الخميس ٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٤
بقلم
حائطيات طالب المقعد الأخير 30
أميقلتُ لكِ سأجمع حطبَ الغابة وأعودلم يقل أبي إن لم يكن فأسكَ قوياًارجعْ قبل أن يحل الغروبالغابة يا أميفيها الكثير من الثمار الجافة وآلاف الديدانفيها الأرانب البيضاء الميتة وقطعان الذئابوالذئاب ..............!كانت كلاب قريتنا فخمة تفهم لغة الحجارةوإن أخطأ شخص الطريق تكون الدليلأربعة أعوام مضتوجراح اللوز لا يزيدها إلا الملحفي الغابة لا يخاف علي أحد من السياراتحين أتجاوز الطريقوفي الصباح لا أشرب الحليبمثل عروس تستحم بحجر الخفانيهطل الليل في الغابةوأنا أنام على وسائد الريش مع ذلك لا تطير أحلاميفي الغابةكراسٍ مدماة بالمساميرمن أينَ جاءت كل تلك السفنحتى ملَّ الليل من أحلامنا سريعاً؟ ..أبيأنا لا أعودُ بدون حطبأنا لا أعودلا أعودلذا أرسلُ لكم كل مرة عظمة متفحمة من جسدي**عندما تصنعُ أمي القهوةَ لا يبقى من الهمِّ همتبعث الدفء في البيت كطقم أبي المعلّق على دولاب الملابسكرجل يطفئ أضواء المدينةمتلهفاًيمضي إلى البيت ويحلم بوجبة الحساءأمّي وقهوتها التي تشفي جروح الغيممهما طالت ذقن المطرأمّيإن شاء الحزن لا أشي بأسرارهوإن أشاء أقفزُ على أسوارهلكن عندما لا أجد جداراً أعلق عليه صورة جدّيتحترق كل العكاكيز مبكراًأصبحُ غصباً عني جريدة قديمةتلك التي يأكل عليها الحزانىوحيدون نحن جداً وحيدونهنا في فرجة هذا العالمكلص خائب أمام خزائن خاوية**التقيتُ بهانحن موظفي الصباح المملينقالت ليلم أعد أقف على الشرفة وانتظر ابن الجيرانلا شيء في هذا الربيع يدثرني كاللحاف الذي كانت تحوكه جدتيلا شيء يسندني كالوسادة المرتفعة وسط مجلس دارنا القديمحدّثتها عن الذئاب الجائعةوهي تبحث عن فريسة ترعى الحشائش في غير أرضهاحدّثتني عن جوربي الممزقمرَّ بنا طفل يقتل الأحصنة بدراجته الصغيرةأحصى كل القصور التي أماميأعطيته دفتر حسابأهداني بعض الغبارأنا في الربيع لا أذكر شيئاً مهماًذقني لا تطول لكني أذهب إلى الحلاق كثيراًأحمل بيوت المدينة في جيب بدلتي الرسميةيفوح منها رائحة اللحم المغليأنا في هذا الربيع شاحنة مليئة بالبلوطأذكر جيداً تلك الفلاحة التي كانت ترضع طفلها خلف الشجرةوتصنع باروكة للأرض الصلعاءأنا لست شريراً كي أقول لها الشمس أيضاً شريرةوالخشب المهترئ لا يدفئ إلا المسافرينلم يعد لصوتي نوافذ مفتوحةالشرفات التي لا تفتح أبوابها في الشتاء تنغمس في الطين***لم يبق في المدينة عشاقشجر العيد عطشانمن أين نسقي كل هذا الجفاف؟أنهار الحب موصدة بألف سدٍ وباب !