السبت ٢٢ آذار (مارس) ٢٠١٤
بقلم
حائطيات طالب المقعد الأخير 28
أحبكَ أيها الحزن اللطيفكموظف أرشيف ملّت الملفات من يديه ولم يملتقول أمي: لا رسائل منكولا نسمع صوتكَ إلا في الأعياد الهامشيةوأنا أكتب الرسائل حين يلهو العشب كطفل بريءالعشب الأنيق الذي أضاع دميته حين كبرتْ أقدام المدنبيدٍ مهشّمة وسط البرد العنيدبدون قفازاتٍيمر ساعي البريدأنا لا أعرف الكتابة على دفاتر الغرباءأحبكَ أيها الحزن اللطيفكمسمار صدئ في جدار عتيقأتسمّر في مرايا الغرفة القديمةأيها الفرح المتشردلا تفيد المطرقة في مسمار عشق الجدارأقطف الأزهار نضرةًتبقى المزهرية كما كانتلا تتعب الأزهارولا من غربة الحدائق تخافإن مرَّ بها فتى أنيقأحبكَ أيها الحزن اللطيفلا تحدثني عن العلوم والكيمياءجليد فوق الماء وتراب واهمٌ على التراب يذوبأنا جداً بسيطالغيوم عندي حقل من القطن الجميلالليل عندي حين يتدلى القمرفنجان قهوة مع الحليبأنا بسيط جداً لا أفقه ما بخار الماء ولا الظلاموعندما ترمقني حبيبتي بنظرةأستطيع أن أحدّث صديقي الطيب عنها طوال الليل وحتى النهارأحبكَ أيها الحزن اللطيفتنتظرني على مقعد الحديقة دون ملللا تنظر إلى ساعتكَ أبداًحتى لو تأخرت عنك ساعات وأنا أقطف الأزهاركي أنسى الطريق**قلم رصاص بيد طفل ناعسعندما ينبض قلبي هكذايومي يتعبتشتدّ في وجهي وحوش النهاركان الليل جميلاً !مرّت البارحةفكرت كما كل مرة أن أربي قطةتخلصني من فئران غرفتي وتقضم الستاربعيداً سرقني شجر الغابالتين المجفف على سطح الدارتحتها سترة جدتي وكل النهارزرقاء اللون يدور حولها الأطفالتدور ولا تدارالوجوه التي تمر أمامي على جدول الماءِلم أرمها بحجر أنا لا أعبث بالأحجارلها سرب من البجع ورحيل الحمامولي حجر أرميه إلى عندليب النهار!عندما ينبض قلبي هكذاتستحضرني فئران حقلنا التي مرّت من القريةوماتت في مجاري المدينة في وضح النهارعندما ينبض قلبي هكذا!أرسم وجه أمي تحت ظل شجرة بائسةفي ملل ظهيرة القرىتذر القمح في الصباحتبلل وجع الصوف بدمعهاعند موقد المساء لعلها تدثر الصغارعندما ينبض قلبي هكذاأتدلى كفقمة بين الصخورلتنعم برائحة الشمس بعيداً عن بلل البحار!