الأحد ٢٠ تموز (يوليو) ٢٠١٤
بقلم عادل عامر

قطر ورجالها في مصر

ردت الحكومة المصرية أموال قطر لكنها لا تريد أن تحل عنا أو تتركنا في حالنا.. ما زال رجالها يلعبون بأمن مصر عبر استثماراتهم في الإعلام ومن بينهم الشيخ محمد بن سحيم رجل الأعمال القطري.. هذا الرجل جاء إلي مصر أثناء حكومة عصام شرف ساعده وقتها صديقه رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمه.. ذهب بن سحيم والتقي بشرف وعرض عليه مشروعا لإنقاذ الحديد وتفعيل موضوع إنشاء الصندوق الاستثماري للمصانع المتعثرة غير الحكومية وقال لرئيس الحكومة أنه شكل صندوق استثماري برأس مال قطري خالص قدره 200 مليون دولار.. هلل الإعلاميون المقربون من بن سحيم وأبو هشيمه للمشروع الذي لم يكن ليخدم سوي استثماراتهم الخاصة فقط .. هذا الشيخ –بن سحيم- لم يضع عينه علي المصانع ولا الشركات وإنما كان الإعلام هدفا مهما برعاية المخابرات القطرية.. هذا الرجل أخذ يقرأ الأحوال ويفتش في تاريخ القنوات الفضائية ليحدد أيها يضع يده عليها وقد وجد ضالته في قناة المحور التي يستثمر فيها هو ورجل أعمال مصري من المقربين له.. يسعي الرجل من الآن لاستقطاب نجوم الإعلام المصري ويضمهم إلي هذه القناة مغريا إياهم بعروض خيالية.. لنا أن نتخيل من الآن السياسية التحررية لهذه القناة.. فالأموال قطرية ولابد أن تأتي بثمارها وإلا فلماذا يضخونها وبهذا الشكل؟! فان ’الدعم المالي الضخم الذي تقدمه قطر لمصر (مساعدة بخمسة مليارات دولار ووعود باستثمارات بقيمة 18 مليار دولار على مدى خمس سنوات) يدفع الى الخشية من هيمنة الدولة الصغيرة على رسم السياسات الداخلية والخارجية لمصر’. فقطر استفادت من علاقاتها مع التيارات الإسلامية لاسيما مع الإخوان المسلمين، فبعد إن شجعت إسلاميين وأوت على أرضها قياديين من هذا التيار حين كانوا معارضين في بلدانهم، باتت اليوم حليفة الأنظمة الجديدة في تونس ومصر. وفي ليبيا، كانت قطر في الخطوط الأمامية ضد نظام معمر القذافي، وشاركت في العمليات الجوية تحت إشراف الحلف الأطلسي، كما نشرت رجالها على الأراضي الليبية دعما للثوار. وبعد النجاح في إسقاط نظام القذافي، دعت قطر الى تسليح المعارضة السورية على الأرض وقامت بتمويل المعارضة. ومستندة الى النفوذ الكبير لقناة الجزيرة، اكتشفت قطر بحسب سالم انه ’بإمكانها إن تكون لاعبا محوريا في منطقة تتغير بدلا من إن تكون حامية لنظام إقليمي قديم ينازع’.

من جهتها، رأت الباحثة في معهد بروكينغز بالدوحة أمال بوبكر إن ’الدور الدبلوماسي الكبير لقطر في المنطقة يقوم حتى الآن بخدمة المصالح الاقتصادية والسياسية لقطر نفسها’. وخلصت الى القول بان ’المسالة اليوم هي إن نرى ما إذا كانت قطر قادرة على تخطي أجندتها الإقليمية الخاصة والحصرية وتقديم آليات غير أحادية لحل أزمات المنطقة العربية’، خصوصا في ظل الفشل المتكرر للجامعة العربية. كشفت وثائق خطيرة سربها موقع "ويكيليكس" أن لقاءً سرياً جمع بين الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري ومسئول إسرائيلي نافذ فى السلطة، وكشف فيه الشيخ جاسم للمسئول الإسرائيلي أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف، وأن "قناة الجزيرة" ستلعب الدور المحوري لتنفيذ هذه الخطة، عن طريق اللعب بمشاعر المصريين لإحداث هذه الفوضى. وأشارت الوثيقة إلى أن الشيخ حمد بن جاسم وصف مصر بـ"الطبيب الذي لديه مريض واحد" ويجب أن يستمر مرضه، وأكد "جاسم" - الذي استخدمت حكومته قناة الجزيرة التي تملكها قطر - أن المريض الذي لدى مصر هو القضية الفلسطينية فى إشارة منه إلى أن مصر تريد إطالة أمد القضية الفلسطينية دون حل، حتى لا تصبح مصر بلا قضية تضعها فى منصب القائد للمنطقة العربية.

كان "ويكيليكس" قد أشار إلى أن لديه 7 وثائق عن قطر، نشر منها 5 وثائق، وحجب وثيقتين بعد تفاوض قطر مع إدارة الموقع الذي طلب مبالغ ضخمة حتى لا يتم النشر لما تحويه من معلومات خطيرة عن لقاءات مع مسئولين إسرائيليين وأمريكان وأن هذه اللقاءات كلها للتحريض ضد مصر.

وعلى الرغم من أن الموقع التزم بسريه الوثيقتين بعد أن حصل على الثمن من القطريين، إلا أنه تم تسريبها إلى عدد من وسائل الإعلام، أهمها جريدة الجارديان والتي نشرت نصهما على موقعها وشملت ضمن محتواها تحليل السفارة الأمريكية لموقع قناة الجزيرة على خريطة التحرك السياسي لقطر، ودورها فى رسم ملامح سياسة قطر الخارجية.

تتحدث الوثيقة التي حملت رقم 432 بتاريخ الأول من يوليو 2009 عن اللقاء الذي استغرق 50 دقيقة بين الشيخ حمد بن جاسم وقناة الجزيرة والذي أسهب فيه بن جاسم عن السياسة الخارجية القطرية، فى عدد من الموضوعات بما فيها المصالحة الفلسطينية وعملية السلام ولم يدخر جهداً فى شن هجوم شرس على مصر وسياساتها بشكل مباشر وغير مباشر فى لحظات أخرى، وقد قام السفير الأمريكي بتحليل اللقاء، وأشار فى مجمل تحليله إلى كون الجزيرة أداة فى يد القطريين يستخدمونها كيفما يشاءون لخدمة مصالحهم على حساب أطراف أخرى. أما الوثيقة الثانية وحملت رقم 677 بتاريخ 19 نوفمبر 2009 فقد تعلقت بتقييم شامل تعده الأقسام المختلفة بالسفارة كل فى اختصاصه حول قطر، وتطرق التقييم إلى دور قناة الجزيرة فى منظومة السياسة القطرية وتحليل توجهات الشبكة منذ تولى الرئيس أوباما لمقاليد السلطة فى واشنطن. وأشارت الوثيقة إلى أن تغطية الجزيرة أصبحت أكثر إيجابية تجاه الولايات المتحدة ـ فى الوقت نفسه يؤكد التقييم بقاء الجزيرة كأداة للسياسة الخارجية القطرية.

وأكدت الوثيقتين أن وزير الخارجية القطري الشيخ جاسم وعدد من المسئولين الإسرائيليين والأمريكان أنه بمجرد خروج المصريين إلى الشارع فإنه سيكلف قناة الجزيرة ببث كل ما يزكى إشعال الفتنه فى الشارع ليس فقط بين المصريين والنظام ولكن بين المصريين بعضهم البعض.

وأشارت الوثيقتان إلى أن النظام القطري يستخدم دائماً قناة الجزيرة فى تصفيه حساباته مع خصومه وأنه نجح أكثر من مرة فى إشعال الفتن فى عدد كبير من العواصم العربية عندما توترت العلاقات مع الدوحة وأن الجزيرة هي أحد أهم القنوات الإخبارية فى المنطقة ونجحت فى جذب المشاهد العربي منذ تأسيسها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى