الخميس ٢٤ نيسان (أبريل) ٢٠١٤
بقلم
الحبيب اللّغة
الحبيب غابة أرز وافرة الظّلالْغشى على رحابة الكون ضياء رسمه، فتألّقت التّلالْ...من عدَنَ، حيث " كن... فكان" تدفّق حبّاًفأثمرت الأرض وتناثرت الغلالْ،بين دجلة والفرات أقام، وغمر الجنان بنداوة البلالْ...هناك... في أفياء شجرة الحياة، استغرق الحبيب في تأمّل عميقْيناجي حبّي، يواعد ظلّيَ النّديمْ...يختلي بصمته الأنيس، جليس الوعد الآتي، يسامر نداي العهيدْ...الحبيب يمٌّ من بكائر الورد السّماويّةانهمرت على روحي بكيرة بكيرةفاستحالت حياتي روضاً ينشد ألحان الزّنابق صباحاًويرنّم شدو الرّياحين مساءً...حبيب ليس كالأحبّة،يمّ لا يصطدم بشواطئ ترسو عليها سفن تأتي وترحلْ...لا ولا يحنّ لغروب يلثم زرقته المورقة...غمر يطوف في الأرض كلّها، برائحة السّماء ينتشي،أسارير الملائكة قوته، ونعيم الأبرار والصّدّيقين نعيمهْ...الحبيب لغة...لغتي الصّامتة...تعابير تعلو فوق صغائر المعنى،تسمو على سذاجة الحرف الّذي ينتحب لحظة يباغته الصّمتْ...الحبيب بهجة...بهجتي الرّاسخة في أبدٍ يعانق البدءَ،غبطة ترنو إلى ثمار شجرة الحياة حيث الحبيب هناكْ...في أفيائها، يستغرق في تأمّل عميقْيناجي حبّي، يواعد ظلّيَ النّديمْ...يختلي بصمته الأنيس، جليس الوعد الآتي، يسامر نداي العهيدْ...الحبيب لغتي وتعابيري،عين قلبي الساهرة أبداً، لتلقى مَن منذ البدء تكلّم فأغنى اللّغة...الحبيب شذرات قصائدٍ، أصوغها من عطره الشجيّنفحات حروف بيضاء، أتلوها على مسامع المحبّينْ...أتأمل نجواها في سرّي وأحفظها في قلبي...يوماً سيمسك يدي برفق حبّهوإلى العلا يخطفني، ونغدو الأبدْ...