الثلاثاء ١٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤
بقلم عادل سالم

متى تنتصرون على داعش؟؟

في كل منا بعض داعش.

لو دققتم النظر جيدا ستجدون أن داعش ليست مجرد تنظيم في العراق والشام، بل هي أفكار موجودة بيننا في كل مكان، أفكار داعش تعشعش بيننا في كل بلد وفي كل مدينة وفي كل عائلة وفي كل دين، وطائفة ومذهب وقبيلة، تعيش في السنة، وفي الشيعة وفي اليسار واليمين، وفي المؤمنين، وفي الكافرين. لكل دواعشه.
حتى أنه في كل منا بعض داعش.

لا تتسرعوا في الضحك لكن دققوا جيدا فداعش وليدة أفكار الإقصاء والتهميش التي يريد كل منا أن يطبقه ضد الآخر، الجار يكره جاره، وقبيلة تكره قبيلة، وبلد تكره البلد المجاور...إلخ، كلنا يحمل في نفسه حقدا تجاه شخصا أو تيارا أو فكرا ويريد أن يحجر عليه ويقتله لو استطاع، لذك نحن كلنا أو معظمنا يحمل داعشا مخفيا في داخله ينتظر الفرصة أن يكون مثله وينكل بالآخر، اقرأوا ما تنشرونه بالفيسبوك ستجدون مدى الحقد الذين يعشعش في كل منكم ضد الآخر الذي قد يكون ابن بلده أو جاره أو قريبه، لا أحد يتحمل أحدا غيره، كلنا نريد أن نطبق العدالة السماوية حسب طريقتنا، كلنا نعتقد أن الله أرسلنا لنطبق قوانينه على الأرض. لذلك عندما جاءت أمريكا لتحارب داعش، فهي في الحقيقة جاءت لتحيي كل الدواعش المزروعة فينا كي يعلن كل منا حربه ضد الآخر، ولهذا كانوا صادقين عندما قالوا أنها حرب طويلة لأنهم أشعلوا فتيلها ونحن ملأناها بالوقود المعشعشة بيننا، المعشعشة في عقولنا.

هل تريدون أن تعرفوا متى تنتصرون على داعش وتهزمونها؟ عندما تنتصرون على أنفسكم، وتتقبلوا الطرف الآخر الذي يقاسمكم الوطن، عندما تتخلون عن أنانيتكم، عندما تتوقفون عن التفكير بفرض إرادتكم على غيركم، عندما تحبون غيركم كما تحبون أنفسكم، عندما تخرجون من عباءاتكم القديمة التي تلونت بالأحمر لكثرة الدماء التي سالت عليها بفعل جرائمكم.
اهزموا داعش في داخلكم قبل أن تهزموا تنظيما يدعى باسمها.

في كل منا بعض داعش.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى