الجمعة ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٤
بقلم نوزاد جعدان جعدان

كأس العالم

في كأس العالم 1990
كنتُ صغيراً وكانتْ قريتنا أكبر
كان العالم
كل هذا العالم الكبير
تختصرهُ بيادر حقلنا الأخضر
لم يكن رودي فولر
إلا من سرق حلم الأرجنتين وحلمي
لماذا يكثر اللصوصُ كلما نكبر !
في كأس العالم 1990
كانت جدّتي تبلع الطعام ولا تمضغ
لا يهمها مَن الذي يخسر
تجلس وحيدة أمام عتبة البيت
تحفر القرع ومِن كأس العالم تسخر !
كان الحزن في قلبها خريفاً أصفر !
في كأس العالم 1990
كنتُ صغيراً وكان الكبارُ أكبر !
كانت فتيات قريتنا يخرجن في الليل
إلى كرم الزيتون
ودائماً
دائماً
كان الخوف خنزيراً
يتمرغ على طيننا الأحمر !
وكانت كلاب القرية عند أول عظمة
تدلُّ الذئاب إلى قطيعنا الأشقر!
في كأس العالم 1990
عند الغروب
كانتْ سميرة تغسل رواق الدارِ
وكان الطين على جسدها الأبيضِ أحمر !
كانت حلوةً
حلوة
شقراء كحقل ذرةٍ ينتظر سرب جرادٍ أصفر !
في كأس العالم 1990
كان في قريتنا تلفاز وحيد
أبيض وأسود
وكانت كل الألوان على سطح جارنا تزهر
لم يكن هناك خبز سياحي ولا بسكويت
كان الخبز يَأكلُ من حنطة الشمس أسمر!
كنا كلّنا أولاد القرية وأولاد البقّال وساما
وكلنا بعين الآخر أشقر !
في كأس العالم 2014
لم يعد القمر سميناً ولكن الرواء أبتر !
لا أحد يسرق أحلامي
ولكن كل العالم
العالم الصغير كبعوضة
يلعق من دماء الفقراء كي يكبر !


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى