الثلاثاء ٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٤
بقلم نوزاد جعدان جعدان

الطين الطائش

ثمّةَ طفلٌ يبكي ثمّ يضحك لشيء بسيط
يقلبُ كل الدموع جمال
لماذا حزننا طويل أيّها الطين الطائش !
لا تترك المطر الدرويش عند عتبة الباب
كأي عابر سبيل دقَّ جرس البيت
و أخطأ العنوان في ليلة الشتاء
ثمّة طفل أنا مثله
يبكي ثم يضحك لشيء بسيط
حين أمرُّ قرب بناء جميل أو سائحة جميلة
أوقف أحد المارة وأقول له : صوّرني
خذ اللقطة من زاوية منخفضة
كي أبدو عملاقا
كي تبدو متاحف مدينتنا أكبر !
ثمّة طفل يذكرني بالأشياء البسيطة
يومَ كانت تقول لي جدّتي وهي تقضم الفستق :
حبّات الحمص لا تحفرها إلا الأسنان القوية
و لا أحد يمر من حقول الألغام تلك الآن
حتى ذوي الأسنان القوية !
ذلك الحقل الذي حبا في رحابه كل أطفال القرية
المشاغبون والمؤدبون
وتركوها فارغة كي تمر سجادة الملك الحمراء
كي يعلن حظر التجول
والفراشات لعبتها لعينة
إذ يمر الغبار على جناحيها تلعب مع طفلة
ثمة طفلة تقطع حظر التجول
وثمة بائع جوارب شتوية
يمزق الحذاء المطاطي قدميه
كم رقص في النهار
ولم تشتعل به الحياة !
أبداً
لمْ يفقد الحزن لياقته!
لماذا نحتاج كل هذا الموت
كي تخرج كلماتنا أرقَّ من بتلات ورود القبور !
ثمّة طفل يشير إلى جدران الغرفة
لا مكان كي نضع صورة جديدة
لا سبّاحين غرقوا في القنال
ولكن الحديث
كل الحديث
عن الطوفان الذي يجتاح المدينة
لماذا لا تموت كل الظلال في قزحيتنا
كي تصبح الغمامات مظلاتٍ للحمام
كي أشرب كأساً كبيراً
وأثور كبحر كبير
يرضع من ثدي غمامة كبيرة
كي أوزع الأسماك
على كل الصيادين الخائبين عند المساء
ثمّة طفل لم تعد تسعده مدن الدمى
ولا بائعو البالونات
ثمة طفل ثقب الأشرار بالونه !


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى