اكتملو لكننا نعلم ان لكل حُلم في الحياة ِ نِهايههكذا انتهى حُلميكما بدأ .. عند مرفأ الزورق ِمبتورا ً محكموما ً عليه ِ ب ِ النهايه !"ف َ أنا لا أبكيك ِ أنت ِ، بَل اُشفق على حُلمي"المُخلِص..4_(رِســــالـه إلــى غــــالـــــيـــه )يا غاليه..اهديكِ سلاميو بعض من مُحرماتِ كَلامي..فَ إقرأيها!"في الألم ِ ذَكرتك ِأنتِ ألمي و كُل الوجعلم أرسل إليك زهورا ً منذ حينف قلبي اخبرني كم صرتي تملين تصفح الازهار، مللتي الحديث إليهامللتي شكواكِ لاوراقهاسكوتكِ.. هذا و صمتكِ كان أكبر من كل تكهناتي،تكهنات كنت أطردها سريعا ً من خيالي و اُمنّي نفسي أنك بسلام ٍو أن صمتكِ هذا ليس الا هدوءا ً تملك شاعر يناجي نجوم الليل ليخطف اجملها و يغزل لي بها عقداً يُزين في ليالي الفرح نحري!طال بي الانتظار للعِقد .. و لوعني انتظاري إليكو حديثك صار بعيدا ً .. و بعدتيحبيبتي أبعدتيأنت وجعي، و لا آلآم بيَّ إلاكِهل أجمع شتات أفكاري و أرسلها إليكِ زنبقاتِ اشتياق ٍ و حنين ؟تعبت من الحديث في صمتكِوحرمتُ عليَّ طيب الكلام في الغيابأ اُرسل لكِ حروفيلتلبسيها شال صوف ٍ يُدفء جسدكِ في الليالي البارداتأم أن حمّى القسوة و الهجير.. تجري في عروقك و تشعلها لهيباًينفث نارا بُعد ٍ لا تنطفىء ؟أ اُرسل قلبي إليكِ؟ ..قلبي مرفأكِإلقي إليه بأنياب الغربةِ التي قطّعت لياليكِ و مزقت لحم أحلامكِ و أحلاميأني أخاف صمتكلوحدي و صراخ الليل يناديني من كل إتجاهلوحدي على ساحل الصمتِو صدى ً لِصمتكِ من الجدرانِيُفجر منفايو يقول لي بكلمات ٍ أدماها التعب " أنا قد تعبت"تعبت.. تعبتو ما من يد ٍ في الكونِلِ اُلقي إليها برأسي النازفِ بالدمِبالأرق بالجنون و الهلوساتِ و الخوفِيد ٍ.. تحتضنهوتذيب بعطفها ما انسكب فيه من قهرمن ذعر ٍ و غربة ٍمن شتات في موانىء الحياةشتات ٍ دون أن يحتويني أيُ شط ٍ أو يكتب على جبيني "غريب"تعالييا وجعي أنتٍتعاليمتى ينجلي صمتكِمتى؟المُخلص دوما ًسامي عزّام(رِســــالـه إلــى غــــالـــــيـــه )يا غاليه..اهديكِ سلاميو بعض من مُحرماتِ كَلامي..فَ إقرأيها!من سنـوات و سنواتأتتني مساءا ً مع كأس ِ الألم ِحورية ٌ على شكل طيف ٍ ل ِ إمرأةثكلى.. تبكيني ب ِ عيونهاعيونها... عيونها ذات العيــون.. عيون ُ حَـبيبتيمن وقتها و أنا عنك ِ في كل عيون ِ النســاء أبحثقُلت ُ لك ِلا تذهبي لالا تتركيني لاأتذكريـن عندما كُنت ِ تضحكينحين َ كُنت ُ ألثمُ تلك الجراح .. جرحاً بعد جرح ِو أستطيب ُ ب ِ طعم ك َ طعم ِ آلامي قبيح،و أبكي على حياة ٍ ظالمة ما إكتفت ِ بي ضحية ؟بِ فظاظة ٍ جاوبتنيو ببراءة ِ زهرة ٍ تمايلت ِ راقصة ً بقربي ما بين صد ٍ و رد ٍتُلاطفين حرفا ً ب ِ حرفو تُعطيــن من أنفاسك ِ معـان ٍ ل ِ كلمات ٍ لم أعتد أن أكتبهايا حبيبتيأنا في موقف ٍ كهذاتعودت على الهروبلا ل ِ خوفي من حُـــب ٍ آت ٍبــل هربا ً من مُضاعفة ِ الجروحكم حاولت ُ أن اُفهمك ِ ب ِ التلميحو اقول ....سيدتيك َ عاشِق ٍ شرقي ٍ..أنا لست ُ اكتفي ب ِ الانوثة ِ صورةحبيبتيها نحن نعود على اعتابنا الاولى..و ل ِ اولى رسائلنا عن الحُب ِ في شرقنا الحزين..نحن في الشرق ِ وبالفطرة نُعلق الأنوثة على شماعاتِ الحب ونعلق الهجر على شماعاتِ الخيانةو نبرر الفُراق و الهجر على شمّاعات ِ الخيانة ِبل و نُعلق الخديعة و الخيان على شمعدان ِ الصمت !اولى حِججنا عند الهرب ِ هي صمت ُ المحبوبةو الحجة الاكثر اقناعا ً هي الخشية ُ من الوقوع ِ في الاثم و الذنب !و دائما الضربة القاضية لاي علاقة هي ان نتهرب من الاستمرارية بذريعة ِ الكذب !أذكر الان كم قُلت ِ لي ..يــا سيديليست كُل اُنثى ثَكلىنائِحّهو لا كُل معشوقة ً تُبادل ُ الوفاء ب ِ وفاءأنا غجرية الملامح .. مهووسة ُ الطباع ... في العشق مثلك شرقيةلمستني قصائد القبانيو من سعاد ٍ تعلمت ُ كيف أثور على واقعي الكئيبوعرفت دهاليز و أسرار مَدائِنــك َ من كتابات ِ غادةو قلت ِأنا إمرأة قطعت جسور قستنطينيةب ِكفي أحمل ما أورثته لي احلام من صور لعيوب ِ الرجال ...ف َ أنا لَست ُمن تملأ الأجواء صراخا ً في إنتظار ِ -معتصماه-ب ِ سحر ٍ راح يغويني كلامك ِو أخذت ِ ب ِ حركاتك ِ تحفرين لي فخا ً جميلاً ... لا بل قبرا ً به ِ أدفن جسدي الخامس و الثلاثينرُحت تحاكين اطياف الخيالات التي كم حاولت ان اهرب منهاو جعلت ِ كل طيفٍ يتلبسني..معا ً حبيبتيقد تراقصنا على أسطر ٍ وردية ٍ من ملفاتي القديمةالمُخبأة ُ في الادراجو به ِ كتبنامن قصص حُبي َ العابر جولات ٍ و جولاتها قد أغلقنا كل الادراج ورائحة عطرك ِ الكستنائيما تزال تبعث إلينا بطاقات دعوةلا بل هي إشارات ُ إغواءٍ ل ِ كي نعوديا برنسيسةهاقد حان الوداعس َ أترك ُ لك ِ قائمة ً طويلة ً من قوانينِ لقاءاتنا السريةأولهاأنني لن القاك ِ إلا في المساءات المُمتلئة القمر..و باقي القوانين تتكلم عن أننييجب أن اُعاملك ِ ك َ البناء الذي وضعتُ لك ِ حجرَ أساسهِ في ما أسلفتوأنه لا بدَّ لي من الحفاظعلى الصورة الوقحة التي رسَمْتُها لك ِعن مُثلائي من العاشقيين الشرقيين القُدامىو آخر القوانين ... أننيولابد لي في كل انتظار ٍ لموعدناأن أملأ كـــــأسي ب ِ نفس الخمرالذي جئتِني عليهولكن ها أنا من ذاك المساء ... أنتظر الكأس المملوء ... وأترقب ُ أن تسمحينلي ب ِرؤيتك ِ الثانية..وأن أرتشف َ الرشفة الأولى من هذا الكأس الجاف ِ الكافــــر ِ
سامي عزّام