الثلاثاء ٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤
بقلم محمود محمد أسد

العودة للنَّبعِ

قُلْتُ يوماً : إني رمَيْتُ سلاحي
لمْ يَعُدْ في القلبِ الشفيفِ مزارٌ
قد كفاني ما ذُقْتُهُ مِنْ وعودٍ
و كفاني لَسْعُ الأُصَيْحابِ و الأهـ
ليْتَني أنسى جُرْحَهُمْ ، ليتني بَعْـ
ليْتَهمْ عاشوا للصَّفاءِ ، فما أحـ
قلْتُ يوماً : إنِّي ضَمَمْتُ صِحابي
و صفاءُ الأعمالِ بلسمُ عمري
كم زَرَعْتُ الآمالَ في كلِّ دَرْبٍ
لَمْلَمَتْ روحي طاقةً مِنْ ورودٍ
كم غَزَلْتُ الحبَّ لكلِّ عشيقٍ
فَرَحُ الآخرينَ سرُّ ابتهاجي
إنْ بَكَوا يوماً فالبكاءُ نصيبي
كَمْ غَسَلْتُ الأوهامَ و الغمَّ يوماً
ما عَرَفْتُ الأحقادَ يوماً ، و ما كنـ
لي فؤادٌ يرفُّ للنورِ ، يجري
كم تجرَّعْتُ غَدْرَهُمْ غيرَ أنِّي
بَعدَ هذا لم يَبْقَ إلّا يقينٌ
عُدْتُ للنورِ أحتمي بدروبٍ
عُدْتُ للنَّبْعِ ، ذُقْتُ شَهْدَ لَماهُ
و استَكانَتْ حالي إلى الأشباحِ
لِمُراءٍ أومَنْبت ٍ للجراح
لطَّخوها بالغَدْرِ كلَّ صَباحِ
ـلِ, فما زالَ السُّمُّ في الأقداحِ
ـضُ نبيٍّ في الصّفحِ و الإفصاحِ
لا هُمُ ، قد مَشَوا على الأتْراحِ
فَلَهُمْ أحيا ، نَبْضُهُمْ مفتاحي
و لقاءُ الأحبابِ دَرْبُ النجاحِ
و غَرَسْتُ الأنداءَ فوقَ البطاحِ
و قصيدي عَطَّرْتُهُ بالأقاحِ
و نَسَجْتُ الأثوابَ للأفراحِ
و أساهُمْ مُعَكِّرٌ لِصُداحي
أُحْرَمُ النومَ, و الدموعُ وشاحي
و دعَوْتُ الرزّاقَ زرْعَ الفَلاحِ
ـتُ غُصَيْناً, يذوي أمامَ المُتاحِ
لحياةٍ معمورةِ الأدواحِ
قد تَسَلَّحتُ بالهدى و السَّماحِ
كانَ أمْضى مِنْ عاتياتِ الرّياحِ
عَقَّمَتْها نَفْسٌ بأقوى سلاحِ
إنَّهُ الحقُّ موقظُ الأرواحِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى