الخميس ١٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤

الرائحة..عطرة..لكنها غير مميزة..؟

إدريس الهلالي

من يقرا للقاص ماهين شيخاني كتابه "الرائحة " يحتاج إلى شراء "علبة محارم " خشية الزكام الآتي ولو في الصيف .
كذاك الموسيقي المبدع الذي عزف مقطوعة " المطر " ولشدة تأثر الجمهور بإبداعاته الموسيقية في المقطوعة فتح الجمهور مظلات المطر خشية الانهمار.

وقصص ماهين تمتاز بعفوية الخاطر تتسامق مع الإبداع الفني وإن كان هذا التسامق قصيرا لاتصل لدرجة البلوغ المطلق
فحين نقرأ القصة الأولى "الرائحة" نبحث عن مغزى حقيقي لهذه الرائحة وسيان إن كانت عطرة أم عفنة تزم الأنوف ويتحول القارئ مضطراً الى خبير بوليسي لكشف هذه الرائحة أو مصدرها..ناهيك عن (إسقاطاتها)..وكذلك لا نبرر ل ماهين تلاعبه في النص لسوق القارئ للنهاية دون ترك بصمات للمعرفة وإن أشار إليها ببضع جمل " عن فقر الإنسان ورائحته العفنة أمام أنوف الأغنياء "..

وقصة " كاجين " فنرى إن الحبكة والسرد ترادفا معاً وتناصفا القصة بدقة لولا إفساد المباشرة فيها والخطابية المتزلفة وسق الغرض باتجاه " العنصرية "المفرطة..وكلنا لا يغيب على حب وعشق الإنسان لقوميته مهما كان لونها أو نوعها أو شكلها ولكن " التعصب "لها على حساب الإشهار والجهر لطمس الآخرين فهذا مما يعيب على الإنسان العادي فكيف إن كان هذا الإنسان " كاتباً "مهذباً مؤدباً أوقع كلمته في شرك الوجع العنصري لأن الشعب في العراق ليس كله "سفاحاً " كما كان يتوهم الآخرون في وحشية "صدام".

وسيراً مع قصص ماهين شيخاني نتلمس إبداعاته الفكرية وتلازمه مع الطبقة البروليتارية المسحوقة وخاصة في قصة "المتبرع " وقد تجلت روح الكاتب في الجود الإنساني والإسعاف الأخوي والإغاثة الإنسانية ...

ونقده لبعض الكتاب الذين تتطفلوا على ذمة الأدب سواء بالشعر أو القصة أو النقد " قصة خوشو " فمن حق الكاتب أن يدافع عن سمات الأدب ويصد الأقلام (المنشارية) التي تنشر أبواب ونوافذ الأدب لتحطيمها وحرقها في مدافئ (الأنانية)..

إن كتاب الرائحة والقصص التي تضمنها الكتاب تكشف لنا حقيقة ذواتنا وتقودنا إلى دهاليز الانكفاء الذاتي لعيوبنا والتي تفوح منها الرائحة ..وجميل ما سطره في القصة الجميلة "اجتماع الحمير" وكانت نقداً رائعاً وان اقترب من أسلوب "كليلة ودمنة" .بقي أن نعترف بان مثل هذا القاص وما يحمله من أريج أدبي خليق أن نقرأ له وان كان ما كل الذي كتبه أو سيكتبه مبدعاً.. ويكفيه أن قلمه ابيض وليس رمادياً ولا دخيلاً على ساحة الأدب .

إدريس الهلالي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى