الاثنين ١٨ آب (أغسطس) ٢٠١٤
بقلم
مناديل الوداع
هذا الوطنرحيل موغل في الرمادفي البدء كان اليمّكان الملح والماءوعندما نفخ الرسلمواسم الرملزرع الرجال الحياةومازالوا في سفرامتشقتني فضة الملحأغفو على كتف المسافةتعبرني نوافذ الحيهذه الأشلاء أزقة للخرابهكذا بدأت الحكايةزعتر حاف على وجه الماءوالنهاية أقدام غائرة في الطّينحين تكوّن لوح القهرهذه الشطآن يقظىوالمراكب توابيتوبكاء كثيرلايتسع الزورق لضفة الوقتوالنهر خيوط ترتعشيعبر الصيادون فرادىبأعناق من مطرالآن أصبح اللحد منصهرمكتمل اللوعةتتقلّب الرؤيا العتيقةفوق جهات المتاهةقالوا لهمهذا سرّكم معلق من جمجمتهفدخلواتصفحوا الصدى المنكسركان الصباحأضيق من تعب الضوءصوت المدينة يغريني للكتابةأحمل بساطي وأمضيوقبل أن تغرق عينايفي تعاليم الكتابغفوت هناكبين السهل وريش القمروجه المدينة مصلوبعلى لوح القيامةربما في وجه النارأنشق رغيفاً وكفاًربما صُبح وبحرربما أريد وطن كما أشتهيربما أهجر جلديوأصير زهراًربما طير وأكثرليس سوايأشرّع حزني لزهرة الأسىليس سوايوهذا الخراب والطين يئنّتلتحفني الفاجعةويسيل صدى الحزندمع وغبار قدرالحكايات العتيقةأضحت بكاءالبيوت مسامير في الصدورالشرفات محطات مازالت تنتظرالأحبة مدافن تزاحم ظلمة الخرابودفاتر الصغار طمرتهاأوراق الشجرها أناتسكنني الوجوه الغائبةتتكسّر في جوف صراخيهذه بقيتنا منتصبةكنّا بلا رمالوالنوافذ محطات أوحشتوالأكف الهزيلةمناديل الوداعواللحد أخضروحديتعبرني البلاد المقتولةأطوف على قبائل النارفيشهقني رحيل المساءيأخذني عارياً إلّا منكالخطى دروب عاقرةفأين المفر ؟