الثلاثاء ١٨ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
قصيدة شعر في ذكرى مجزرة قانا في لبنان
بقلم طارق آل ناصر الدين

قانا

اَلثامنَ عَشَرَ من نيسان ْ ..
يا أحرفَ هذا ﭐليوم ﭐنحفري في ﭐلشريانْ ..
يا وجع الأمس تقدَّم بمسيرتك ﭐلحمراءِ إلى وجع الآنْ ..
لم تكتمل ﭐللوحةُ بعدْ،
دموع ودماء أخرى تتسلَّـلُ خلف الألوان ْ..
أسرابُ فراشاتٍ
تأتي من أشواك الأمس ﭐلدامي
وتزنِّرُ جسدَ ﭐلعالم أسئلةً تتفجَّرُ في كل مكانْ ..
من يبقى يا لبنانْ ..
أخشاب ﭐلهيكل أم جِنُّ سليمانْ ..
 
يا ليل العرس .. يسوعُ هنا ..
وأناملُهُ ماءٌ وشموعْ ..
فتعالوا يا أطفال ﭐلموتِ
تعالوا يا أطفال ﭐلحزن ِ
تعالوا لنغنّي ليسوع ْ ..
وتعالوا يا عشاق ﭐلقدس
تبلَّلَ ليلُ ﭐلقدسِ دموع ْ ..
أتذكّـَـرُكُمْ تنتشرُ الأزهارُ على ﭐلكلمات فيبكيني
العطرُ ﭐلمفجوع ْ..
أتذكَّـرُكُـم تنفتحُ شبابيكُ الأسماءِ
على ﭐلزمـن ِ ﭐلمصفوع ْ ..
يا آخر طفل ٍ في آخر مجزرة
عُدَّ على إصبعكَ ﭐلمقطوعْ
 
الحرم الإبراهيميُّ ، كنيسة سيّدةِ الذوق ،
ﭐلنبطية ُ،صبرا ، شاتيلا ، بحرُ ﭐلبقرِ ،
كْـفرمتىّ ، ﭐلكَفْرُ ، ﭐلديرُ، ﭐلسمُّوعْ ...
تزداد مجازرُهُمْ ، وخناجرُهُمْ
تتّسع مقابرُنا وحناجرُنا،
ويضاف ﭐلحفّارون وملتزمو دفنِ ﭐلشهداء
إلى قائمة ﭐلميسورينَ وأصحاب ﭐلرأي المسموعْ ..
أما أطفال بلادي نصفٌ منهم يهوي قصفاً
والنصف الآخر بدأ يجوعْ !!!
 
يا هذا ﭐلزمن ﭐلمنحوسْ ..
يا زمناً لا يوصلُ للسلطة إلاّ ﭐلمهووسَ
أو ﭐلمدسوسَ أو ﭐلجاسوسْ ..
من أجلِ ﭐلبيتِ الأبيضِ مطلوبٌ من حاكمِنا الأسوَدِ،
أن يفتحَ حربَ بسوسْ ..
مطلوبٌ أن يصبحَ سعر الأطفال ِ
أقلُّ كثيراً من مَهرِ عروسْ ..
 
يا كلَّ شهيدٍ عربيٍّ أعرفُ حاضرَكَ الميؤوسْ ..
تغرسُ صدرَكَ متراساً للقدسِ،
فيُغْرَزُ في ظهرِكَ خنجرُ قابوسْ..
 
رشَّ ﭐلحاكم ملحا ً في عينيه ِِ
وﭐنتَظَرَ مرورَ جنازاتِ ﭐلصَّفَقَهْ
أمروهُ أن يبكي فبكى ..
ما أبشعَ دمعَ ﭐلمرتزَقه ْ..
يا أشلاءَ الأطفال ﭐلمفترقَهْ ..
يا إسمنتاً ربَّانياً مجبولاً بدماء
ﭐلجثثِ المحترقهْ ..
منك سيُبْنَى ..وطنٌ أغنى
وطنٌ لا يُلغى لا يفنى
وطنُ جذورٍ، وطنُ جذوع ٍ
يا حكّام ﭐلوطن ﭐلورقه ْ !!
 
فاز نتـنياهو.. صَعَدَ إلى ﭐلهَيْكـَل ِ..
قبَّل مَزْهُـوًّا ثَغْرَ دليلتِِِهِِ ..
بيريزُ هوى ..
فالشعب ﭐلمختار تخلَّفَ عن فهم جريمتِهِ ..
والفارق ضخمٌ بين ﭐلهاوي و خليفتِهِ ..
نتانياهو .. يقتلُ عربياً و يُبَاهي الأرضَ بفعلتِهِ !!
بيريزٌ يقتله أيضاً ..
لكنْ يمشي بجنازتِهِ !!
نتانياهو ... يعشق قتلَ ﭐلرُّسُلِ
ولعقَ دماهمْ إرواءً لعقيدتِهِ...
بيريزٌ ..يرغب "سلمياً" إلغاء الإسلامِ
وإرجاعَ يسوعَ إلى ما قبل ولادتِهِ ...
وأخيراً ...
 
نتنياهو يهوى جرَّ ﭐلزعماء العرب
كأحصنةٍ شاخت نحو حديقتِهِ ..
بيريزٌ يُلْبِسُ كلاًّ منهم .."بَرذعةَ " حريرٍ
"فالسيركُ الأوسطُ " يحتاج إلى قصب عباءتِهِ !
وصلتْ كلُّ عناقيد الغضب إلينا
فإليكم باسم ضحايانا ..
باسم الأطفال ﭐلمزروعينَ
بقلب الأمة بركانا ...
فلْتنسَ ﭐليمنى يسرانا ..
ولْْتنس ﭐليسرى يمنانا ..
ولْتنس الشمسُ ﭐلكثبانا ..
ولْينس البحرُ ﭐلشطآنا ..
ولْينس الشجرُ الأغصانا ..
ولْينس الموتى الأكفانا ..
ولْينس اللهُ الإنسانا ..
ولْتنس ﭐلجنة ُ لبنانا ..
إن ينسى ﭐلعربيُّ يهوديا ً
أوينسى أحدٌ منكم قانا ..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى