الثلاثاء ٨ تموز (يوليو) ٢٠١٤
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

وقائع رمضانية

ليس شهرا عاديا يتوالى فيه الليل والنهار ولكنه معنى يتصل بحركة الأرض والكون وما في الوجدان من فكر وعقيدة إنه محاولة لتجسيد الزمن المجرد وإكسابه معنى من خلال الطقوس والشعائر بحيث يتحول هذا الشهر عبر التاريخ إلى علامات فارقة،وقد فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة النبوية ومن يستعرض أحداث التاريخ الإسلامي يجد أن هذا الشهر كان موعدا ووعدا للمسلمين،لم يكن موهوبا للجوع والتكاسل ولكنه شهر الجهاد والفتوحات والعمل التاريخي العظيم بل إن الكتب السماوية قد تنزلت على أنبياء الله عليهم السلام في شهر رمضان فقد جاء في تفسير القرآن العظيم لابن كثير أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:(أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان)،وننتقل إلى العصر الحديث وشهر رمضان 1393 هـ الموافق شهر أكتوبر 1973 م حيث حققت القوات المسلحة المصرية أول انتصار على القوات الإسرائيلية في الصراع العربي الإسرائيلي فقبيل معارك أكتوبر بقليل وفي الأيام لشهر رمضان طلب الرئيس محمد أنور السادات من الإمام الأكبر عبد الحليم محمود شيخ الأزهر أن يصلى لله تعالى صلاة استخارة فطلب الدكتور عبد الحليم محمود مهلة،وبعد يومين قال للرئيس السادات:(ابدأ المعركة على بركة الله لأنني رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم يعبر بجيش فوق الماء) وفى 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هجريا عبر البطل محمد العباسي مع رفاقه الأبطال قناة السويس وشاهد الطائرات المصرية أثناء عودتها من تنفيذ الضربة الجوية الأولى بنجاح وشاهد (الله اكبر) مكتوبة بخطوط السحب في السماء فكانت صيحة العبور،ونذكر أن البطل محمد العباسي أول من قام برفع العلم المصري على أول نقطة تم تحريرها يوم العبور وهى القنطرة شرق،وفى صباح يوم الاثنين 8 أكتوبر 1973 الموافق 12 رمضان 1393هـ شاهد البطل السيد داود بعض الشهداء فذهب إلى مكانهم وأخذ أسلحتهم وطعامهم وواصل تنقلاته بين القوات الإسرائيلية فإذا بكمين إسرائيلي آخر فعاجله البطل بالقنابل اليدوية ودمره تماما ثم فر لمكان آخر وفى الطريق تقابل مع البطلين عادل محمد على وعبد الرؤف وقصدوا معا النقطة الشمالية وفجأة وجدوا كميناً إسرائيلياً فتعاملوا معه دونما أية اهتمامات بنداءات الكمين بالاستسلام وفر البطل عادل إلى مكان آخر،أصيب البطل عبد الرؤف بدانة إسرائيلية في مكان حساس فحمله البطل السيد داود لأحد الجبال وكاد العطش أن يقضى عليهما وهنا كانت المعجزة الإلهية فقد خرج الماء من بين إحدى الصخور فشرب البطل السيد داود ورفيقه وتم غسل وتنظيف جرح البطل عبد الرؤف بالماء،وفي المساء انقطع الماء وعاد المكان لسيرته الأولى وواصل البطل السيد داود كفاحه وجهاده وفى طريقه تجاه أبو رديس تقابل مع الأبطال مجدي شحاتة ومحمد عبد الرحمن وعبد الحميد وصاروا معا وأثناء سيرهم وجدوا بدوياً من أهالي سيناء يقوم بتفقد الشهداء وجمع بياناتهم ثم دفنهم حفاظاً عليهم،وأخبرهم البدوي أن المكان الذي ظهر فيه الماء معروف بالجفاف وأن ما حدث يعد معجزة إلهية كما أخبرهم أيضا بأن القوات الإسرائيلية تبحث عنهم وبعد قليل أنصرف البدوي ثم عاد بملابس بدوية للأبطال وأخذهم إلى مكان بعيد عن القوات الإسرائيلية.
هذه بعض النفحات والوقائع التي حدثت في شهر رمضان المبارك ومن ثم علينا استثمار هذا الشهر في أعمال البر والخير.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى