الجمعة ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٤
بقلم
حائطيات طالب المقعد الأخير 36
لا شيء في هذه الحارة معروفلا مطاعمها ولا حتى بقالاتهافقط الحفر فيها مشهورةتتساقط النساء بأحذيتهن ذات الكعاب العاليةوحدهم الأقزام محظوظون هناحيث لا شيء يشي بأشياء سارةلا جارة مملة في الحارة تتحدث معهاعن التفاحة عندما أصبحت أول جواز سفرولا صديق غبي تحدّثه عن أمينات أبيك الكبيرةوتعيد عليه مراراً أمنيتك الوحيدةلا بائع خضار ثرثار تغتاب معهعن المرأة التي تخاف من زوجها العصبي في السوق فترتطم بالمارةهنا الأولاد مملون جداً ليسوا أشقياءلا غرفة دافئة في الحارةتشاهد في زواياها عروض سيرك العناكبوتلتف ببطانية تدفن فيها الشتاءاتكي ينمو شجر الكلاملا حبيبة في هذه الحارةتنتظرها كالمناسبات الوطنيةتقضي معها يوم عطلةثم تكتب عنها قصيدة رخيصة مرتجلة****حزني مختلفأول ما أفعله كل صباح، أفتح النافذةلا كي أضع الماء على الشرفةلترتوي عصافير النهارحزني مختلفكل يوم جمعة أقف على الشرفةأحصي عدد السيارات المركونةكما كنت أحسبُ النجومولا أنام إلا وأخي يحذرني كأي إعلان إرشاديمن الثآليل على الوجهأين يتسكع كل هذا الغبار؟حزني مختلف كأي راعٍ حينما يحزنوحينما يفرح يصعد الجبل ويغني مع واد حزينحزني مختلف كأي فلاح يغني لخطوط أرض الحقولربما تخف آثار الطين عن بياض بلاط القصورحزني مختلف كأي وردة بدلاً من أن تجرح يد القاطفتملأ الجو عبيراًحزني مختلف في هذا القصر الموحش المختلفأريد أن أمشي كما كنت أمشيدون أن التفتَ لكل أشباح الصباح