الاثنين ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٤
بقلم عـادل عطية

الذنب والحب!

من نافذة مشرعة، هبّت على بيتنا أعاصير غاضبة على الود والتواصل!

تخطيء زوجتي.

يقتحمني صوت طاغٍ، كثيرون منا يعرفون مصدره، ويحذرني من ذلك الذي يهدد كرامتي، ويحثني بخبث دفين، أن أمارس سلطتي، ويقول:

"هذه هي ثمرة تقاعسك، في يوم عرسك، عن ذبح القطة. أنتفض الآن، واذبح لها أكثر من قطة"!

أسخر من هذا الصوت الذي لا يكف عن تكرار ذاته، وأقول:

"لقد أنقضى أوان ذبح القطط، ثم من ذا الذي يستطيع أن يقنع أمرأة بأنه قادر أن يذبح قطة، أي قطة، يقال عنها انها بسبعة أرواح؟!..".

يسخر الصوت من سخريّتي، ويواصل تحريضه السمج، قائلاً:

"لا بد من عقابها على ما اقترفته من ذنب، ولو عن غير قصد"!

يبدو أن هذا الصوت القادم من عصر: "سي السيد"، لا يعرف زوجتي، وكم هي قوية!

قوتها، ليست في دموعها كسائر النساء!

ولا في ضعفي كسائر الجبناء!

قوتها، في أن والديها، كانا يحبانها محبة خاصة!

وكانا يحباني، أنا أيضاً، محبة خاصة!

فكيف أجرح حبهما لها، ولي؟!..

وقوتها، في انها أم أولادي.. هي أم، ومن ذا الذي يجرؤ على التطاول على الأم.. أي أم؟!..

تنظر زوجتي إلى معاناتي.

تبارك قوتي.

وتعتذر!...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى