الثلاثاء ٢١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
بقلم
قبائل النار
وحدي كنتُ أَصرخُأطْفُو على حُطامِ الوقتِالمُبلَّلُ بالإندثارِمثلَ غريبٍفي صحراءِ العيونِكانَ الوطنُ يتهاوَىدخلتُ المدينةُتَسبِقني رائحةُ الطفولةِكانَ صوتي يَمتدُّتعبًا مِنْ ريحٍمشيتُ نحوَ غابةِ الموتِفرأيتُ الطيورَتُصلّيوأشجارُ الصَّنوبرِ خاشعةٌتَقدَّمتْ نحوي قَبائلُ النَّارِصَلبَتْني فوقَ محرابُ الملحُعَبرتْ زنابقُ أُمِّي تُباركنييُصبحُ صوتي أَنفاسُ مَاءٍبطعمِ التّينِتَعرَّى القَحْطُ مِنْ صَمْتهِوأَدخَلني قَبْريلَمْ أَكُنْ نَبِيّاًلكنَّني كنتُ مجنوناًفأَثْمَلني الفطامُ الأَولُقالَ حارسُ الغابةِخُذوهُ وغَطُّوهُ بِثوبٍ أَخضراًكَيْ يَنسى مَوتهُأَوصَدوا دونَي بابَ الخَطايَاوَوهبُوني مَشعلاً للخلاصشاهَدتُ قبري يَبكيفَبكيتْولَمحتُ الوطنَ يَغْفُو عَلى كَتْفِ الدُّموعِقبلَ أَنْ أَتلاشى في الهذيانِ الأخيرِ