الاثنين ٣ شباط (فبراير) ٢٠١٤
بقلم
حائطيات طالب المقعد الأخير 16
لا شيء جديداً، أتابع المصارعة الحرة، وأضع رأسي في التراب كالنعام،هكذا لا أشجع أحداً، لا أبطال من مدينتنا، كلهم يربحون بالغشوصلتني رسالتك الأخيرة بكيتُ كثيراً عندما عرفتُ أنهم وضعوا السم في البيوض التي كادت أن تفقسلم يقتلوا الأفعى التي امتدت وسط الحقول بالعصا المدببةتركوها ليتشاجروا بين بعضهملأول مرة تعجبني الصناعة الوطنية .. الصمغ الوطني كشف الأقنعة جيداً،لا شيء جديداًَ، أنفش صدري كالديك حين أتحدث عن بطولات التاريخواللكمات التي ضربت بها زميلي في مقعد الدراسةما فائدة صلاتي إن لم أعانق الأحباء وسط الحرب والدمار؟ما فائدة صلاتي إن لم أوزع الأزهار على المارة؟زهرة الجبل التي تعيش تجربة المدينة لم تعد تفوح منها العطور***كنتُ ساذجاً جداً قبل أن تمري بيلم تعد تحملني قدماي عندما سلبت من عينيك النظرة الأولى؟كان سوق الحريقة يضج بالمارة وقلبي ينبض كشاحنة المعوناتلم يكن معي سعر وردة، كتبتُ لك على يافطة السوق أني بردان وثيابي مبللة، لكن سأعطيك شمساً لم تجففني بعدلم تتعلقي بثيابي .. أمسكتِ بلحية العراةأنا لم أتغير أبداً ما زلت بقميصي الأزرق نفسه، ولم أبدل حذائي ولكن لمَ أصبحت قدمي ثقيلة؟مهرج السيرك في المكان الذي تختزن فيه ضحكات العالم قال لماذا لا نوزع ثروة الفرح بعدالة وتنقلب موازين السعادة؟سيأتي القمر هذا المساء والبرامج التعليمية التي كلما ابتلعتها رميتُ جرساً من جيوبيستعودبائع الشموس المدورة يبقى مصيدة الليلوالغرف التي لا تتحرك فيها الأبواب يجب أن تدخل الريح إليهالكن لمَ حين فتحت النوافذ سالَ الغبار في وجهي؟الغبار الذي يشبه رماد الموتى دون أن يتطهر في نهر الغانج كالغبار الذي التصق بلحية صاحب البيت حينما حاولت سرقة زهرة من بيته***أنا بخير كل أموري طيبة لا ينقصني سوى الخبز على المائدةلا أحب الصيد رميتُ صنارتي إلى السماء، بدا لي الضوء الخافت نجمة،كانت السماء كالقهوة، ولم يكن هناك حليبشرفتك عالية جداً كالزرافة لم تسمعي صوتيوأنا لا أملك فكّاً قوياً كالذئاب.انتظرتك هنا وغنيتُ لك برنين أصابعي.كل شيء حولي فرص، وأنا أحب الهجمة التي أنظمها بنفسيهكذا هي أمورنا تمشي، لدينا الكثير من الزيتون ولا معصرة في قريتناالمزيد من دعوات جيراننا لن تمطر زيتاً عليناوهكذا أنا بخير كل أموري طيبة، ولكني كالطفل الذي رحلت أمه لا تسعده كل دمى العالم***كأخر رشفة يقضي وقته معهاأهداها ولاعة فأهدته زوايا الغرفة المعتمةلم تعد تدفئ أذنيه ولا تخرج منها الأرانب البيضاءمثلما قطعة قماش يمسح غبار النوافذ وأوساخ المنزلكان قمراً أبيض نظيفاً، ولكن الأمطار هذه الأيام موحلة والأرصاد الجوية قفزاتها عالية استعداداً لكرة العالموهو لا يحب الكرة، يضع وسادة تحت قدمه ليصل إلى النافذة العاليةيحلم مع سيجارته الطويلة أن يتزوج امرأة طويلةتطبخ له العدس وتنجب له أطفالاً طويلي القامةطباعه حادة والأشياء الصغيرة حادة المخالبالرجل «كان» يختبئ في المغارة الإلكترونية كلما لاحقته وحوش الغابة