الأحد ٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
بقلم محمد محمد علي جنيدي

ذهب الذهب

عندما يلقون بك من قارب في بحر هائج كنت يوما تتخذه طوقا للنجاة من دوامة ليس لها قرار، سيتحول الحلم إلى كابوس يمطر عليك بأحجار من القهر ويوجه إليك قذائف من الفقر والإذلال، ستشعر حينها أن حفنة التراب كانت يوما ذهبا بين يديك وقد أحالوها إلى سموم من نار ونقم.

إذا كنت يوما تمتلك قدرا من التحرك آمنا، وتسير في درب من دروب حرية التعبير دون الخوف من أن يلاحقك أحد ثم يسلب منك كرها، ويستبدلونه بسيل منهر من القمع والتخويف والإستعلاء، فقد ذهب الذهب.

ما أصعبها الحياة عندما تفتقد فيها إلى الأمن والحرية ويقيدك الفقر ويسوقك إلى سجن من الحيرة والألم، وما أهونها تلك الحياة التي تحيلك من نور الأمل إلى ظلمة العجز واليأس والهوان.

لا تلم الفقير إذا بكى ولا الحر إذا اشتكى، ولا التقي إذا اكتوى، والذي أدركه عن يقين أن المصاب شديد، ولكن الله ليس بظلام للعبيد، هي نعمة قد بطرناها، وآثام اقترفناها، وفتنة قد بذرناها ولا تنتظر منا حصادها، فلا يقولن أحد قد كنت أرفض أو قد كان مني!، فالفتنة كالزلزال لا ينتقى فاسدا ولا يستثني صالحا، ألا في الفتنة جميعهم سقطوا.

ألم يقل الحق سبحانه ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) صدق الله العظيم.

وإني لأنصح نفسي ومن أراد اتقاء الفتنة، وارتجى الله منها النجاة أن يدعو بدعاء سيدنا يونس عليه وعلى رسولنا الكريم الصلاة والسلام: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى